من مشاهداتي في الحياة :)
من مشاهداتي في الحياة..
إن المتأمل في العلاقات الإنسانية يرى العجب العجاب،فإذا كانت سفينة العلاقات
سائرة في بحرها الهادئ..سمعت المدح والثناء ..وإذا توقفت هذه السفينة،وسارت في طريق أخر
-يعني-
إذا انقطعت العلاقة،أو توترت ،أنقلب الحال رأساً على عقب؟!وبسرعة عجيبة؟!
وأبرز مثال على ذلك:
إذا قدَّر الله الانفصال بين زوجين فماذا يحدث -غالباً- في مجتمعاتنا بعد الطلاق؟
أولا:الطلاق..فراق ،والفراق موجع،ومؤلم ،والألم إذا صادف نفساً لم تتربَّ إيمانيا فإنه
يحدث حقداً يدفع صاحبه إلى الانتقام لكي يكون العقاب مؤلماً أكثر..
وأحد صور هذا الانتقام:إطلاق الشائعات الكاذبة، كذلك فضح الأسرار،وكلاهما محرم
في ديننا،وفعلهما يدل على دنيئه وخبث في الطويََّة(في القلب).
والسؤال الآن :ما نتيجتهما؟
أولاً:على صاحبهما الآثام الكبيرة،وعدم التوفيق من الله،إلا أن يتوب ويصحح ما أفسد،
كذلك الألم النفسي ،فهو-والله-لن يجد راحة نفسيه ولا طمأنينة،فالسعادة بيد الله
وكيف يضعها في قلب حاقد، قد آذى الناس.
أيضاً:..الظلم عاقبته وخيمة حتى لو لم يدعُ المظلوم على الظالم؟
نعم،هذا ما يُرى رأى العين في هذه الحياة.. كيف يستطيع إنسان أن ينام ملء عينيه
وهو ظالم ؟! قد شوّه صورة أفراد من المسلمين بالكذب والبهتان؟؟
وإذا كان هذا المظلوم قريباً من الظالم فإن هذا الظالم سيضيف إلى كفة سيئاته إثم
قطيعة الرحم التي لا تنزل الرحمة على صاحبهما .
يا إخوان : الظلم حرام ولو كان المظلوم كافراً.
ثانياً:أثاره على المظلوم..
لا يخفى على أحد ما يحدثه الظلم من ألم وهم وحزن فإن كان المظلوم يخشى الله
سيكلُ أمره إليه ويحتسب هذا البلاء عنده ولن يورثه حقداً ؛لأنه يعلم أن هذه الدنيا
ملئت أكداراً وأن الله حسيبه والحق سيظهر يوما من الأيام طال الزمن أم قصر..
ألم يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألم يصفه الظالمون بالسحر و
الكهانة والجنون ؟؟ألم يبتلى في حبيبة قلبه السيده عائشه رضي الله عنها حين
أطلق عليها ذلك المنافق الشائعات ؟ أيوجد بلاء وظلم أشد من هذا؟
ولكن..الحق ظهر وأذل الله الظالمين ومرّغ وجوههم في التراب ..وأعلنها مدوية الى
يوم الدين .
ليس كل من تطلق عليه الاتهامات وتنتشر بين الناس هو متلبس بها على وجه
الحقيقة..فقد تكلم المتكلمون في السيدة عائشة؟ ثم بعد ذلك أظهر الله الحق.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
يا إخوان.. ويا أخوات..كلمة من القلب أسوقها لكم:
اعلموا أن الجامع والمفرق هو الله سبحانه وتعالى..وقد يكون للزواج عمر محدود
وقدر لا يتجاوزه لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى:
(فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
(وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا).
يامن قدر الله له ذلك..لا تبكِ على ما مضى ولا تذهب نفسك حسرات شريك ليس من
الخير أن تبقى معه أكثر والغيب لا يعلمه إلا الله.
إن خزائن الله ملأى والرزق بيد الله .. اسأل الله من فضله الواسع ... والله لن يقدر لك
إلا ما فيه خيرك وصلاحك في الدنيا والأخر .
انظر للدنيا النظرة التي تستحقها ..إنها ممر فقط إنها مزرعة..الألم والبلاء ثمنه غالٍ
وأجره عظيم إن صبرنا ولم نجزع..
ستنتهي هذه الدنيا سريعاً،وتذهب آلامنا وهمومنا وسيدخلنا الله سبحانه وتعالى
جنات عرضها السموات ولأرض إن سرنا على منهج الله,وصبرنا,و صابرنا,وعشنا بقلب
سليم صافٍ.
التوبة يا إخوان ويا أخوات بابها مفتوح..والله سبحانه يغفر كل ذنب ,ولكن إذا ندمنا على
ما فعلنا وتركنا الذنب ,وقررنا عدم العودة ,وأصلحنا ما أفسدناه في حق الناس فإن
كُنا قد أطلقنا عليهم الشائعات الكاذبة علينا أن نغير هذه الصورة في أذهان الناس
بقدر ما نستطيع ونعترف لم أن ما سمعوه منا لا صحة له ولمنها نزغات الشيطان..
وإن استطعنا أن نتحلل (أي نطلب السماح والعفو) من المظلومين فهذا هو المطلوب.
لابد ,لابد,من المرور بهذه الخطوة,إن أردنا النجاة.
محبتكم:دفــــــــــــا الروح
مواقع النشر (المفضلة)