مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 8

الموضوع: تحويل القبلة

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Sun تحويل القبلة

    قال تعالى: “قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون” (سورة البقرة: 144)

    أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالتوجه في صلاته تجاه المسجد الأقصى، حيث كان يتوجه اليهود في صلاتهم، وظل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام على ذلك ما يقرب من سبعة عشر شهراً، وقد بين الله سبحانه وتعالى الحكمة في الأمر بهذا التوجه بقوله: “وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله” (البقرة: 143).

    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته يرغبون في التوجه في صلاتهم نحو المسجد الحرام، وذلك بعد معايرة اليهود لهم بالتوجه نحو قبلتهم، واتخاذهم هذا الأمر سبيلاً للتشكيك في دينهم، وفي هذه الآية الكريمة التي سطرناها في صدر الصفحة بشارة له صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة وذلك اجابة لرغبته صلى الله عليه وسلم.

    معنى “قد”

    ومما استخدمته البلاغة القرآنية في بيان رغبته الحثيثة صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر وتحقيق تلك الرغبة ما يأتي:

    أولاً: استخدام “قد” الدالة على التكثير في بابها، والمعنى والله أعلم دائماً ما نرى تقلب وجهك في السماء، وهذا ينبىء عن شدة رغبته صلى الله عليه وسلم في الاتجاه نحو المسجد الحرام.

    وقد اختلف المفسرون في توجيه معنى (قد)، وأرى انها في الآية تفيد التكثير بقرينة التقلب وبمعونة السياق، بيان هذا ما كان في ايثار التعبير بصيغة التفعيل في قوله “قد نرى تقلب” وذلك للدلالة على التكثير (والتكثير بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فهو محال على الله تعالى).

    وقيل: إن التفعل في الآية لقوة الكيفية، ولا توجد في الآية دلالة على تكرر هذا التقلب منه صلى الله عليه وسلم. وهذا قول لم يحالفه التوفيق؛ لأن الرسول إذا كان قد ألقي في روعه أنه سيحول الى مكة، فإنه لذلك يتوقع منه صلى الله عليه وسلم كثرة النظر في السماء ترقباً وشوقاً.

    ثانياً: مجيء المضارع (ترى) مع (قد) أفاد التجدد والاستمرار بمعونة السياق كما سبق بيانه.

    ثالثاً: اختص التقلب أي تصرف نظره صلى الله عليه وسلم وتردده في السماء؛ (لأن السماء جهة تعود منها الرحمة كالمطر والأنوار والوحي، فهم يجعلون رغبتهم حيث توالت النقم، ولأن السماء قبلة الدعاء؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم كان ينتظر جبريل وكان ينزل من السماء).

    شدة الشوق والترقب

    رابعاً: في قوله تعالى: “قد نرى تقلب وجهك في السماء” اسلوب كنائي عن شدة تشوقه صلى الله عليه وسلم إلى تحويل القبلة، وبيان مدى حرصه على ذلك بالدليل الحسي، وفي هذا اشارة لطيفة إلى حسن أدبه صلى الله عليه وسلم حيث انتظر الوحي، ولم يصرح برغبته تلك تأدباً مع ربه، وتحرجاً من أن يقترح عليه سبحانه شيئاً.

    وقد اشتملت هذه الكناية على مجاز مرسل يفيد الكلية، حيث أطلق الكل وجهك، وأريد الجزء، نظرك، وقد أفاد هذا المجاز المبالغة في وصف حالة ترقبه صلى الله عليه وسلم، لأن التقلب يقع على النظر، ولا يقع على الوجه، فكأنه صلى الله عليه وسلم لفرط ما به من شوق، وحرص، وشدة انصرافه نحو السماء لا يقلب نظره، وانما يقلب وجهه، ولعل ما أظهر ذلك استعمال التعبير القرآني حرف الظرفية (في) دون حرف الانتهاء (إلى)، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نفذ بنظره في السماء حتى اشتملت عليه، وأحاطته وكأنه قد استقر فيها، وذلك لشدة ترقبه واستغراقه، وهذا ما أشاعه حرف الظرفية. أما تعدي التقلب بحرف الانتهاء “إلى” فإنه يوحي بمجرد النظر دون معاودة أو استغراق أو تدبر منه صلى الله عليه وسلم خلافاً لما يوحي به حرف الظرفية، الذي تناسب أيضاً مع صيغة التفعل.

    خامساً: قوله “فلنولينك قبلة ترضاها” لا شك ان زمناً قد تخلل بين توجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى في صلاته، وتحقيق المولى سبحانه رغبته عليه السلام في توجهه إلى مكة، وأن هذا الزمن فيه من الامتداد والمهلة ما يخالف معنى الفاء، فما السر إذاً في ايثارها؟!

    أقول والله أعلم: ان استغراق النبي صلى الله عليه وسلم في النظر إلى السماء كما أفاده حرف الظرفية، وتقلب وجهه فيها، وانقطاعه في تردد بصره طوى هذا الزمن بين تلك الرغبة والتبشير باستجابتها، وكأنه عليه السلام ما شعر بهذا الزمن المتطاول، حتى أصبح وكأنه صلى الله عليه وسلم لم يكد يرتد طرفه من تقلبه في السماء حتى بشر بما يرضيه بهذا الوعد المؤكد باللام ونون التوكيد، أقول: لقد طوت الفاء هذا الزمن المتطاول الممتد بدلالتها على التعقيب، لتحقق الغرض ومنه المسارعة ببشارته صلى الله عليه وسلم كما ان التقلب استمر إلى الاستجابة، ولذا كان الموقع للفاء لا لثم والله أعلم.

    تعظيم القبلة

    سادساً: جاء تنكير “قبلة” في قوله تعالى “فلنولينك قبلة” للتعظيم، وأن تلك القبلة لكونها مناط ميله صلى الله عليه وسلم، وتعلقه لم تعرف؛ لأنه لا يتبادر إلى ذهن المخاطب غيرها عند اطلاقها.

    سابعاً: جاء الربط بالفاء في قوله “فلنولينك” للمسارعة بتبشيره صلى الله عليه وسلم بفاء التعقيب، وفي ذلك تأكيد للوعد صراحة بعد التمهيد له بالكناية في قوله تعالى “قد نرى تقلب وجهك”.

    واسناد التولية إلى نون العظمة فيه تعظيم للخبر وتفخيم له، وهذا للاهتمام بتحقيق رغبته صلى الله عليه وسلم.

    ثامناً: لنتدبر كيف كان اختيار الكلمة ملائماً لمقام الرسول صلى الله عليه وسلم، ورجاحة عقله، وألمس ذلك في ايثار قوله “ترضاها” على تحبها أو تهواها مثلاً: لأن الرضا مشعر بأن محبته صلى الله عليه وسلم لتحويل القبلة ناشئة عن تعقل، فمقامه صلى الله عليه وسلم يسمو عن أن تتعلق رغبته بما ليس فيه مصلحة راجحة بعد انتهاء المصلحة العارضة لمشروعية استقبال بيت المقدس.

    إذاً يمكن القول إجمالاً هنا إن تبشيره صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى “فلنولينك قبلة ترضاها” جاء قبل الأمر المباشر “فول وجهك شطر المسجد الحرام” اظهاراً للاهتمام بتحقيق رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم وإدخالاً للسرور عليه، وذلك لفرحه بالاجابة لما تهفو إليه نفسه صلى الله عليه وسلم ثم بإنجاز الوعد صراحة فيتوالى السرور مرتين، كما ان “بلوغ المطلوب بعد الوعد به آنس في التوصل من مفاجأة وقوع المطلوب”.

    تاسعاً: مما لفت نظري في هذا الموضع توالي الفاءات في الآية للمسارعة بتبشيره صلى الله عليه وسلم بتحقيق الوعد وتنفيذه كما سبق بيانه، وللطيفة نفسها أوثر الربط بالفاء في قوله “فول وجهك”.

    الجزء والكل

    عاشراً: وألمح المجاز المرسل بعلاقة الجزئية في قوله “فول وجهك”؛ حيث أطلق الجزء “الوجه” وأريد الكل “جملة البدن”، لأنه مدار التوجه ومعياره، كما انه أشرف الأعضاء.

    وفي التعبير بالوجه كذلك موافقة لفظية لقوله تعالى “قد نرى تقلب وجهك” وأوثر التعبير بالشطر أي الجهة والناحية في قوله “فول وجهك شطر المسجد الحرام”، لأن الشطر يطلق أيضا على نصف الشيء، فلما أضيف الى المسجد، اقتضى أن نصف المسجد عبارة عن نصف مقداره ومساحته، وذلك وسطه، وجعل شطر المسجد الحرام كناية عن الكعبة؛ لأنها واقعة من المسجد الحرام في نصف مساحته من جميع الجوانب.

    حادي عشر: ذكر المسجد دون الكعبة توسعة وتيسيراً، لأن استقبال عين القبلة فيه مشقة عظيمة على البعيد؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان في المدينة، فدل ذلك على ان الواجب مراعاة الجهة دون عين القبلة.

    وأخيراً جاء قوله سبحانه وتعالى “وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره” لتعميم حكم استقبال الكعبة على جميع المسلمين، وجاء موقعه بمثابة الاحتراس، لئلا يظن أن استقبال الكعبة خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم أو ان بعض الأماكن كمكة المكرمة والمدينة المنورة يجزىء الاتجاه إليها دون المسجد الحرام، ولذا أوثر أيضاً العطف بالواو والله أعلم.

    حكم استقبال الكعبة

    جاء قوله سبحانه وتعالى: “وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره” لتعميم حكم استقبال الكعبة على جميع المسلمين، وجاء موقعه بمثابة الاحتراس، لئلا يظن أن استقبال الكعبة خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ان بعض الأماكن كمكة المكرمة والمدينة المنورة يجزىء الاتجاه إليها دون المسجد الحرام، ولذا أوثر أيضاً العطف بالواو.

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    بارك الله فيك اخوى ونفع بك الاسلام والمسلمين

    ووفقك لكل ما يحب ويرضا

    دمت بصحه وسعاده

  3. #3
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    الـــريـ K.S.A ـــاض
    المشاركات
    3,152
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    موا ضيعك قيمه ومفيدة ورائعه

    جزاك الله خير الجزاء ونفع بك

    دمت بكل ود واحترام

  4. #4
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    الللهم آميـــــــن

    بهيـــــــه

    امير القلوب

    ربي يبارك فيكم ويعافيكم

    لكم شكري وتقديري لاهنتوا

    لا تحرمونا تواصلكم الجميل .

    دمتم بكل خير

  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    2,110
    معدل تقييم المستوى
    3

    افتراضي

    جزا111111111ك الله كل خيـــــــــــــــر,,,

المواضيع المتشابهه

  1. خدمة تحديد القبلة
    بواسطة Alameer’’.. في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 05-11-2008, 05:34 PM
  2. فوائد البوسه او القبلة
    بواسطة درة الزين في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-11-2007, 09:51 PM
  3. الافراج عن القتلة..
    بواسطة أم صقر في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 02-08-2007, 08:07 AM
  4. القبلة الثانيه
    بواسطة شاعر الاجيال في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-04-2007, 09:16 PM
  5. موعد القبلة الأولى
    بواسطة الـوقـت في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 27-12-2006, 06:20 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •