إجراءات لمواجهة هموم موسم الامتحانات
إجراءات لمواجهة هموم موسم الامتحانات
حالة طوارئ في المنازل مع اقتراب الاختبارات
مع اقتراب نهاية العام الدراسي يدخل ذوو التلاميذ دوامة «توازن الرعب». تعلن في المنازل حالة طوارئ، تلغى خصوصية الغرف لتحل مكانها وظيفة استخدام مؤقتة. تتغير مواعيد النوم والطعام والنزهات وأوقات مشاهدة التلفزيون. الامتحانات على الابواب ومستقبل الاولاد على المحك لاسيما اذا كانوا في المراحل المدرسية الثانوية التي يعتبر تجاوزها بابا للوصول الى الجامعة فتقرير المصير المهني. والاستفتاء السريع لعينات عشوائية من التلاميذ عشية الامتحانات يقودنا الى عبارات توحد الاجابات. الكلمة الاولى التي تشكل الاجابة العفوية والمباشرة هي: الخوف. فالامتحانات تعني الخوف، يقولها المجتهد والمثابر قبل الكسول واللامبالي. وبعد الخوف يأتي التوتر الذي يحول الاسابيع المخصصة للمراجعة والتحضير كوابيس محكومة بالضغط والارهاق وصولا الى فقدان القدرة على التركيز والاستيعاب. الامتحانات على الابواب ولا بد من اجراءات استثنائية لهذا الموعد السنوي وتحديدا في الدول العربية المعروفة بأنظمتها التعليمية المحشوة بالمواد. ولعل الضغط النفسي الذي يتعرض له الاولاد وترتفع وتيرته مع تقدمهم في الصفوف هو أكثر ما يجب التوقف عنده لأن انعكاس هذا الضغط في ضوء نتائج الامتحانات يلعب دورا لا يستهان به في رسم شخصية طالب اليوم وانسان الغد المسؤول والمرتبط مصيره بورقة العلامات سواء للنجاح او لاختيار التخصص الذي يحدد مسيرته المهنية.
وتسليط الضوء على مرحلة التحضير للامتحانات لا يتعلق فقط بتسهيل اجرائها وانما بقبول نتائجها ايضا. فهذه النقطة هي الاهم ليس في مجتمع بعينه وانما بشكل عام، والاطلاع على بعض الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع تظهر ان عددا من حالات انتحار المراهقين سببها الفشل في الامتحانات المدرسية، كذلك بعض حالات الهروب من المنزل او تردي الحالة النفسية الى حد المرض الذي قد يؤدي الى تفاعلات خطيرة.
وتحضير التلاميذ للامتحانات يتطلب وعي الاهل بالدرجة الاولى، هم الأدرى بأولادهم وطباعهم وهم الاقدر من خلال التربية والتعامل اليومي على متابعتهم مهما كانت المرحلة الدراسية التي ينتسبون اليها. فبعض التلاميذ يتمتع بحيوية وقدرة على الاستيعاب السريع والبعض الآخر لا يجيد الدرس الا بأسلوب بطيء. وهناك من يفضل الدرس في الصباح الباكر مقابل من لا يجيد جمع أفكاره الا في ساعات الليل المتأخرة. وقد تفضل فئة الاجواء الهادئة والسكون التام في حين تجد فئة ثانية ان الدرس ضمن مجموعة هو الاكثر فعالية. وتبقى القاعدة الذهبية الاولى التي يفترض بالاهل التزامها، وهي تحضير الاولاد لامتحانات نهاية العام منذ مطلعه وذلك عبر تهيئة التلميذ بأن الدرس وظيفة ومسؤولية تطبق يوميا وليس فقط قبيل الامتحانات، فالتحصيل المنتظم من شأنه ان يخفف من وطأة الامتحان بنسبة تتجاوز السبعين بالمائة، ليصل الموعد والعدة جاهزة لجهة الاستيعاب ومراجعة البرامج بعيدا عن الضغط والتوتر ومن دون اهمال يراكم عملية الدرس والاستيعاب الى اللحظات الاخيرة التي يجب ان تخصص فقط للمراجعة والتركيز. كذلك من الافضل ان يفهم التلميذ ومن اهله تحديدا ان الامتحانات ونتائجها ليست آخر الدنيا ومن يفشل اليوم يمكنه ان يعوض غدا اذا تعلم من اخطائه. أما على صعيد مرحلة المراجعة فالمطلوب عدم نسف وتيرة الحياة المعتادة رأسا على عقب عبر الانتقال الى نظام «عسكري» قاس. أفضل وسيلة لهذه المرحلة هي المحافظة على النظام الحياتي الصحي المعتاد لجهة تناول وجبات الطعام في مواعيدها والنوم بشكل كاف للاحتفاظ بالقدرة على التركيز وعدم إلغاء التمارين الرياضية والابتعاد عن المنبهات ولا بأس بنزهة يومية صغيرة تسمح بالتنفس في الهواء الطلق لتجديد الطاقة».
والالتزام بهذه التعليمات يجهز الجسم لتحمل اعباء الدراسة المكثفة التي لا بد منها شرط ان لا تصل الى درجة الاعياء. فالعقل السليم في الجسم السليم وتقويض الايقاع اليومي الى درجة تحدي قدرات الجسد هو أسهل سبيل للانهيار والاضطرابات وفقدان القدرة على النوم وتشنجات المعدة.
وتحقيق هذه الخطوات يتطلب اعطاء الاولوية بين جولة درس وأخرى الى فترة استرخاء تام. وينصح الاطباء التلاميذ ببعض تقنيات الاسترخاء التي تعتمد على التركيز الكثيف على الجسم من خلال التنفس العميق والبطيء «تنفس البطن» الذي يساعد على تصفية الذهن. ويمكن اللجوء الى هذا الاسلوب حتى في قاعة الامتحانات.
ولا تعني هذه الاستعدادات ان تؤخذ الامتحانات على محمل خفيف او بسيط وسطحي، وانما ان تعتبر فترة تجربة تظهر كفاءة التلميذ وتبلور طاقاته. انها تحد لا بد منه. والانتصار عليه هو النجاح في الحصول على افضل معدل للعلامات، ما يعكس الجهد السنوي المبذول ومستوى الذكاء الذي يسمح بتقويم وضع التلميذ ويحدد توجهاته المستقبلية. كذلك يعكس مستوى التعليم الذي تلقاه التلميذ ويحدد نوعية وجودة هذا التعليم والمؤسسة الذي تقدمه لتلاميذها. ولعل دور المدرسة في هذا الاطار يبدأ ايضا منذ انطلاقة العام الدراسي وذلك من خلال المتابعة مع تلاميذها واكتشاف نقاط الضعف والقوة لدى كل واحد منهم، ما يسمح بتدارك اوضاع متأزمة ومعالجتها قبل فوات الاوان. اما لجهة الامتحانات الرسمية فالإجراءات المدرسية تفرض خصوصية في التعامل مع الطلاب باعتماد انهاء الدراسة في وقت مبكر ووضع برنامج مكثف للمراجعة مع ساعات اضافية لتلاميذ يعانون ضعفاً في مادة معينة لدعمهم ومساعدتهم على استيعابها. والاهم تحضير التلاميذ للامتحانات الرسمية باخضاعهم الى «بروفة» شبيهة تساعدهم على تنظيم وقتهم وفق الاسئلة المطروحة.
اما المطلوب من التلاميذ في ميدان التحضير فهو بالدرجة الاولى وضع برنامج المراجعة وحسن تنظيم الوقت باعتماد خطط مناسبة للاستذكار بناء على عدد المواد ونوعيتها وتوزيعها لضمان عدم الخلط وتجنب الملل والسير وفق خطوط متوازية بين المواد. وبعد مراجعة اولى وشاملة للبرنامج المطلوب تبدأ المرحلة الثانية مع التركيز المعمق. والأفضل في هذا المجال ان يكون الاستعداد تصاعديا حفاظا على اللياقة الذهنية بحيث تكون ذروة التركيز قبل الامتحان مباشرة وليس العكس ما يؤدي الى فقدان القدرة على الدرس بعد جهد مبالغ فيه. كذلك يستحسن ان تبدأ المراجعة الأخيرة بمسيرة عكسية، أي ان يباشر التلميذ لمراجعة آخر المواد في جدول الامتحانات ثم ينتقل ليصل الى المادة المطلوبة في اليوم الاول في نهاية المطاف، ويعود عشية كل امتحان الى تنشيط ذاكرته بقراءات أخيرة.
أما في بريطانيا فتوصلت بعض المدارس الانجليزية الى استنباط نوع جديد من التحضير لامتحانات الاطفال في الصفوف الابتدائية، بغية تخفيف الرهبة التي ترافق كل تلميذ بمجرد ذكر كلمة «امتحان»، فتقوم ادارة المدرسة بإرسال مكتوب للاهالي تطلعهم فيه عن المواعيد المقررة لإجراء الامتحانات من دون إبلاغ التلاميذ بذلك وتكون مهمة الاهالي هي المواظبة أكثر على الاهتمام بدروس الاولاد والتركيز بطريقة أكبر على المواد التي قد تكون صعبة بالنسبة لهم، ويوم الامتحان يكون يوما عاديا يقوم فيه التلميذ بالكتابة والقراءة مثل أي يوم آخر من دون أن يعي بأنه يخضع لامتحان آخر السنة.
وبحسب الاهالي في لندن تعتبر هذه الطريقة من أنجح الطرق بالنسبة للاطفال الصغار، لأنها تجنبهم الوقوع في مشكلة الخوف التي تواكب كل نوع من أنواع الامتحانات، والتي تؤدي في بعض الاحيان الى خلق حالة من الكره تجاه المدرسة والمعلمين. القضية حساسة جدا، ولا سيما لدى الاطفال في أولى سنوات التعليم، فقد تكون الاساس لمستقبل ثقافي ناجح وبارع وبنفس الوقت من الممكن أن تؤدي الى حالة من الكره الشديد للدراسة، مما يؤدي بالطفل الى اختلاق الاعذار لتفادي الذهاب الى المدرسة من خلال التحجج بالمرض.
* ماذا تأكل قبل الامتحان؟
* يرى بعض العلماء وأخصائيي التغذية أن هناك ما يسمى بغذاء الدماغ (Brain Food) يعتقد أنه الافضل للتلاميذ قبل تقديم الامتحانات. فمن المعتقد أن الاسماك الدهنية والخضار مثل البروكلي والفواكه مثل التوت البري Blueberries والموز تنشط الذاكرة.
وبحسب محلات بيع الخضروات في بريطانيا، تزيد نسبة مبيعات الفواكه والخضار في فترة التحضير للامتحانات، لا سيما نسبة بيع الافوكادو وجميع أنواع التوت والعنبيات. فقد أثبتت التجارب التي أجريت على بعض أطفال المرحلة الابتدائية أن تناول الاوميغا 3 Omega 3 (fish oil) يساعد الاطفال جدا ويحسن أداءهم فيما يخص القراءة والكتابة. ويرى بعض الباحثين أن نوعية الطعام تلعب دورا هاما في أداء الانسان وتعاطيه مع من حوله كما تحدد له مزاجه وتساعد على تنشيط ذاكرته وتركيزه.
* كيف تقاوم التشنجات والتوتر؟
* ما يجب فعله قبل الامتحان:
قم بتحضير مخطط لطريقة المراجعة قبل البدء بها فترة زمنية متوسطة، يمكنك الاستعانة بالمدرس لرسم مخطط يناسب مستواك الدراسي.
إجعل كتبك أكثر جاذبية، وحاول أن تكون أكثر ترتيبا، لا تنس أن تعنون كل مادة وكل صفحة لتكون المراجعة أسهل واسلس. يمكنك دائما الاستعانة بمن هم أفضل منك فيما يخص التنظيم، إسأل أصدقاءك وأساتذتك.
يختلف التلامذة في طريقة مراجعتهم للامتحانات، حاول أن تعرف الطريقة المثلى التي تناسبك واجعل منها روتينا تتبعه دائما، كالمراجعة في فترة الصباح او في فترة الليل، لوقت متقطع لوقت قصير، لوحدك أو مع عدد من الاصدقاء، المهم أن تعرف ما يناسبك.
ـ أثناء شرح الاستاذ لأي من المواد، حاول أن تكون حاضرا لتدوين بعض الملاحظات قد تساعدك في المستقبل، لا تخجل إذا لم تفهم ما فسره الاستاذ إسأل وناقش الى أن تبدو الفكرة واضحة كليا.
ـ إذا كنت متوترا وتشعر بالخوف قبل فترة الامتحانات، شارك أحدهم شعورك، وسوف تحس بفرق كبير.
* ما لا يجب فعله قبل الامتحان؟
- لا تترك المراجعة حتى اللحظة الاخيرة - لا تتحاشى المواد التي لا تحبها او التي تجدها صعبة لا تنسى بأن هناك حياة طبيعية بعد انقضاء فترة المراجعة والامتحانات - لا تتوتر، وحافظ على هدوء أعصابك في الليلة الاخيرة قبل الامتحان وحاول أن تنام باكرا
منقوولة
للفايدة
اخوكم
الامير
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورمينا
مواقع النشر (المفضلة)