جلستْ
كاد المقعد أن يتنفس.. أو يتحدث.. أو يتفلسف
كاد المقعد أن يتطاوس بين مقاعد كادت تعقى
كدتُ أقول كلاماً أعمى بين يديها
كادت تشعل كل عيون المارّة
عند الفتنة
كان النور يطلُّ
ويشرق من عينيها
حين اختلس الجالس نظرة
حين ارتفعت بعض طيور في أركان الحديقة
قالت: أنت الآن أخي
أنت الآن، وبعد الآن: رفيقي
قالت: اكتب
قلت: الحرف عنيد، والأقلام ترفرف فوق الورق الأبيض
قلت: سأفتح في الجدران الصلبة باباً
حتى يدخل نورك
حتى تشرق شمسك
حتى أقدر أن أستقبل بعض جمالك
حتى أُشعلَ تحت سمائك.. روحي
شَهقتْ!
قلت: أرتل اسمك
نَطَقتْ!
قلت: أحدد رسمك
شاءت أن تتحدث
قلت: أبوح ببعض همومي
قالت: ابدأ
قلت: الآن سأطلق نهراً يا واهيةً بعض جمالك لي
قالت: ادخل في ملكوتي
واسبح في مملكتي
واركض خلفي
واعرف أنك مثل شقيقي
كتبتْ: كم سيكون جميلاً لو ستظل صديقي
كم سيكون رقيقاً أن تتريث
أن تتوقف عند الباب الآمن
قلت: أجربُ!
أو سأعالج نفسي
قالت: اهدأ
واعلم ان جمالاً ينهض في الأرواح ويبقى
شالت كل غيوم كادت تهطل
نهضتْ
كادت روحي أن تتصاعد
رُحتُ أتابع طيف ملاكٍٍ يمشي ثم يطير
راحت تخطو فوق رصيف الحديقة
كانت الحديقة ترقص
والرواد يميدون
وروحي راحت بين الناس تبوح
وتعلم
ثم تبوح
أتمنى يعجبكم نقلي
مواقع النشر (المفضلة)