هناك حكاية طريفة - ومحرجة - عن التوائم مازلت أتذكرها حتى اليوم ؛ فأثناء طفولتي كان والدي يملك "عمارة" من أربعة أدوار.وكان يسكن في الدور الثاني شيخ سوري من أكثر الناس زهدا ووقارا وخوفا من الله .. وفي نفس الشارع كان يسكن قريب لنا (الله يستر عليه) منفتح على كل الجبهات تسمع صوته قبل أن يأتي بعدة دقائق ...
وذات يوم كنت العب الكرة مع أقراني فلفت انتباهي جلوس الشيخ الحلبي (في الشارع) على عتبة الباب الرئيسي.وقد لفت تصرفه هذا انتباهي كونه معروفا بغض النظر وعدم خروجه للشارع إلا للصلاة .. ولسبب لا أذكره تركت اللعب وجلست بجانبه - أراقب أقراني - بدون أن أتجرأ على مخاطبته أو سؤاله.وماهي إلا دقائق حتى مر جارنا الآخر فاستغرب مثلي جلوس الشيخ في الشارع فسأله بصوت مرتفع : "إيشبك يابو أحمد طردتك الحرمة وإلا أيييش !!؟؟" .. ولأنه من النوع الذي يصعب إسكاته تجاذب معه "أبو أحمد" أطراف الحديث بصوت منخفض كي لا أسمع ..
ولكنني في الحقيقة كنت أتلصص عليهما وعرفت أنه كاد "يغلط" مع شقيقة زوجته التي أتت من سوريا لزيارتهم ؛ فقد كانت الشقيقتان "توأم" وتشبهان بعضهما في كل شيء.. وحين عاد من المسجد رآها بملابس زوجته فاقترب منها وكاد يغلط فيها.وحين صرخت بوجهه أدرك فداحة الخطأ فخرج الى الشارع يستغفر ويسترجع ولم يعد للبيت خجلا من الاثنتين .. وأذكر حينها أن جارنا الآخر برم شنبه وقال بخبث : "أسمع يا أبو أحمد عشان ما يتكرر الغلط إيش رأيك تخلي الضيفة عندنا كم يوم" !!!
... هذه الحكاية الطريفة تذكرتها اليوم وأنا أقرأ عن شابين توأمين (دوفي وهيبلين) تزوجا في نفس اليوم من أختين توأمتين (مكسين ودورثي) .. وبعد عام حملت الأختان وأنجبتا طفلين متشابهين (في نفس المستشفى) في مونتريال بكندا .. وأثناء نقل الوالدتين من غرفة الولادة - وانشغال الوالدين بتلقي التهاني والتبريكات - ذهب كل زوج بالغلط الى غرفة الأخت الأخرى ظنا منه أنها زوجته .. وزاد الطين بلة أن كلا الأختين كانت تلبس "زي" المستشفى الموحد فجلس كل منهما بقرب شقيقة زوجته - في حين لم تميز الزوجتان المرهقتان بين الزوجين التوأم .. وبعد اكتشاف الخطأ وعودة كل رجل لزوجته الحقيقية لم يدركا أنهما - بفعلتهما هذه - تسببا بإرباك الممرضات اللاتي اختلط عليهن الأمر أيضا ولم تعد أي منهن قادرة على تمييز الطفل الخاص بأي عائلة !!
.. وقبل كتابتي لهذا المقال عثرت بالصدفة - في ذاكرة الكمبيوتر - على خبر من صحيفة الصنداي تايمز اللندنية (يعود الى عام 2002) يتحدث عن شقيقتين (توأم) الأولى تدعى أماندا والأخرى ميغان وضعتا طفلين ذكرين في نفس اليوم والساعة .. والغريب هنا ليس فقط توافق تاريخ الولادتين بل وفي أن الوالدتين (توأم) وتفصل بينهما مسافة 19ألف كلم في بريطانيا وأمريكا .. وفي حين أثار هذا التوقيت استغراب الصحافة الشعبية لم تستغرب الوالدتان نفساهما ماحدث وبدأتا بسرد العديد من القصص الغريبة عن توافق الأحداث فيما بينهما !!!
... وأذكر أن أحد القراء اتصل بي ليخبرني بأن ابنه (علي) ولد في نفس اليوم والساعة التي ولد فيها ابنا خالته التوأم (فواز وأحمد) وابنة خالته الصغرى (غدير) .. وكونها مصادفة ثلاثية شديدة التعقيد تولاني الشك في صدق روايته فطلبت منه إرسال نسخ من شهادات الميلاد عبر الفاكس فوجدت ما ذكره صحيحاً .. فالأطفال الأربعة ولدوا بالفعل في نفس المستشفى (في تاسع يوم من ذي الحجة 1412ه) لثلاث شقيقات اثنتان منهما - في الأصل - توأم..
انشالله تعجبكم
منقوووووووووووووول من الكاتب فهد الاحمدي
مواقع النشر (المفضلة)