احمد شاب عاطل عن العمل، ترك الدراسة بمحض ارادته لانه لم يكن يهتم بالتعليم، ولان شقيقيه تركا الدراسة ايضا في مثل عمره وعملا في وظيفتين اداريتين. اما احمد فرفض ان يعمل في وظيفة ادارية، والتحق في البداية بسلك الشرطة، لكن سرعان ما فصل منه بسبب كسله وعدم انتظامه واهماله وعدم تحمله للمسؤولية وظلت الحال هكذا مع كل عمل يلتحق به، فلا ينتظم في دوامه، دائم الاخطاء، فلا يستقر في مكان واحد بضعة اشهر حتى يفصل من جديد.
وضاق ذرع والده به، فنفض يديه منه وتركه يعيث في الارض فسادا من دون متابعة او رقابة حتى وقع المحظور وتعلم احمد تعاطي المخدرات من اصدقاء السوء. حاولت اسرته علاجه اكثر من مرة، لكنها فشلت، فقد كان يعود الى المخدرات بمجرد ان ينتهي علاجه ويشفى، وتدريجيا اصيب اهله بالملل وتركوه لمصيره القاتم.
وبالفعل ألقي القبض عليه وهو في حالة تعاطي نائما في سيارته على قارعة الطريق. وقدم للمحاكمة بتهمة التعاطي واصدرت المحكمة عليه حكما بالسجن خمسة اعوام مع الشغل والنفاذ.
دخل احمد السجن المركزي وهناك كانت الكارثة. تعرف على الكثير من الشباب الذين دخلوا على ذمة قضايا مختلفة، واصبحوا عائلته الحقيقية، بعد ان رفضت اسرته زيارته او الوقوف بجانبه نظرا إلى الفضيحة التي سببها لهم بدخوله السجن في قضية تعاطي مخدرات، وهو الامر الذي لم يحدث في عائلتهم البسيطة المحافظة على اسمها وسمعتها.
لم يهتم احمد لتنكر اسرته له وتخليها عنه في محنته، وارتبط بزميل له في السجن، قضى معه عدة سنوات خلف القضبان، واتفقا على الاقامة معا بعد خروجهما.
كان ذلك الزميل قد دخل على عدة قضايا بالسرقات لذلك انهى احمد مدة عقوبته قبله وخرج واقام لدى زميل اخر تعرف عليه في السجن إلى حين خروج صديقه.
كان احمد شفي من المخدرات بحكم وجوده داخل السجن، لكنه عاد اليها بعد اقامته لدى زميله. ولانه لم يكن يملك المال لشرائها اصبح يوزعها مقابل توفير ما يحتاجه ليومه من مخدرات.
بعد عدة اشهر خرج صديقه من السجن وانتقل للعيش معه واتفق الاثنان على القيام بعملية سطو مسلح على محل صرافة للاستيلاء على ما يمكن الاستيلاء عليه من مال. بدأ الاثنان يخططان بدقة لهذه العملية الكبيرة، وقاما بمراقبة عدة محلات للصيرفة الى ان وقع اختيارهما على احدها. وفي ساعة الصفر استقل الاثنان سيارة مستأجرة، وغطيا وجهيهما واقتحما المحل وطلبا من الصراف تسليمهما ما لديه من اموال بعد ان اشهرا سلاحهما الناري في وجهه. وما ان سلمهما الصراف النقود حتى اطلق عليه احمد النار فأرداه قتيلا، ثم فر الاثنان على الفور.
استطاع احد المارة ان يلتقط ارقام لوحة السيارة التي كان يستقلها احمد وصديقه، واتصل بالشرطة التي نشط رجالها على الفور للعثور على احمد وصديقه بعد ان اخذوا كل بيناتهما من مكتب تأجير السيارات، كانت السيارة مستأجرة باسم احمد، وبما انه من ارباب السوابق وسبق له ان دخل السجن بتهمة تعاطي المخدرات كان من السهل العثور عليه.
وخلال ايام توصل رجال المباحث الى ان احمد وصديقه يترددان على شقة سجين سابق من ارباب السوابق، فنصبوا لهما كمينا ونجحوا في القبض عليهما. وبمواجهتهما بسرقة محل الصرافة وقتل الصراف انكرا في البداية لكنهما اعترفا بالتدبير والتنفيذ. ووجهت تهمة السرقة والسطو المسلح إلى كل منهما، وتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار لاحمد الذي اصدرت عليه المحكمة حكما بالاعدام وعلى صديقه بالسجن المؤبد مع الشغل والنفاذ.
مواقع النشر (المفضلة)