في البداية أود أن أتحدث عن قدسية المساجد التي أصبح الكثير منا لا يحترم قدسيتها ولا آدابها فبيوت الله في الأرض المساجد وعمارها زواره وحقٌ علي المزور ان يكرم الزائر، وعندما جاء أعرابي الي رسول الله صلي الله عليه وسلم وسأله وقال يا رسول الله ما خير البيوت في الأرض فرد عليه الحبيب صلي الله عليه وسلم وقال له انتظر حتي أسأل أخي جبريل ما خير البيوت في الأرض فكان رد سيدنا جبريل علي المصطفي صلي الله عليه وسلم أن قال له انتظر حتي أسأل رب العزة فلما سأل سيدنا جبريل الحق جل وعلا عن خير البيوت في الأرض فقال له الله عز وجل يا جبريل اقرأ محمد مني السلام وقل له إن خير البيوت في الأرض المساجد وعمارها زواري وحق علي المزور أن يكرم الزائر، فكيف يُكرمنا الله ونحن لا نحترم آداب المساجد.

ألم يسأل الواحد منا نفسه لو أنه دخل في يوم من الأيام علي أحد الكبار أو المسؤولين ومعه الجوال ماذا سوف يفعل قبل ان يدخل وطبعاً الأولي زيارة والثانية زيارة فبالطبع الذي يحدث ونراه الآن انه عندما يدخل المسجد الذي هو بيت الله لا يغلق جواله ولكنه عندما يذهب الي أحد المسؤولين لمقابلته يغلق جواله يا أخي أتخشي المخلوق ولا تخشي الخالق أتستحي من العباد ولا تستحي من رب العباد.

نعم الجوال نعمة عظيمة قد أنعم الله بها علينا لقضاء مصالحنا اليومية ولكن أيعقل ان نستخدم نعم الله في مخالفته وغضبه.

إننا كثيرا ما نقرأ عبارة أغلق الجوال ولكننا لا نعبأ بها ولا نهتم ولو علم صاحب الجوال الذي يرن في المسجد انه ارتكب معصية وذنباً عظيم في أنه يخرج نفسه والمصلين من الخشوع وهو الذي يسمع ويقرأ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون فأي خشوع تكون فيه عندما تسمع النغمات والأغاني علي الجوال أثناء تأدية الفريضة هل انت قادر علي حمل أوزارك وأوزار الآخرين عندما تخرجهم من خشوعهم بسبب موسيقي جوالك داخل بيوت الله؟.

السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يضرنا لو أغلقنا الجوال أثناء الصلاة ووضعناه علي الصامت ان كنا لا نستطيع الاستغناء عنه لمدة عشر دقائق الذي هو وقت الصلاة ألم تعلم يا أخي أن الملائكة تتأذي مما يتأذي منه المصلي.. الي هذا الحد وصل بنا الاستهتار؟

ألم تعلم يا أخي أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة هي الصلاة اذا صلحت صلح ما بعدها واذا فسدت فسد ما بعدها ونحن لا نعلم هل سوف ترفع الصلاة أم سوف ترد علينا فأنت أيها المسلم تدخل لأعظم مقابلة هي مقابلة ومناجاة الله عز وجل فكان من الأولي أن تحرص أن لا يشغلك عن هذه المقابلة شاغل حتي تخرج منها وانت واثق انك كنت في معية صاحب البيت.

فيا اخوة اتقوا الله في انفسكم وفي اخوانكم المصلين وأغلقوا جوالاتكم أثناء تأدية الصلاة أو اجعلوها صامتة فالموظف في عمله يغلق جواله خوفا من مديره والمدرس في مدرسته يغلقه أو يجعله صامتا خوفا من مديره إذن ألم تخف أنت من الله العلي القدير وتخشه وتغلق جوالك أثناء الصلاة حتي الانتهاء من صلاتك. وفقنا الله واياكم لما فيه رضاه والعمل علي طاعته من أجل الفوز برضوانه وجناته.