كـــ س ـــر الــ حــواج ـــز ( لك & لكِ )
بسم الله الرحمن الرحيم
أنهى محمد اتصاله من عبدالله وتوجه لوالدته لعلها تريد بعض الحاجيات للبيت فيشتريها وهو عائد للمنزل
( أم محمد )
لا أريد شيء لكن لا تنسى ان تحضر باكرا للمنزل
استمع ابو محمد للحديث الذي دار بين محمد ووالدته وهو قادم لهما
( ابو محمد )
إلى أين العزم يا محمد
( محمد )
سوف التقي بعبدالله في الكافيه
( ابو محمد )
لا لن تخرج
( محمد )
ولما ؟
( أبو محمد )
فقط هكذا !!
ذهب محمد لغرفته واتصل على صديقه عبدالله وأخبره انه لا يستطيع الحضور
( استغرب عبدالله ردة فعل محمد فسأله )
لماذا الم نتواعد على الحضور
( محمد )
لا أعلم ماذا أقول لك لكن والدي هداه الله
( عبدالله )
كالعادة إذاً
( محمد )
عبدالله أشعر بأن بيتنا معهد للصم والبكم
لا حوار ولا نقاش ولا حتى ذكر أسباب القرارات المنفردة
( عبدالله يواسي صاحبه )
لست الوحيد الذي تعاني من هذه المشكلة بل نسبة كبيرة من شبابنا يعانون من ما تعاني
( محمد )
ليس مثلي يا عبدالله
( عبدالله )
أتعلم ما يشتكي منه شبابنا
( محمد وهو يضحك )
ألست منهم ..إذا يشتكون من
غيبة الحوار بين الآباء والأمهات من جهة وبين الأبناء من جهة أخرى؟
أو عدم السماع لآرائهم وعدم مناقشة مشاكلهم والحجر على أفكارهم
( عبدالله )
لنحسن الظن ولنقل أن نسبة كبيرة يعانون من هذه المشاكل
( محمد )
بل أنا من يعاني الآن وأشعر بضيق في صدري
( عبدالله )
أتدري أستغرب عدم الأقتداء بهادي البشرية في التعامل مع الشاب !!
( محمد )
عليه الصلاة والسلام وكيف كان يتعامل حبيبي رسول الله
( عبدالله )
استمع إذا ...
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: "إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا!!
فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، فَزَجَرُوهُ.
قَالُوا: مَهْ مَهْ!
فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ادْنُهْ.
فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا.
قَالَ: فَجَلَسَ.
قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟
قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ!
قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ.
قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟
قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ!
قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ.
قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟
قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ!
قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ.
قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟
قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ!
قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ.
قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟
قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَك!َ
قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ.
قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ.
فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ"
( محمد )
ليته أبي بأبي وأمي يا رسول الله
( عبدالله )
محمد أتستطيع إخباري بما استفدته من الحديث والقصة التي رويتها عليك
( محمد وقد تنفس الصعداء )
نعم أستطيع
فلقد استفدت كيفية حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع الشاب وكيفية معايشته لهمومه :
كان يحدثه في مناخ حر راقي يسمح بالمصارحة الخطيرة والجريئة على الملأ
قرب حبيبنا صلى الله عليه وسلم من أصحابه وخاصة الشباب واستماعه لمشاكلهم وهمومهم
لم يتأثر رسول الله برأي المحيطين المتعصبين في قضية الشاب
موقفه صلى الله عليه وسلم في تهدئة القوم الثائرين على الشاب وتحييد الاخرين من القضية
تمعنت في معنى ( ادنه )
تدبرت مغزى (فدنا منه قريباً)
تدبرت مغزى: (فجلس)
تأملت طريقة هذه الجلسة الحوارية الراقية كمثال لفن الاتصال وأدب الخلاف :
1) الهدوء
2) تحييد الآخرين أو رفض الوسائط
3) الدنو والقرب
4) الجلوس
5) أدب الاستماع للآخر وهو من باب حقه في إبداء رأيه
6) أسلوب عدم التخطيء: وتجنب (أسلوب الصدمة الحوارية)
7) البعد عن نقاط الخلاف
8) البداية من نقاط الالتقاء
الترتيب في أفكار ومحاور الحوار وتدبر الترتيب المقصود بإعجاز حسب العصب والقدسية: (الأم ثم الابنة ثم الأخت فالعمة فالخالة)
أسلوب الإقناع
من أفضل مهارات التفاوض أسلوب الإقرار أي تجعل الآخر يقر بالرد (نعم) أو (لا)
طول الحوار
أهمية الملامسة
الدعاء (رسالة دعم إيجابي خارجي)
كسب ثقة الآخر
البعد عن أسلوب المناظرة أو تجنب (صراع الدِيَكَة التفاوضي)
ترك الفرصة للآخر للمراجعة
بث روح الود والحب المتبادل وتدبر تكرار مقالة الفتى: "جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ!"
حرصه صلى الله عليه وسلم على نجاة الفتى وتوبته وهو من باب ضرورة الحرص على مصلحة الآخر
وهو أيضاً من باب أدب التوازن في العلاقات (باب اربح وربح) بأن يستفيد طرفا التفاوض وهي عادة من عادات النجاح السبع الذهبية
النجاح الباهر للمهمة وللحوار والوصول إلى الهدف المنشود وهو توبة الفتى على يده صلى الله عليه وسلم
مــــا رأيك يا عبدالله متدبر ومحلل
( عبدالله )
بارك الله فيك والآن دعني اخبرك عن فائدة أخرى هي مستقبلية ونتربى عليها
(فن التعامل مع هموم الشباب) وكيفية إعدادهم لينجحوا ويكونوا شيئاً مذكوراً في الحياة وليتحملوا دورهم
وأن يتحقق في الأسرة دعاء الصالحين بأن يكون في الأسرة روح العائلة الدافئ وتنتج الأسرة قرة عيون الآباء والمربين
(والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)
ولعل من أبرز الهموم العلاقة مع الجنس الآخر
من حيث الكيفية والضوابط والموانع
فهل تسمح يا محمد ان اطرح عليك فكرتي
( محمد والابتسامة على شفاهه )
تفضل
( عبدالله )
هل تستشعر بعض التوجس والتردد من الاقتراب من الجنس الآخر؟!
( محمد )
نعم بل إني أخاف الاقتراب كي لا يفتن أحد
( عبدالله )
أود أن أذكرك أن هؤلاء اللاتي يمثلن الجنس الآخر يمثلن أيضاً أمك أو أختك أو عمتك أو خالتك أو زوجتك في المستقبل إن شاء الله تعالى
فلم الخوف خاصة إذا كان الاقتراب لشيء تقتضيه الظروف والحاجات؟
فقط التزم بمعيار الاقتراب:
1 فإذا كانت إحداهن صغيرة السن قل لها ما تقبل أن يقال لابنتك أو لأختك
2 وإذا كانت كبيرة السن فقل لها ما تقبل أن يقال لأمك أو لزوجتك أو لعمتك أو لخالتك
ثانياً: ثم دعني أخرج من داخلك هماً آخر: هل يجوز أن تكون لك علاقة مع إحداهن؟!
( محمد )
أحسبك جننت ولابد من نقلك لمستشفى المجانين
( عبدالله يبتسم )
بداية أرجو أن اجمد معنى علاقة إلى المعنى الذي يفيد موضوعنا حتى لا يذهب الذهن بعيداً كما لاحظت
فالعلاقة تعد صفة للتعامل بين البشر فإذا كانت هنالك مصلحة معينة أو حاجة لا تقضى إلا من خلال التعامل مع الجنس الآخر فالضرورة تقتضي هذه العلاقة الإنسانية
( محمد )
وإن كان كما تقول فهنالك من سيقول قال عبدالله وتتحمل ذنب التعامل مع الجنس الآخر !!
( عبدالله )
سؤال ما هي ضوابط أو شروط العلاقة مع الجنس الآخر؟!
( محمد )
أنا لا أرى فيها من الأساس وأخاف منها فلما أجيبك !
( عبدالله )
أي علاقة إنسانية بين اثنين يجب أن تشملها عدة شروط:
الضابط الشرعي:
وهذا الجانب أفضل أن يجيبنا عليه شيوخنا فليس هذا من مجالنا الذي يمكننا أن نعطي فيه ولكننا هنا نذكر أنفسنا بهذه الحديث الشريف الذي نعلمه جميعاً:
"لَا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا"
2 ضابط الحاجة الاجتماعية:
كأن يكونا زميلين تجمعهما ظروف العمل أو يكونا في منتدى مثلا
فلا يجب أن نفتعل اللقاء دون حاجة ماسة أو ملحة
3 الالتزام بالأداب
أن نتجنب الخلوة:
"لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ. فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً، وَاكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا؟!. قَالَ: ارْجِعْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ"
أن نتجنب الاختلاط المشين:
"إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: الْحَمْوُ الْمَوْتُ"
حسن التعامل:
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: "إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ"
أن نحسن النية:
ونتذكر هذا الشرط المهم والموجع في مفردات الحوار النبوي مع الشاب: "أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟".
أن نتجنب إفساد النفوس:
وأهم وسيلة شيطانية في إفساد النفوس هي الخضوع بالقول والتكلف في ترقيق نبرات الصوت والكلام كما جاء في كتاب الله تعالى
أن نتجنب إفساد ذات البين:
وقد يبدأ بسؤال أحدهما الآخر عن همومه فيبدأ الكلام ثم الشكوى فتطييب الخاطر فإفساد النفوس والبين والبيوت
"إِيَّاكُمْ وَسُوءَ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ"
أن نتجنب مواضع الشبهات:
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبيه: "على رسلكما، إنها صفية
( محمد )
عبدالله من الغد سوف
( عبدالله )
محمد لم أبرر لك أي أمر بل كنت أناقش ولتتقي الله في أفعالك وأقوالك
( محمد )
كنت سأقول لك من الغد سوف أقراء في طرق التربية مع الأبناء كي أربي أبنائي أفضل تربية وخاصة في قضية الحوار والتفاهم
( عبدالله )
ههههههه يا صديقي لن أتحمل فاتورة الهاتف أبدا
( محمد وهو مصدوم )
تبا لك سائر اليوم أراك أن وافق أبي ....
مواقع النشر (المفضلة)