إن مشاعرك تتحرك بما لديك من أفكار مخزنة في الذاكرة لديك مثل الحاسب الآلي فالحاسب يعمل بما يوجد لديه من معلومات في الذاكرة كموقف حصل بينك وبين شخص ما فإذا شاهدته قمت باسترجاع ما حصل في ذلك الموقف فتقوم الغدة فوق الكظرية من افرازها لهرمون الادرينالين والنورادرينالين ثم ينتقل هرمون الادرينالين عن طريق الدم إلى القلب ثم شعر القلب بالفوران ثم ينقل الجهاز العصبي غير الارادي إلى الدماغ رسالة بالاحساس بالغضب من ذلك الشخص لوجود معلومات في الذاكرة من ذلك الشخص فيقوم بربط بين المعلومات والغضب فينتج منه سلوك غير مرتبط بالثقافة الإسلامية.. قال تعالى {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}.

الخناس هو الشيطان الرجيم فيبدأ الشيطان يوسوس في الصدر وهو القلب فيعمق لديك الاحساس بالغضب فيدفعك إلى سلوك خاطئ تجاه الشخص.. قال الله سبحانه وتعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

فكيف يمكن أن تتغلب على وساوس الشيطان وتسيطر على مشاعرك من الآن؟

لا يمكنك ذلك إلا بتقوية علاقتك مع الله سبحانه وتعالى.. قال تعالى:

{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

فأتذكر ان هناك جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر تفتح أبوابها للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.. عن معاذ رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظا وهو قادر على ان ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور العين شاء).

فإذا كانت علاقتكم بالله قوية استطعت السيطرة على مشاعرك وتوجيهها التوجيه السليم فالسيطرة على الأعصاب تبدأ من السيطرة على المشاعر فكلما حدث معك موقف تذكر قول الله تعالى {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة في كظم الغيظ سبقا وذكرت لكم ان المستفيد الأول والأخير هو أنت لكي ترتاح أعصابك وتفوز بالجنة في كظم الغيظ فقرر من الآن التغير لتسيطر على مشاعرك.