الرياء هو ترك الاخلاص في العمل بملاحظة غير الله فيه، واظهار الطاعة للناس ليحسنوا بها الى صاحبها، وقد شدد الاسلام النكير على من يتخلق بالرياء، لأنه ينافي الاخلاص في العبادة لله تعالى: 'وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء' فالرياء يحبط ثواب الاعمال والطاعات، قال تعالى: 'يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس' وقال تعالى متوعدا المرائين بالويل: 'فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراءون ويمنعون الماعون'.
ويخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اناس يبدو لنا من حالهم في الدنيا الاستشهاد او العلم او الانفاق، ولكن حقيقة امرهم ليست كذلك، لأنهم ابطلوا ثواب اعمالهم بالرياء، فعن ابي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: 'ان اول الناس يقضى يوم القيام عليه رجل استشهد فأتى به، فعرفه نعمته، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء! فقد قيل، ثم امر به فسحب على وجهه في النار ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمته، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن قال: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: عالم! وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ! فقد قيل، ثم امر فسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل وسع الله عليه، واعطاه من اصناف المال، فأتي به، فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها الا انفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد! فقد قيل، ثم امر به فسحب على وجهه، ثم القي في النار' رواه مسلم.
وقد وردت آثار عن الصحابة - رضوان الله عليهم - في النهي عن الرياء منها ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه رأى رجلا يطأطئ رقبته قال: يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك ليس الخشوع في الرقاب انما الخشوع في القلوب.
والاسلام لم يحرم المسلم من فضل ثناء الناس عليه، ما دامت نيته خالصة لوجه الله تعالى، لانه في هذه الحالة يكون ثناء الناس عليه دليلا على رضوان الله عز وجل. فعن ابي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: 'أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن' رواه مسلم.
مواقع النشر (المفضلة)