سبقنا الزميل رجا المطيري، في الحديث عن جهل كثير من الفنانين الخليجيين والعرب على حد سواء، بما حدث ويحدث على ساحة المجال الفني الذي يقدمونه، فلا هم الذين يدركون قواعد العمل الذي يقومون به ولا مناهجه المتعددة، ولا هم الذين يحاولون أن يدركوه عن طريق تتبع طرق المبدعين في هذا المجال. الأمر الأدهى في اعتقادي هو الجهل المركب، فحين تبصر جهلاً تلقائياً يدل على الإهمال وعدم جدية الفنان في التعامل مع فكرة الفن الراقية، والتي دنسها المدنسون، قد تعتبر ذلك حلقة تنتظم في منظومة الإهمال العربية الشهيرة في كل شيء، لكن الجهل المركب لا يمكن تفهمه ولا تقبله بأي حال.
الممثل المصري الشاب أحمد رزق، تحدث في المؤتمر الذي أقيم لفيلمه القادم عن مرض التوحد، بكلام ينم عن جهل، بأبسط ما يعرف عن مرضى التوحد، بل أسهب في تسطيح معاناتهم وخلق مصطلحات طبية ونظريات جديرة بالتسجيل في كتب النوادر، الحال يبدو أشد مقتاً في حال دلال عبدالعزيز التي كانت تتحدث في لقاء صحفي عن مسلسل "صالون مي"، الذي قالت فيه ان صالون مي كان الأكثر ارتياداً في الأربعينات، على الرغم من أنه قد توقف في غرة الثلاثينات، والأمثلة من الوسط الفني ليست قليلة، ولكن رأفة بي وبالقراء الكرام، فالسالف كافٍ وزيادة.

السؤال الملح هنا، ما الذي يدفع هؤلاء الفنانين لهذه الممارسة غير الواعية وغير الأخلاقية، هل هو الحضور العربي الذي يقبع متأخراً عن كل العالم، وأننا ككل نعيش أزمة جهل ومعرفة؟، أم أنه استهتار بالجمهور المتلقي وعدم اكتراث لردود أفعالهم، وأنهم لن يلبثوا حتى يتراصوا عند شاشة التلفاز أو على مقاعد دور العرض لمتابعة الجاهلين والمتجاهلين، لنختر الإجابة الأقرب والأصوب، ونتأمل!.



منقوووووووووووول من الكاتب المبدر طارق الخواجي