السلام عليكم
من منا لايعرف جحا ونوادره التي تارة تكون شديدة الذكاء وتارة خرقاء وشديدة الغرابة تارة أخرى..
ولكن من هو جحا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هو الشيخ نصر الدين جحا الرومي ، تركي الأصل من أهل الأناضول ، ولد بمدينة ( سيوري حصار ) وتوفي بمدينة ( آق شهر ).
تلقى علوم الدين في ( آق شهر )و (قونية)، ووليَ القضاء في بعض النواحي المتاخمة لـ (آق شهر )، ثم ولي الخطابة في (سيوري حصار )، ثم نصَب مدرساً وإماماً في بعض المدن، وقفد عاش حياته تقريبا بين ثلاثة ولايات هي ( قونية ) و (أنقرة ) و ( بروسة ).
كان واعظاً مرشداً صالحاً، يأتي بالمواعظ في قالب النوادر، وله جرأة على الأمراء والقضاة والحكام،وكثيراً ماكانت الحكومة تستقدمه من (آق شهر ) إلى (قونية) العاصمة في ذاك الوقت، وكان عفيفاً زاهداً يحرث أرضه، ويحتطب بيديه، وكانت داره محطاً للواردين الغرباء والفلاحين ، ويذكر ان وساطته أنقذت بلدته من تيمور لنك الجبار الطاغية.
أما زمنه، فالراجح أنه كان في عهد السلطان أورخان ، وظل حتى عهد السلطان بيلديرم، أي في أوائل القرن السابع للهجرة، وعاش إلى سنة 673هـ، وتوفي وعمره نحو ستين عاماً.
قال الكاتب الهزلي الشهير (( جايلاق توفيق بك )) في مقدمة كتابه ( لطائف نصر الدين ):
كان الشيخ من رجال السلطان بيلديرم ، وقدم الآساتنة أحد سلالته في أيام السلطان مراد الثالث،لمراجعة الأوقاف الهمايونية ( مثل الشرهه عندنا او الضمان الاجتماعي) ببعض مرتبات منتقلة إلى هذه السلالة، وعندما أراد تقديم العريضة إلى الحضرة السلطانية، ربط دابته في طبل كبيركان للنوبة السلطانية ( الحرس السلطاني) ، فجفلت الدابة منهوأخذت تجره، وكلما تدحرج الطبل على الأرض، ازداد صوت الطبل وازدادت الدابة خوفا وهلعاً، وكان هناك بغال للحرس فجفلت أيضاً، وقامت قيامتها وعلت الضجة، فسأل رجال الحضرة السلطانية عن الأمر ، فعرفوا السبب،وبحثوا عن رابط الدابة بالطبل، فقيل لهم:
إنه رجل من سلاسة الشيخ نصر الدين جحا، فأجيب إلى سؤاله فوراً واعتبروا عمله هذا حجة كافية لإثبات كونه من سلاسة جحا.
وقال (ضياء بك) أحد كتاب الترك في أحد كتبه: زرت ضريح الشخ في مقبرة (آق شهر ) الكبرىفقرأت مكتوب على حجر الضريح......
هذه تربة للمرحوم المغفور المحتاج إلى رحمة ربه الغفور
نصر الدين أفندي روضة فاتحة (( 386هـ ))
قال: فاستغربت هذا التناريخ ، لأن الشيخ توفي بعد سنة 386 هـ وأخيراً، عرفت أن التاريخ جاء مقلوباً وصوابه هو 683هـ فما أدري أكان هذا جهلاًمن ناقشه، أم تجاهلاً أراد به النكته!
ثم قال:وكان الشيخ من اولئك الرجال الذين عنوا بتهذيب الأنفس ، بضروب النوادر والأمثال.
وأخيراً........
جدد ضريحه في العهد الأخير، وهو في قبة على أربعة أعمدة وعلى رأسه (قاووق) عظيم.
ولأهل تلك البلاد اعتقاد بكرامات الشيخ ، وهم يكثرون من الضحك عند قبره، ويزعمون أن من زاره ولم يضحك ، لم يسلم من نائبة مصيبة!!!!!
ومن عادات أهل ( آق شهر ) اليوم في زواجهم أن يبدأ العريسان بزيارة الضريح ويدعواه إلى حفلة الزفاف، ويقولا له: ( شرفنا مع تلاميذك )، ويعتقدون بأن من تزوج ولم يقم بهذا الواجب، لم يوفق في زواجه.
آسف على الاطالة بس الموضوع عجبني وحبيت أطرحه بالمنتدى لظرافته ولطافته....
شكراً للي صبر وتابعني للنهاية ...
ودمتم بود...
مواقع النشر (المفضلة)