مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أم علي

  1. #1
    ][..قــلم مبــدع.. ][


    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بيروت - لبنان
    المشاركات
    353
    معدل تقييم المستوى
    1

    Messenger3 أم علي

    أم علــي
    كانت الشاهدة على محاولات التسلل الصهيونية الفاشلة على وادي الحجير وادي البطولة والإستشهاد.
    تدمرت منازل حارتها واحداً تلو الآخر، لكنها إختبأت في قبو منزلها مع آخرين من البلدة. كما إعتاد أهل الجنوب أن يفعلوا في كل حربٍ ظالمة مع صهاينة الكفر. يختبؤ في الأقبية القليلة التي لم تعد متوفرة إلا في المنازل القديمة.
    ظنت كما ظن الجميع أن الصواريخ تسقط على المنزل مباشرة لشدة الأصوات، لم يروا مثل دمارها، لم يسمعوا مثل أصواتها، في كل حروبهم السابقة.
    بعد إنتهاء تلك الجولة من القصف خرجت أم علي والآخرين ليشاهدوا منزلهم ما زال واقفاً لكن الغبار والدمار يملأ الطريق أمامه، والمنازل المتبقية مهدمة. والعناية الإلهية وحدها ردت الصواريخ عن المنزل الذي يختبئون فيه وإلا لكان دماراً مثل وغيره وكانوا شهداء تحت الركام، حالهم كحال الكثير من أبناء القرى.
    صواريخ لا تسأل عن قبو ولا عن غرف سفلية، تطحن كل الحجارة من أعلى إلى أسفل. لكن أم علي لم ينعدم الخيار عندها، تصورت أن الطائرات سوف تقصف منزلها لا محالة لماذا سيبقى وحده وسط رفاقه المهدمين ؟.
    قررت الإنتقال إلى منزل أهلها في أطراف القرية المجاورة، مغامرة، المقاتلات حاملة الموت لم تغادر السماء، تقصف كل شيء يتحرك، المسافة طويلة سيراً على الأقدام، لكن لا توجد وسيلة أخرى للإنتقال إلى منزل أهلها.
    خرجت، مشت بين الركام، وعلى الأسقف المنهارة، دمعت عيناها لكن لم يكن لديها وقتٌ للبكاء، الطائات في الجو، أحست بطول المسافة وكأنها تتمدد وتطول أكثر وأصبحت شاسعة لا يمكنها قطعها، وحيدة بعد أن خاف من معها في القبو من مرافقتها، وصلت إلى ساحة القرية منهكة، استراحت بجانب حائط لم يهدم ثم أكملت المسير.
    لا تعرف كيف وصلت، أغارت الطائرات حيث مشت، شاهدها الجيران قرب منزل أهلها قادمة.
    تكرر المشهد، وبدأت جولة أخرى من القصف المجنون بالصواريخ الذكية، تركت كل شيء ولجأت مجدداً إلى قبو منزل أهلها. في كل ليلة تيقن أن الساعة آتية لا محالة، لم ينفعها هروبها إلى منزل أهلها، وكان كل صباح جديد يشرق نوره بعد ليلة مجنونة هو البياض الوحيد الذي ينقل إليها الشعور بأنها ما زالت على قيد الحياة.
    تحولت إلى حديث أهل القرية بعد مشوارها الطويل تحت أزيز صواريخ الطائرات، ومحاولة دخول الدبابات إلى وادي الحجير الفاشلة، وتصدي المقاومين لكل هذا كانت هي الشاهد على ذلك في ذلك الوادي، الأمر الذي فضلته الموت في وسط ذلك على الموت تحت ركام منزلها. هذا ما تقوله أم علي.

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    في عالم خيالاتي
    المشاركات
    7,326
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    رااائع مااايخط قلمك لنا


    وننتظر المزيد

    تحيتي

    صمت الوداع

  3. #3
    ][..قــلم مبــدع.. ][


    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بيروت - لبنان
    المشاركات
    353
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    أختي صمت الوداع
    إن كلماتي تصبح رائعة بمرورك الكريم
    دمتي بألف خير

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •