أحياناً يكون الإنسان بحاجة إلى النصيحة وبحاجة إلى الوعي والإدراك لما يجول ويدور حوله، علينا كباراً وصغاراً أن نعي وندرك الطريق الذي نسير فيه، فلربما يكون هذا الطريق محفوفاً بالمتاهات والعراقيل والمخاطر التي قد تشوب حياتنا، وقد يكون ممهداً سهل الوصول إليه ولكن علينا دائماً اختيار الطريق السوي، وعلينا كذلك دائماً الحذر من مصادقة الأشرار لأنهم هم الذين يسيرونك إلى طريق الهلاك والدمار، فأحياناً يوجهونك إلى طريق يكون فيه قتل لذلك الطموح والإرادة وكبت للعطاء، وأحياناً يكون فيه سلب لحقوق الإنسان وتجريده من الثقة بالنفس، لذا نكرر دائماً على أبنائنا وإخواننا: عليكم باختيار الصديق الصالح السوي الذي يعينك ويبادرك بالنصح والإرشاد، وعلينا أن لا ننسى أنفسنا نحن الكبار من أن نعي هذا الدور الكبير وأن لا نقع ضحية لتهور أو تبلّد المشاعر والأحاسيس، فالنصيحة أحياناً يحتاجها الكبير قبل الصغير، وأحياناً تكون النصيحة من الصغير للكبير، فعلينا تحكيم هذا بالعقل لأن العقل يميّز بين الصح والخطأ، فعلينا جميعاً المناصحة للآخرين، وفي المقابل قبول النصيحة من الآخرين حتى لا نقع ضحية تلك العقول المريضة التي تهيم في الأرض غايتها التسلّل إلى العقول البشرية من أجل تدميرها من أجل أن تحظى بالسعادة لأنها كل ما ترى الفشل والدمار تحس بالفخر والانتصار، وكلما كثرت ضحاياها أحست بنشوة الفرح أكثر من ذي قبل وانتصاراتها تأتي على حساب أصحاب العقول الضعيفة التي لا تستطيع تحكيم عقولهم ولا يميّزون بين الصديق السوي والسيئ، فعلينا أن نحكّم عقولنا ونميّز بين الصح والخطأ لننعم بشيء من الاستقرار والراحة النفسية.