مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 11

الموضوع: الأنانية

  1. #1
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    163
    معدل تقييم المستوى
    1

    Thumbs Down الأنانية

    حب الناس والتعاون معهم والشفقة عليهم، روح أصيل ينبثق من الإنسانية المجردة، بل من الإسلام الحنيف الذي جاء بسَلسبيل الحب والتعاطف، ومعاني الرجولة والنجدة.

    لقد جاء الدين - بسُبل الحياة الكريمة الرحيمة، التي يعيش فيها الجميع متعاونين متحابين بروح الله، فالتعاون وحده هو سبيل الخير الذي يجتمع عليه الناس، ففي هذا السبيل نرى العلاقات النظيفة، والتكامل المنتج، والثمرات المأمولة، إذ من دونه يغدو المجتمع متنافراً متصارعاً، قد تباعدت فيه طبقات الناس بدرجة لا صلة بينها، ولا يفور من طبقة إلى أخرى إلا صدى الاختلال، وصياح الحسد، وأنين الحقد والتنافر، يقول بديع الزمان النورسي رحمه الله في “رسائل النور”: “فدستور الحياة هو التعاون دون جدال، نعم، تجاوب أعضاء الكائنات بشمسها وقمرها لمنفعة الحيوانات، وتَسارع النباتات المداد أرزاقا للحيوانات، وتسابق مواد الأغذية لترزيق الثمرات، دليل قاطع ساطع على أن الدستور العام هو التعاون”.

    وتعزو رسائل النور فساد المجتمعات واختلالها وشيوع الرذيلة فيها إلى سببين هما: الأنانية وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه المجموع: “إن شبعت فلا عليّ أن يموت غيري من الجوع” الاستغلال: “اكسب أنت لآكل أنا، واتعب أنت لأستريح أنا”!

    ولا غَرو في كلام الشيخ، فالله تعالى خلق الناس وأمرهم بالتعاون على معاني الخير، قال تعالى: “وَتعَاوَنُوا عَلَى البِرّ والتّقْوَى وَلا تعَاوَنُوا عَلى الإثْمِ وَالعُدْوان”، (المائدة: 2).

    القرآن الكريم أعطى المسلمين المسارات العامة في الحياة، وبيّن لهم السنن التي تحكمها وتُمسك بزمامها، ودور العقلاء من الناس هو فهم المقاصد العليا للقرآن، والعيش في إطاره وقيمه الضابطة للحياة الخاصة والعامة.

    وما يحدث للبشر من انتكاسات ومآسٍ وشقاق يرجع إلى السببين السابقين، الأنانية القبيحة، والاستغلال الأعمى.

    إن الأنانية تعني عبوديةً للذات وتضخيما لحظوظها، ومن ثم فإنها ليست خَدشا في الرجولة فحسب، بل إنها خدشٌ في الإيمان نفسه، فما يصاب الإنسان بمرض الأنانية إلا بعد نسيان كبير للواهب الأعلى سبحانه، الذي أطعم من جوع، وكسا من عُري، وأعطى من عدم. إن الأمة الآن تعطي المثل السيئ في معاملاتها، فالكل يتمحور حول ذاته نتيجة للحَول وقِصر النظر الذي أصابه، فهو لا يرى إلا منافعه القريبة المحدودة، والمرتبطة بالحياة الدنيا فحسب، أما معاني النجدة، والتألم للآخرين، والسعي للتعاون معهم، فتلك معانٍ خيالية لا يرقى إليها أحد، اللهم إلا موفقٌ نبيل.

    لقد امتلأت مجالسنا بحشد هائل من الكلام والنظريات والمواعظ الحِسان، وكله كلام كتب ومِداد صحف، أما ترجمة تلك المعاني إلى عمل، فهي في حاجة إلى رجال على مستواها، رجال يَقرنون القول بالفعل، والظاهر بالباطن، والنظريات بالتطبيق والعمل. إن الأنانية جُبن، والجبن استعباد، والاستعباد عَمى وضيق وجدان، فإذا استشعر الضمير البشري التحرر الوجداني، فلن يكون في حاجة لمن يهتف له بالتعاون والتراحم لفظا، فقد استشعرهما في أعماقه معنى، لقد انتصر يوم تحرر وجدانُه، يوم تحرر من نوازع نفسه ووساوس شيطانه.

    وخطر الأنانية يتمثل في محق شخصية الإنسان ومروءته، خطر مبدؤه نسيان خالق الإنسان ورازقه وكافله، ومنتهاه امرؤٌ تبريري مكيافيلي مبتوت الصلة بالله، يقول أستاذنا الشيخ الغزالي: “إن الأثرة الغالبة آفة الإنسان وغول فضائله، إذا سيطرت نزعتها على امرئ محقت خيره، ونمّت شره، وحصرته في نطاق ضيق خسيس، لا يعرف إلا نفسه، ولا يهتاج بالفرح أو الحزن إلا لما يمسه من خير أو شر، أما الدنيا العريضة، والألوف المؤلفة من البشر، فهو لا يعرفهم إلا في حدود ما يصل إليه عن طريقهم ليحقق آماله أو يثير مخاوفه، وقد حارب الإسلام هذه الأثرة الظالمة بالأخوة العادلة، وأفهم الإنسان أن الحياة ليست له وحده، وأنها لا تصلح به وحده، فليعلم أن هناك أناسا مثله.

    من حق أخيك عليك أن تكره مضرته، وأن تبادر إلى دفعها، أما أن تكون ميت العاطفة، قليل الاكتراث لأن المصيبة وقعت بعيداً عنك فالأمر لا يعنيك فهذا تصرف لئيم، وهو مبتوت الصلة بمشاعر الأخوة العامرة.

    ثم يقول: من علائم الأخوة الكريمة أن تحب النفع لأخيك، وأن تهشّ لوصوله إليه كما تبتهج بالنفع يصل إليك أنت، فإذا اجتهدت في تحقيق هذا النفع فقد تقربت إلى الله بأزكى الطاعات وأجزلها مثوبة.

    لقد هان المسلمون أفرادا، وهانوا أمما يوم وهَت أواصر الأخوة بينهم ونظر أحدهم إلى الآخر نظرة استغراب وتنكّر، وأصبح الأخ يُنتقص أمام أخيه فيهز كتفيه ويمضي لشأنه كأن الأمر لا يعنيه! إن هذا التخاذل جر على المسلمين الذلة والعار، وقد حاربه الإسلام حربا شعواء، ولعن من يقبعون في ظلاله الداكنة الزرية.

    إن التكافل الاجتماعي يبدأ في ذات الفرد أولاً، ذلك بالموازنة بين الحاجة الفردية والتبعة الاجتماعية، فإذا أصبح الإنسان صاحب منصب، أو أمسى صاحب مال، فلا ينبغي أن ينتفخ بعد انكماش، أو يزهو بعد ذِلة، فإنما لتلك المنح الإلهية واجبات مرعية، لعل أولها التعاون مع الناس بإخلاص ونزاهة، والمساهمة في سد حاجاتهم متى قدرت عليها.

    فمتى ذابت الأنانية، ومتى فهم الناس أنهم في مضمار الامتحان الصعب - الذي لا يفلح فيه إلا من نجح في قمع غوائل الأنانية والشح - فقد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح، وعاش الجميع النعيم الداخلي الذي تبخر بالأنانية القبيحة.

  2. #2
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    152
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    الله يعافيك على الموضوع الحلوووو

    تحيااااااااااااتي
    قمر مجهوله

  3. #3
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    163
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    الله يعافيك شكرا ً للمرور

  4. #4
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    عند أهلــــي وربعي
    المشاركات
    26,434
    معدل تقييم المستوى
    27

    افتراضي

    فمتى ذابت الأنانية، ومتى فهم الناس أنهم في مضمار الامتحان الصعب - الذي لا يفلح فيه إلا من نجح في قمع غوائل الأنانية والشح - فقد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح، وعاش الجميع النعيم الداخلي الذي تبخر بالأنانية القبيحة.



    ربي وفقني

    الله يعطيك العافيه

    واتمنى للجميع النجاح والتوفيق

    ودمت بود

  5. #5
    Banned
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    فلسطين - الامارات
    المشاركات
    522
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي



    كلام طيب وحلو

    بس الانانية مطلوبة في بعض المواقف


المواضيع المتشابهه

  1. دربي أبنائك على عدم الأنانية
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-09-2008, 04:56 PM
  2. لا تأخذي السعادة بملعقة الأنانية
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 20-07-2007, 06:46 PM
  3. كيف نقضي على الأنانية
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 22-05-2006, 10:18 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •