مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 7

الموضوع: شخصية المسلم

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Thumbs Up شخصية المسلم

    يرى كثير من الناس ان الملبس الأنيق غالي الثمن، والشعر المنسق ورباط العنق الحريري والساعة المرصعة بالألماس والحذاء باهظ الثمن والعربة الفارهة، تدل على شخصية عظيمة متميزة، وقد يطلقون عليها القابا مختلفة اشهرها “الشخصية المهمة جدا” أو كما يقول الغربيون ونقول تشبها بهم “VIP”.

    وهكذا يتم الحكم على شخصية الانسان من مظهره الخارجي بغض النظر عما لديه من عقلية وأفكار ومفاهيم، وما يحمل من علم، وما يعقل عن الحياة الدنيا والانسان والكون وما وراء ذلك، وهذا الحكم خاطئ إذ ليس لشخصية الانسان علاقة تذكر بمظهره الخارجي وملبسه.

    والواقع ان شخصية الانسان تتكون من شقين اساسيين مرتبطين معا ارتباطا حتميا ومتمازجاً وينسجم احدهما مع الآخر لتكوين شخصية متميزة واضحة المعالم، أما إذا اختلف أحد الشقين عن الآخر وابتعد مسارهما فقد اصبحت الشخصية غير منسجمة أي يحدث انفصال بين مكونات الشخصية.

    الالتزام بالكتاب والسنة

    وتتكون شخصية المسلم كغيرها من الشخصيات من “العقلية” و”النفسية”، ويلخص لنا الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك في حديثين شريفين حيث يقول عليه الصلاة والسلام: “لا يؤمن احدكم حتى أكون عقله الذي يعقل به” ومعنى ذلك ان المؤمن حتى يكون مؤمنا حقا يجب ان يعقل امور دينه من القرآن والسنة بقدر امكاناته ويجعلهما مقياسا لتقدير الأمور وقبول الافكار والمعارف أو رفضها بميزان الاسلام وليس بميزان العقل أو المنطق أو العرف السائد، فإن عرضت عليه قضية أو أشكل عليه شيء يكون مرجعه الوحيد للحكم عليه أو قبوله أو رفضه هو ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام قرآناً وسنة ولا مجال هنا لتحكيم غيره من قانون وضعي أو من اجماع الناس أو العرف أو المصلحة أو غير ذلك، وهنا يكون دور العقل هو الرجوع الى النصوص وفهمها، فإن لم يستطع فعليه الرجوع الى العلماء عملا بقوله تعالى: “فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون”(43-النحل)، وبقوله تعالى في سورة النساء “يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا(59)” “فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (65)” وقوله تعالى في سورة الاحزاب “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً ان يكون لهم الخيرة من أمرهم. ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا(36)” وغير ذلك من آيات في كتاب الله تفرض الرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله للقضاء في ما يستجد من مشكلات وقضايا تهم المسلمين وتتكرر في حياتهم اليومية، فلا حكم فيها إلا لله ولا رجوع فيها لغير ما جاء به رسول الله “إن الحكم إلا لله” (48- المائدة) فلا مجال لتحكيم ما جاء في كتب العهد القديم والعهد الجديد، أو أي شريعة كانت فكل ما يلزم الانسان من تشريع قد انزله الله من القرآن الكريم “ما فرطنا في الكتاب من شيء” وقد أكمل الله سبحانه وتعالى به دينه الذي ارتضاه للناس كافة في كل زمان ومكان، فلا تتغير احكامه بتغير الزمان ولا بتغير المكان، فتحريم الخمر في مصر هو نفسه تحريم الخمر في روسيا وفي الامريكتين وفي غيرهما، وحد الزنا والقذف وتحريم الربا وغيره من الأحكام والحدود يطبق في كل مكان من دون استثناء، والصلاة والزكاة والصيام والعمرة والحج لا تتغير أحكامها ولا تتبدل بتغير الزمان أو المكان، وتدبر قول الحق سبحانه وتعالى “اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليك نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا...” (3- المائدة) فهذا هو الإسلام ولن يقبل الله دينا أو تشريعا غيره “إن الدين عند الله الإسلام...” (19- آل عمران)

    هذه هي عقلية المسلم، الشق الأول من شخصيته، والتي بها يعقل الأمور ويقيمها، ويقبل الأفكار الموافقة لها ويرفض ما عداها، ويبني علاقاته وتعاملاته الانسانية والمادية والأسرية وغيرها على ما فيها من قيم وأحكام شرعية تنير له الطريق طوال حياته.

    أما الشق الثاني من الشخصية الإسلامية فهو “النفسية” والتي يبينها لنا الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف “لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به” ومعنى ذلك ان المؤمن لا يحب ولا يكره شيئا أو شخصا أو عملا إلا بالشكل الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام وبينه، أي تتحدد ميوله واقباله على الأشياء أو اعراضه عنها أو تجنبها وكرهها حسبما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من بيان قرآناً وسنة.

    فالمؤمن يحب ان يرى المرأة في لباسها الشرعي غير سافرة وغير متبرجة، وإذا رأى امرأة فإنه يغض بصره عنها ويجد في ذلك حلاوة الإيمان، والمؤمن يكره الخمر والمخدرات والمسكرات ولا يغشى مجالسها ولا يبيعها ولا يبتاعها ولا يروج لها بأي شكل من الاشكال، والمؤمن يكره التعامل بالربا بأي شكل وبأي نسبة ولا يقبل التحايل في المعاملات الربوية، وهو يكره لبس الذهب والحرير كرجل مسلم، ويكره التعري امام غيره من الرجال أو النساء تحت أي دعوى من الدعاوى الضالة كالفن أو الرياضة أو الاستحمام في البحر أو في أحواض السباحة، كما انه يكره الخلوة بأي امرأة اجنبية عنه؛ وهو يكره الكذب بكل أنواعه، وليس لديه كذب أبيض وكذب غير أبيض، فالكذب هو الكذب، إلا في الحالات التي بينها وأباحها الرسول عليه الصلاة والسلام كالحرب واصلاح ذات البين ولمدح زوجه، وهو يكره النفاق تحت كل الظروف، ويحب الصدق ولو كان فيه خسارة ظاهرية، ويكره شهادة الزور، ويحب اخراج زكاته، ويحب التصدق من ماله ورغم ما في ذلك من خسارة مادية ظاهرة إلا انه موقن تماما انه رابح في هذه الصفقة، وان ما عند الله خير له كما قال الله عز وجل “من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة” (البقرة 245) وقوله تعالى “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم” (البقرة - 261) فالمؤمن حين ينفق من ماله أو من وقته ومجهوده في سبيل الله فإنما يفعل ذلك راضيا سعيدا بما يقدم لآخرته وبما يقدم ابتغاء مرضاة الله وثوابه العظيم في الآخرة.

    منهج واضح

    وهكذا الحال بالنسبة للعبادات فالمؤمن يسارع الى القيام بها سعيدا مقبلا عليها، فلا يكتفي بالصلوات المفروضة بل يزيد من النوافل، ويؤدي العمرة والحج، ويسارع في الخيرات، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويوفي الكيل والميزان، ويوفي بالعهد، ويرحم الصغير والكبير والارملة واليتيم والمسكين وابن السبيل، ويؤدي عن الغارمين إن استطاع.

    والمؤمن بذلك يلتزم منهجا واضح المعالم ينسجم مع ما لديه من أفكار اسلامية فهو يوجد حيث امره الله ان يوجد، ويعمل ما أمره الله بعمله، ويحب ما أمره الله بحبه، وينأى بنفسه عن كل ما يخالف عقيدة الاسلام، وهو بذلك ذو شخصية ثابتة واضحة المعالم لا تنحرف ولا تتغير إلا مضطرة أي حين يكون هناك تهديد مؤكد لحياته ومع ذلك يظل قلبه مطمئنا بالإيمان ويعود بسرعة الى حالته الايمانية حال زوال ذلك الطارئ الاضطراري “إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان” كما حدث مع عمار بن ياسر رضي الله عنه عندما عذب هو وأمه وأبوه ورآهما يقتلان امام عينيه فرضخ لأمر المشركين وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء ولكن قلبه ظل مطمئنا بالايمان، ووافقه الرسول عليه الصلاة والسلام على ذلك، ونزلت في حقه الآية الكريمة.

    ومعنى ذلك ان شخصية المسلم ليست ثابتة منتهى الثبات ولا كاملة تمام الكمال، فليس هناك معصوم إلا الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه، فالمؤمن قد يخطئ وقد يذنب وقد ينحرف مرة أو مرات عديدة، ولكنه يثوب الى رشده سريعا ويتوب الى ربه سريعا ويستغفر لذنبه ويعود الى صراط الله المستقيم ليعتصم به راجيا عفو ربه ومغفرته مقرا بذنبه نادما عليه معاهدا ربه سبحانه وتعالى ألا يعود ثانية، ولنا في كتاب الله تعالى تفاصيل كثيرة لذلك بدءاً بآدم عليه السلام وزوجه بعد ان اكلا من الشجرة وعصيا أمر ربهما “قالا ربنا ظلمنا انفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين” وانتهاء بقوله تعالى “قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم” (الزمر -53)، والله سبحانه وتعالى “يحب التوابين ويحب المتطهرين”.

    شخصيات منفصمة

    هذه هي الشخصية الاسلامية، عقلية ونفسية، وبالطبع فإن هناك شخصيات اخرى تتميز بعقليتها وتنبثق عن افكارها مفاهيمها الخاصة، وذلك مثل الشخصية الشيوعية التي لا تؤمن بوجود إله خالق لهذا الكون وخالق للانسان والحياة، وتنطلق في مفاهيمها وميولها من ذلك المنطلق، وهناك الشخصية الاشتراكية، والرأسمالية التي تعترف بأن للكون خالقا خلق الكون والانسان والحياة ولكنها تترك الانسان ليقرر بنفسه نظامه في الحياة من دون الرجوع الى الخالق في أي شيء، وهكذا سائر الملل والنحل، كل له فكره وميوله ونظامه في الحياة الخاصة به.

    وعندما يخطئ المؤمن فإن الذي يعيده الى طريقه هو اقتناعه التام بصحة عقيدته وصوابها، ولا ينحرف المؤمن عن الطريق لأنه يعتقد بأن ما يرتكبه من خطأ هو الصواب ولكنه يفعل ذلك في لحظات ضعف أو نسيان أو حين تغلبه شهواته وشيطانه، ولكنه دائما يتذكر سريعا ويتوب الى ربه ويعود الى شخصيته السوية “ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون” (الاعراف - 201)

    ولكن حين يقبل الانسان على اعمال وأقوال وتصرفات غير المسلمين بحجة التطور أو السير مع (الموضة) أو لاقتناعه بضرورتها للحياة، وذلك رغم انه يعتنق الإسلام ويؤمن بأنه من عند الله كتابا وسنة، فإنه بذلك يفقد شخصيته الاسلامية، ويصبح شخصية لا لون لها ولا تميز، فهو يحمل عقلية إسلامية ولكن ميوله رأسمالية أو شيوعية أو علمانية أو بوذية أو غير ذلك، فهو بذلك ليس بالشخصية الاسلامية ولا بالشخصية الشيوعية أو الرأسمالية أو غيرها، بل تنتفي عنه صفة الايمان لارتكابه المحرمات وعدم اقتناعه بحرمتها، وذلك هو الانفصام لشخصية المسلم وضياعها الذي حارب اعداء الإسلام بكل ما لديهم من وسائل للوصول بالمسلمين إليه، وقد نجحوا الى حد كبير في ذلك في كثير من البلاد الاسلامية التي ظهر فيها من ينادي بتطبيق الاشتراكية وتحليل الربا وسفور المرأة وعريها في كل مكان بدعوى التحرر والتقدم والتطور وغير ذلك من دعاوى الجاهلية والابليسية، ونادوا بفصل الدين عن الدولة، وبفصل العقل عن الجسد، وبفصل القاعدة الفكرية الأساسية للمسلمين عن حياتهم وعلاقاتهم ومعاملاتهم ليصبح الدين مجرد طقوس وشعائر، وتصبح التكاليف الشرعية مجرد رموز اثرية عفا عليها الزمن، وليفعل الانسان ما يشاء لأن الله في النهاية غفور رحيم والكل يدخل الجنة برحمة الله حتى العصاة والزناة ومرتكبو الكبائر، كبرت كلمات تخرج من أفواههم، وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، فلن يستوي المؤمن وغير المؤمن، ولم يخلق الله سبحانه وتعالى الناس عبثاً، ولم يخلق يوم القيامة بهوله ولا الجنة والنار كرموز لإخافة الناس، ولكنها الحق الذي يؤمن به كل مسلم ويعمل له ألف حساب في كل يوم يمر من عمره.

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    وهكذا الحال بالنسبة للعبادات فالمؤمن يسارع الى القيام بها سعيدا مقبلا عليها، فلا يكتفي بالصلوات المفروضة بل يزيد من النوافل، ويؤدي العمرة والحج، ويسارع في الخيرات، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويوفي الكيل والميزان، ويوفي بالعهد، ويرحم الصغير والكبير والارملة واليتيم والمسكين وابن السبيل، ويؤدي عن الغارمين إن استطاع.

    بارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين

    جزاك ربى كل خير ووفقك لما يحب ويرضا

    دمت اخى العزيز بصحه وسعاده

    ربى يحفظك

  3. #3
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    اخي حبيبتي حطمتني بارك الله فيك

    على مجهودك الرائع والقيم

    الله يعطيك العافيه ويجعل ما كتبت في موازين حسناتك

    دمتم في حفظ الرحمن

  4. #4
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    بهيــــــه

    وعـــــــد

    بارك الله فيكم وجزاكم كل خير

    لاهنتوا على التشريف والدعاء الطيب

    ويارب تكون في ميزان حسناتكم .

    لكم مني أرق تحية وأجملها

  5. #5

    ][ عــضــو الـتـمـيـز ][


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    15,118
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي

    فعلا كل هذه الصفات التي ذكرتها تجعل من المؤمن متكامل الصفات في دينه

    فان الله لا يرى الى الاشكال وانما الى القلوب ومدى ثبات العقيده

    يسلمووووو موضوع رائع

المواضيع المتشابهه

  1. حصن المسلم
    بواسطة مجد090 في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 18-10-2009, 07:12 PM
  2. "كل المسلم على المسلم حرام"
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 08-01-2007, 06:48 PM
  3. حصن المسلم.
    بواسطة غــــريب الدار في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-07-2006, 08:57 AM
  4. أخي المسلم
    بواسطة al-shmaly في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-03-2006, 12:26 AM
  5. صحيح المسلم 3
    بواسطة ايمن الأيطالى في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-09-2005, 01:29 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •