تعرضت سعاد التي تبلغ العشرين من عمرها لضغوط شديدة في منزلها بسبب ادمان والدها على الخمر، وعودته كل ليلة سكرانا، ليعتدي بالضرب على والدتها وعليها وعلى شقيقتها، بالاضافة الى الفضائح التي يسببها من ازعاج واقلاق راحة الجيران وهو غائب عن الوعي من الخمر. كان يصرخ ويتحدث بصوت عال يوقظ الجيران ويسبب عدة مشاكل دفعت بهم الى الشكوى عليه في المخفر. ونتيجة تصرفاته هذه بات الفريج كله ينبذ عائلة سعاد بعدما انتشرت سمعة والدها السيئة بين الأسر والعائلات المجاورة.
فاض الكيل بسعاد مما دفعها الى التفكير في الهرب من المنزل لتتخلص من ذلك الجحيم، وبالفعل خططت سعاد ونفذت خطتها وسرقت بعض مصوغات والدتها لتعينها على المعيشة فترة من الوقت حتى تعثر على عمل مناسب يؤهلها للعيش بمفردها بعيدا عن تلك الأسرة الكئيبة، خاصة انها تحمل شهادة الثانوية العامة.
تحينت سعاد الفرصة وجمعت ملابسها وانتظرت الى ان خلد الجميع الى النوم، وتسللت من المنزل وهاتفت شابا كانت تعرفت عليه من خلال الهاتف فحضر اليها مسرعا. أبلغته انها هربت من منزل اسرتها وطلبت منه تدبير مسكن مؤقت الى ان تعثر على عمل تقتات منه، فاصطحبها الى شاليه مهجور خاص بالأسرة، وتركها هناك ووعدها بالعودة اليها في الصباح الباكر.
شعرت سعاد بالوحشة والخوف ولم تستطع النوم الى ان عاد الشاب فطلبت منه اخذها الى صديقة تثق بها كثيرا لتقيم لديها بضعة أيام. ولكن صديقتها لم تستطع استقبالها في منزل اسرتها، بعدما علمت نبأ هروبها من منزل ذويها خوفا من ان تجلب لها ولأسرتها المتاعب، فخرجت سعاد من منزل صديقتها مهزومة لا تعرف الى أين ستقذفها أمواج الدنيا.
سارت على غير هدى هائمة على وجهها الى ان توقفت بجانبها سيارة بها بعض الشباب. لم تمنحهم الفرصة للحديث، بل فتحت باب السيارة وطلبت من سائقها ان يصطحبها الى مطعم. وبعد ان تناولت الطعام مع الشباب الأربعة عرضوا عليها ان تذهب معهم الى شقة احدهم لأخذ قسط من الراحة، فوافقت من دون ان تفكر لأنها كانت بالفعل منهكة تحتاج الى النوم والاستحمام، كما انها كانت تريد ان تستغل أحد هؤلاء الشباب في بيع المصوغات الذهبية التي سرقتها من والدتها لتستطيع استئجار شقة صغيرة تقيم فيها الى ان تعثر على عمل. ذهبت سعاد مع الشباب الأربعة الذين اعتبروها صيدا سهلا، وأعدوا العدة للفتك بها واغتصابها.
ولكن سعاد كانت من الذكاء حيث ابلغتهم بأنها ليست صيدا سهلا انما هي ضحية ظروف دفعتها الى الهرب من منزل ذويها، وطلبت منهم ان تبقى في الشقة معهم لليلة واحدة من دون ان يمسها احد، مقابل ان يقوم أحدهم ببيع الذهب الكثير الذي تحتفظ به فتعطيهم مبلغا من المال.
سال لعاب الشباب الأربعة عندما رأوا كمية الذهب التي في حوزة سعاد، ووافقوا على عرضها السخي لكنهم خططوا فيما بينهم للاستيلاء على ذهبها، فوضع احدهم حبوبا مخدرة في كوب العصير وقدمه لها.
وعندما غابت عن الوعي سرقوا الذهب ثم حملوها وألقوا بها على شاطئ البحر في منطقة نائية.
بعد عدة ساعات أفاقت سعاد واكتشفت سرقة الذهب، فتوجهت فورا الى المخفر للابلاغ عن الأشقياء الأربعة، وهناك اتضح ان اسرة سعاد كانت ابلغت عن هروبها وسرقة الذهب فجرى التحفظ عليها واستدعاء أسرتها والقبض على الأشقياء الأربعة الذين اعترفوا بسرقة الذهب.
تنازلت اسرة سعاد عن بلاغها عنها اما الأشقياء الأربعة فقدموا للمحاكمة بتهمة السرقة وأصدرت المحكمة على كل منهم حكما بالسجن خمس سنوات مع الشغل والنفاذ.
مواقع النشر (المفضلة)