أماني تصبح « تركي» و«متعب» طلقت جواهر ..!
المسترجلات يمارسن حياة الذكورة في المدارس والجامعات .. !
كتبت علياء الهاجري - الدمام .. جريدة اليوم ..
أماني طالبة جامعية في العشرين من عمرها الناظر إليها يسير الشك بداخله أنه ينظر إلى فتى وليس إلى فتاة فقد عمدت أماني إلى تحويل الفطرة التي خلقها الله عليها حيث ترى في الرجل في مجتمعنا الشرقي كل مقومات السيادة والشرف كما له نصيب الأسد من ناحية الحقوق وهو المسيطر على العنصر النسائي على حد قولها مما جعلها تنبذ كل ما يمت بصلة إلى الفتاة ابتداء من اللباس وطريقة التحدث ونعومة الصوت وانتهاء بالاسم فالجميع لا يناديها إلا بـ تركي وكل هذه الأمور تزيدها فخرا يوما بعد يوم ومع مرور الوقت أصبحت أماني أو كما تحب أن نناديها تركي تراجع عيادة الطب النفسي بعد أن أصيبت باضطرابات نفسية من وراء تغيرها لما جبلت عليه من خلقة وفطرة .
أماني قد تكون واحدة من مئات الفتيات اللاتي بدأن السير في نفس الطريق التي مشيتها أماني حتى أصبحت ظاهرة الفتيات المسترجلات من الظواهر المنتشرة في مدارسنا وجامعاتنا يعاني منها المجتمع على اختلاف فئاته ومستوياته .
ترى ما الأسباب والدوافع وراء انتشار مثل هذه الظاهرة في مجتمعنا ؟
ما موقف الأهالي من هذه الظاهرة ؟ وهل هم في غفلة عن بناتهن ؟
ما الحلول المطروحة ووسائل العلاج الممكنة للقضاء على هذه الظاهرة ؟
أسئلة يناقشها هذا التحقيق .
البيئة
تبدو جواهر وهي طالبة جامعية أو كما تحب أن تسمى سعيدة جدا بالوضع الذي هي فيه فمنذ دخولها المرحلة المتوسطة بدأت حالة الاسترجال بالظهور عليها شيئا فشيئآ وساعدها على ذلك حال الأسرة في منزلها حيث تعيش جواهر بين 5 أخوة من الشباب ولم ترزق بأخت لها لذلك ترجع جواهر سبب ما تمر به من هذه الحالة إلى الوضع لديها في المنزل فهي لم تعتد قط على احتياجات الفتيات واهتماماتهن مثل وضع الماكياج أو الذهاب إلى السوق لشراء مستلزمات الفتيات أو التغنج والتحدث بنعومة في الصوت ومخارج الحروف كما هو معروف من الفتيات في سنها بل عايشت العكس فلم تجد من اخوتها أو على الأصح لم تتعلم منهم سوى قوة الشخصية وخشونة الصوت وغلظ القلب الأمر الذي جعلها تتأثر بالبيئة التي عاشت فيها وما شجعها أكثر على الاسترجال وجعلها تتحول من جواهر إلى.. متعب.. تشجيع الطالبات لها بأنها من الممكن أن تأخذ دور متعب هذا في كل شيء من ناحية الشكل والتصرفات وقوة الشخصية وطريقة المشي جعلها تفخر بما وصلت إليه اليوم .
موقف الأهل
تقول مروة راشد وهي طالبة في المرحلة الثانوية : إن ظاهرة الفتيات المسترجلات بدأت بالتزايد خاصة في الفترة الأخيرة للأسف في المدرسة أشاهد مناظر لفتيات يقلدن الشباب في كل شيء من تفصيل معين للمريول بحيث يكون فضفاضا واسعا وله شكل خاص يشابه ثياب الرجل هذا عدا المشية الخاصة والصوت الخشن والعطر الرجالي والألفاظ والمفردات البعيدة كل البعد عن الأنوثة وفي الحقيقة ما يزيد الأمور سوءا على سوء هو أن من الفتيات من تسعد كثيرا بما تشاهده من انتشار هذه الظاهرة والتجاوب معها فبعض الفتيات تجعل من نفسها صاحبة وصديقة لتلك المسترجلة وتخاطبها كأنها رجل كما تتعجب مروة كثيرا من موقف الأهل من هؤلاء الفتيات وكيف أنهم يغضون بصرهم عن كل ما يرون من تصرفات بناتهن بحجة أن ابنتهن تمر فيما يسمى بمشاكل مرحلة المراهقة .
التوعية الدينية
من جهتها تستنكر أم عبد العزيز هذا الوضع الذي وصلت إلية الفتيات في مجتمعنا بقولها : إن ظاهرة الفتيات المسترجلات ظاهرة ليست بالجديدة ولكنها وفي كل الأزمنة ظاهرة منبوذة دينا وخلقا فرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف « لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال « ومن هذا الحديث نستنتج أن المتشبهة من النساء بالرجال ملعونة ومطرودة من رحمة الله فما أكبر ذلك ! وتؤكد أم عبد العزيز على الحاجة إلى زيادة عدد الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين وتكثيف دور التوعية الدينية ومتابعة الطالبة في ثقافتها الدينية وتفعيل نظام الإنذار بالطرد والعقاب من أي طالبة يصدر منها هذا الفعل كحلول لهذه الظاهرة ومن الضروري كذلك الاهتمام بالتواصل بين الأسرة والجهة التعليمية للطالبة والإلمام بالمستجدات والتطورات للطالبة سلوكا وعلما والدور الكبير يقع على عاتق الوالدين .
ظاهرة سلبية
إيمان جاسم أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس تقول : لا تتردد بعض الفتيات في التعبير عن رجولتها أمام زميلاتها في المدرسة وتنتشر ظاهرة الاسترجال بين طالبات المدارس المتوسطة والثانوية وتزيد اتساعا في المرحلة الجامعية وفي هذه الظاهرة تميل الفتاة إلى التشبه بهيئة وسلوك الفتى ويظهر ذلك في تخشين الصوت والمشي بطريقة معينة وقص للشعر مشابه لقصات الرجل إضافة إلى لبس الملابس الفضفاضة الواسعة ذات الألوان والموديلات التي تشبه ما يلبسه الرجل والبعد تمام البعد عن أي شيء يتصل بالأنوثة والرقة وحتى الاسم فالكثير من الفتيات هؤلاء يغيرن أسماءهن فهذه نورة تغير اسمها إلى فارس وهذه هاجر تغيرها إلى نواف متخيلات شخصية الرجل في كل صغيرة وكبيرة وتتابع الأخصائية القول : وبلا شك إن ظاهرة استرجال الفتيات إذا صح تسميتها بذلك من الظواهر السلبية نشأت في مجتمعنا وبدأت تأخذ طريقها إليه والكثير من الأخصائيين يرجع سبب تفشي مثل هذه الظاهرة في مجتمعنا إلى عدة عوامل اجتماعية وتربوية ونفسية تحتاج منا إلى وقفة طويلة ومتمعنة للكشف عن أسباب هذه الظاهرة والاهتداء إلى الطرق الصحيحة والممكنة لعلاج مثل هذه الظاهرة .
عوامل كثيرة
وتشير الأخصائية النفسية ليلى المرهون إلى أسباب تفشي هذه الظاهرة في مدارسنا وجامعاتنا بقولها : من الصعب إرجاع هذه المشكلة إلى سبب معين أو جهة واحدة بل إن هناك عدة عوامل تشترك مع بعضها البعض في تكون هذه الظاهرة ومن ذلك ضعف الوازع الديني والمبادئ الأخلاقية لدى الفرد كما أن للأصدقاء وخاصة في مرحلة المراهقة تأثيرا كبيرا قد يصل في أحيان كثيرة إلى حد تأثير السحر فالصاحب ساحب كما يقال ولا نغفل كذلك دور المدرسة أو الجامعة فالطالبات يقضين وقتا طويلا من يومهن في مكان الدراسة فغياب الأنشطة والبرامج الترفيهية للطالبات له سبب كبير في مشاكل مرحلة المراهقة حيث لا تجد الطالبات متنفس للتعبير عن ما بداخلهن من طاقات وقدرات كما نلحظ أن هناك فجوة بين المعلمة من جهة والطالبة من جهة أخرى ووسائل الإعلام بما فيها من الهواتف النقالة والبلوتوثات والرسائل التي بداخلها والاستخدام السلبي للشبكة العنكبوتية الانترنت له دور واضح وكبير في تفشي هذه الظاهرة .
مواقع النشر (المفضلة)