بنت الشيوخ المخبأه ....
بنت الشيوخ المخبأة
بنت الشيوخ كانت تخبأ من بدء شبابها حتى زواجها وتسمى ( المخبأة ) وذلك لأن لشيوخ القبائل معتقد بأن من يطلب القرب منهم يجب أن لا يكون راغباً في الفتاة ومحاسنها بل في القرب من والدها الشيخ ويتحقق ذلك من المحافظة على تخبئة بنت الشيخ .
لقد ذكر أن هناك شيخاً يعرف بلقب ابو الخير وله بنت في زهرة شبابها في غاية الجمال الذي يستحيل وصفه بطلعة كأنها السمش وكانت هذه البنت مخبأة لا يراها إلا أهلها في بيتها و (( الماشطة )) وهي من نفس القبيلة وذات يوم وهي تجلس في خباها ومعها الماشطة التي تنظر في جمالها وتتعجب وتهلل فقالت لها الفتاة هل رأيتي من هو في جمالي من البشر يا (( أم شامان )) فقالت أم شامان نعم يا أميرة الجمال هناك ابني شامان كأنه البدر لم تره انثى إلا وعشقته ولم يره رجل إلا وحسده فوسوس الشيطان للفتاة فطلبت من الماشطة أن تخفي ابنها شامان في ثياب امرأة وتحضره معها في المرة القادمة . ففعلت ما طلب منها فالتقى بها شامان فبدأ العشق بينهما الذي دخل فيه الشيطان ليغري شامان بأن يغتصب المخبأة ويستغل ثقتها وجهلها بعواقب الأمور السيئة وبعد مدة من الزمن لم يحضر شامان مع امه وعندما شعرت المخبأة انها ستدفع الثمن لوحدها حيث شعرت أنها حامل فلجأت لأم شامان التي لم تكن أقل لؤم من ابنها حيث اوعدت المخبأة خيراً وطلبت من ابنها الرحيل وقد عرفت المخبأة برحيل شامان وأمه بعد فوات الأوان .
فجاءت تسأل أمها بطريقة غير مباشرة ، لو حدث لك كارثة فلمن ستلجأ ين غير أبي فقالت الأم بدون تردد طبعاً لـ(( عقاب )) قالت ومن هو عقاب لأنها لا تعرف الناس بحكم ما يفرض عليها من تحفظ .
قالت الأم عقاب هو أشجع وأشهر وأنبل رجال القبيلة ، قالت المخبأة وما سماته يا أمي ، قالت الأم يا ابنتي عقاب هو الرجل الوحيد من أفراد القبيلة الذي إذا جاء قام له والدك من المجلس واستقبله وهو الوحيد الذي يجلس بجانبه في المجلس .
فلما جاء المساء واجتمع أعيان القبيلة لدى والدها ترجل ذاك الفارس عن جواده ونزل وكأن الأرض تهتز من تحت أقدامه . حسن الطلعة مهيب الهيئة ثابت الحديث فقام له الشيخ وأدركت أنه عقاب .
بعدما انفض المجلس تقدمت لتقف في طريقه وهو يجر حصانه متوجهاً الى بيته فلما رأى امرأة في طريقه أخذ عنها يمينه فمالت إليه فأخذ يساره فمالت إليه فوقف لأنه أدرك أنها تريده .فقالت أنت عقاب ؟ قال نعم
فقالت مرتجلة هذه الأبيات :-
[poem=font="Simplified Arabic,4,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا عقاب والكبدي بها اليوم حمسي=حمسٍ يذوب بها لحصى بالألتيانـي
حمـسٍ ولألــه بالأضافـيـر لمـسـي=قـازي قــوازي مـودمـي قرمـزانـي
خلـي عقـد لـي عقـدةٍ بالاقمسـي=عقـده حـريـر وعـاقـده حقرصـانـي
إهـلال وهلاليـن والـيـوم وأمـسـي=يـعقـاب مـا مثلـي صبـر مودمـانـي
حس القطى لا جفله حس رمسي=عــن الــلال ورد ديــرة الريهجـانـي [/poem]
وكان لحملها شهرين وهذا ما تقوله في البيت الرابع فأدرك عقاب مصيبتها وقال من هو والدك قالت الشيخ قال سوف أخطبك غداً وإن لم يوافق فسوف أخطفك حتى أكون أنا المذنب وليس أنت .
فتقدم حسب وعده وطلب المخبأة وكان اسمها هيله وقد تم الموافقة على الزواج وقد كان الزواج من قبل عقاب فقط ليستر عليها وبقيت معه حتى ولدت ولداً وكان يعتقد انه ولد عقاب حيث باركوا له وتقبل منهم ولم يبين الحقيقه ليستر عليها ولم يكن عقاب قد لمسها أبداً حتى كبر ابنها واصبح عمره ثمان سنوات وكان يأتيها في بيتها على اعين الناس ولكنه لم يقترب منها كزوج بل عاملها كأخت وحتى لم يسألها من فعل معها هذه الخطيئة .
وبعد أن سمع شامان بأن المخبأة تزوجت من عقاب أدرك أن مشكلته لم تعد قائمة وأن عليه خطر إذا عاد فعاد شامان وعند وصوله وجاء ليسقي أغنامه من البئر المخصصة للقبيلة فكان عقاب واقفاً يسقي إبله فقال له عقاب انتظر يا شامان حتى أنتهي من سقيي لإبلي فيأتي دورك فقال شامان (( دوري أنا قبلك في أمور كثيرة )) فأدرك عقاب من هذه الكلمة أنه صاحب تلك الفعلة وأن الولد هو ابن هذا النذل صاحب الفعلة الدنيئة فسل عقاب سيفه فقتل شامان متحججاً أنه اختلف معه على الماء .
فأصبح هناك ثار من أهل شامان يطالبون به عقاب فلما سمعت هيلة ( المخبأة ) بهذه الحادثة خافت على حياة هذا الرجل الذي ستر عليها وأحست أنه جاء دورها لترد له جزء من الجميل وذلك بتضحيتها المنتظرة .
فنادت ولدها ذو الثمان سنوات وهو المعروف بابن عقاب لدى الجميع بينما الحقيقة أنه ابن شامان ، فقالت له يا بني اركب فرس أبوك واذهب إلى تلك الغنم التي حولها أربعة رجال وهم أخوة شامان ودع الفرس تطأ على ظهور الغنم وتقتلها وعندما يعترضون قل أفعل هذا رغم عنكم وكانت تقصد أن تعرضه للقتل لينتقم أهل شامان ممن يظنون أنه ابن عقاب وتسلم حياة عقاب ويتخلص من ابنه المدعي وذلك بتضحيتها هي بابنها .
وبالفعل فعل ابنها ما أمرته وكانت النتيجة أن قتلة اهل شامان الذين هم في الحقيقة أعمامه ، وحكم القضاء القبلي بينهم بالتساوي .......
(((( فكان في هذه القصة أعظم مثل للتضحية حيث قام عقاب بنجدة الفتاة التي استغاثت به وردت هي جميلة بأن ضحت بابنها حتى يسلم وخلصته من الابن المدعى له والذي جلبته هي بخطيئتها )))) .
وسلامتكم الف سلامة
نقلته لكم شمـ أنثى ـــــوخ
مع أجمل باقة ورد
مواقع النشر (المفضلة)