بعض الناس يبالغون في النفاق للآخرين وخاصة رؤساء العمل ومدحهم بما ليس فيهم، فما موقف الإسلام من ذلك؟
حذر الإسلام من مدح الإنسان أخاه بما ليس فيه، أو مدحه على سبيل القطع، لأن المدح بما ليس في الإنسان كذب وضلال، والمدح على سبيل القطع بأن يذكر من صفات المدح الباطنية ما لا يطلع عليها إلا الله فيكون قد ذكر أمورا لا يتأكد منها، وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطريقة المثلى في ذلك فبين أن المدح إذا كان لا بد منه كمدح إنسان بصفات حميدة ظاهرة فيه ومحسوسة ويترتب على إبرازها أن يقتدي به غيره، فعلى المادح ألا يذكر ذلك على سبيل القطع بل عليه أن يذكره على طريق الظن فيقول “احسب فلانا والله حسيبه”.
أما المدح على سبيل القطع أو المبالغة فيه، فإنه يترتب عليه من المفاسد والأضرار ما لا تحمد عقباه، وتلك الأضرار منها ما يكون في جانب المادح، ومنها ما يكون في جانب الشخص الممدوح.
أما ما يكون منها في جانب المادح: فهو ما قد يتسرب إلى نفسه من الرياء وما يوقعه الإفراط في المدح من المبالغة التي تؤدي إلى النفاق عن طريق الزيادة في الكلام والكذب في الحديث وتلك أولى علامات المنافق: “إذا حدث كذب”.
وما يكون منها في جانب الممدوح، فقد يترتب على المدح العجب والخيلاء وقد يقلل من أعمال الخير والصفات الحميدة التي فيه.
وقد وجه الرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدم الإطراء والمبالغة في المدح حتى على نفسه مع ما له من مكانة عند الله، قال صلى الله عليه وسلم: “لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله”.
وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بمطاردة الذين يتخذون مدح الناس عادة يستأكلون بها الممدوح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثو في وجوه المداحين التراب” رواه الترمذي.
أما المدح الحسن على الفعل الحقيقي المحمود الذي يؤمن معه عدم الغرور في جانب الممدوح وعدم النفاق في جانب المادح، بل يترتب عليه تحريض الناس على الخير والاقتداء بالأفعال الحميدة، فهذا محمود ولا يدخل في التحذير المذكور.
مواقع النشر (المفضلة)