استعيدي وقتك الضائع
هل تستطيعين ان تتذكري - وبسرعة - آخر مرة قمت فيها بنشاط ما فقط لمتعتك الشخصية؟ الامر صعب بالتأكيد فالاولاد والزوج والعمل وغيرهم يتنازعون اهتمامك، واذا وجدت بين كل ذلك دقيقة واحدة لنفسك فأنت من سيدات الحظ.
الامر اذن يتعلق بأوقات الفراغ التي يجب ان تقضيها وتستمتعي فيها بأشياء تهمك وحدك. وهذا الوقت بالذات لن يهبك اياه احد مغلفا بشريط احمر انيق، بل يجب عليك انت ان تنتزعيه لنفسك.
فكري - كخطوة اولى - في ضرورة تخصيص بعض الوقت لتقضيه بمفردك يكون بمنزلة اعادة ملء خزان طاقتك حتى تستطيعي الانتباه لمشاعرك والتواصل مع الاخرين والتخلص من التوتر حتى يتراكم بداخلك.
سنشرح لك هنا طريقة استعادة وقت فراغك خطوة بخطوة بدءا من تنظيم قائمة اعمالك - إلى الابد - وحتى الحيل البسيطة التي لن تستغرق اكثر من 20 ثانية لاستعادة هدوء اعصابك.
حافظي على الفترة المخصصة لك
أحيانا لا تستطيعين حتى ان تذهبي الى الحمام من دون ان يطلب منك احدهم خدمة. يمكنك اذن ان تضعي اشارات تبعد عنك الاخرين - وان كان هذا ليس سهلا - سواء في البيت او في مكان العمل.
حددي مكانا ما داخل المنزل
وليكن مكتبك او الحمام سابق الذكر، او حتى مقعدك المفضل حيث يصبح ممنوعا على من يراك في هذا المكان ان يقاطعك او يطالبك بعمل ما - ما عدا الطوارئ طبعا - واذا تحليت بالحزم والإصرار على وضع حدود سيتركك الاولاد في حالك.
وتذكري كيف تعلموا الابتعاد عن الفرن الساخن.. ألم يتعلموا؟!
ضعي اسما لهذه الفترة
يستجيب الاطفال جيدا للاسماء والاوقات المحددة مثلا 'فترة الهدوء'.
اجعليها عادة
اذا قررت ان تمارسي رياضة المشي في السابعة من صباح كل يوم سيعتاد زوجك واولادك على ذلك، وفي النهاية لن يقترحوا عليك خططا اخرى تخصهم.
مارسي الطريقة ذاتها في العمل، فاذا حددت موعدا لمغادرة المكتب لا تتأخري عنه كل يوم، وسيتعلم رئيسك الا يضع امامك مشروعات طارئة في وقت متأخر وفي آخر لحظة، ولن تزعجك زميلاتك من محبات الدردشة في مثل هذا الوقت.
اكتبي
سجلي التزاما مكتوبا رسميا حتى تتأكدي من ان الجميع يأخذ هذه الفترة على محمل الجد، فمثلا: تقضين فترة بعد الظهر يوم الثلاثاء بمفردك في مقابل ان يسهر الزوج في الديوانية يوم الاربعاء.
اغلقي الباب أثناء العمل
استخدمي اشارة بسيطة.. الباب مفتوح امام الجميع حين تريدين ذلك، ومغلق حين تكونين مشغولة. وبهذه الطريقة يتذكر الجميع بشكل بصري انك لا تريدين ان يقاطع احد ما تفعلينه.
واذا لم يكن لديك باب يمكنك لصق لافتة في مكان ظاهر في المساحة المخصصة لك تقول 'يجب ان انهي ما بيدي ارجو عدم الازعاج'.
اجعليها أهم أولوياتك
اليك بعض الاقتراحات اختاري منها:
- حددي نصف ساعة قبل ممارسة مشاغلك كأم في فترة بعد الظهر في تبادل الحديث مع الاولاد. واجعليهم يشاهدون فيلمهم المفضل اثناء قراءتك او مشاهدتك للتلفزيون او تصفح الانترنت.
- ربما تخرجين مرة في الشهر مع رفيقاتك للتسوق او لتناول الطعام او لشرب فنجان من القهوة في احد المحال. وحتى تحافظي على اولوية هذا الطقس، حددي معهن ما تنوين فعله في اللقاء القادم فيما سيدخل البهجة إلى قلبك لانه وقت محدد لك فقط لا تعيشين فيه دور الزوجة او مديرة المنزل او الموظفة.
- اتفقي مع صديقاتك على الالتقاء مرة كل اسبوعين تمارسن فيها رياضة المشي بعد العشاء، فمن الصعب ان تتخلفي عن موعد ممارسة الرياضة حين تعرفين ان هناك من ينتظرك. وهذا الطقس قد يفيد أفراد عائلتك كي يستطيعوا تدبر امورهم بمفردهم في غيابك.
- اذهبي مع صديقاتك مرة كل شهر لتناول الغداء ثم ترتيب الصور ومتابعة آخر قراءات كل منكن.
غارقة في العمل ولا يوجد وقت
اليك ثلاثة اسئلة ستساعدك في استعادة السيطرة حين تكونين في قمة الضغط ولا تستطيعين حتى ان تفكري. تراجعي قليلا واسألي نفسك الاسئلة التالية حتى تتمكني من التركيز على كل شيء من جديد.
ما الاختيارات المتاحة لي؟
- استعراض خياراتك بشكل عام، او حتى كتاباتها يساعدك في السيطرة على الموقف.
ما افضل السيناريوهات لمثل هذا الموقف؟
- حاولي أولا معرفة ما تريدين (هل هو ساعتين في الأسبوعين لممارسة هواية ما؟ أم مزيد من الوقت تقضينه مع الأسرة؟) ثم خذي خطوات نحو تحقيقه حتى ان كانت خطوات ضيقة فستساعدك في الوصول إلى ما تريدين.
ما الذي يحقق لي المتعة؟
- حتى لو كان الأمر بسيطا (كوب من الكاكاو الساخن مساء يوم ممطر او قراءة كتاب لأطفالك) فانعكاس ذلك ثم القيام به شيء ايجابي سيساعدك على الشعور بالتوازن.
طرق سريعة لإيجاد الوقت اللازم
لتقليص يومك عليك أن تنظمي كل شيء
- اسألي نفسك: ما الاشياء التي لا يستطيع احد سواي ان يؤديها؟
ثم كلفي زوجك او ابناءك او اصدقاءك او اي شخص يمكنه ان يؤدي باقي المهام.
- انظري في قائمة الاعمال ثم ركزي على ثلاثة اعمال فقط، ومن ثم تتاح لديك فرصة افضل لانجاز أشياء بدلا من الشعور بالازعاج الشديد وانفلات الامور في كل اتجاه.
- سيري عكس التيار
لا تذهبي الى الجمعية في طريق عودتك من العمل يوم الاربعاء او في اوقات الذروة حيث يفعل الجميع ذلك، بل اذهبي في وقت متأخر ليلا كالعاشرة والنصف مثلا، وبذلك سيقل زمن التسوق إلى النصف.
- لا تشعري بضرورة رد كل مكالمة تلفونية او بريد الكتروني. تعاملي فقط مع الأمور المهمة، ودعي باقي الرسائل لليوم التالي او الذي يليه، او حتى يتوافر لديك الوقت.
لا تضيعي الوقت في القلق
كيف سيتقبل طفلي وجوده وحده للمرة الأولى داخل الروضة؟ ماذا سيكون رأي حماتي عندما تعرف اننا سنسافر هذا العام؟ هل المدير الجديد راض عني؟
معظمنا يهدر وقتا من ذهب (ويهدر خلايا عصبية ايضا) في التفكير بأشياء لا يمكنه السيطرة عليها ومن الافضل ان تستعيني بهذه الأساليب الذكية للتخلص مما يقلقك.
اكتبيها
دوني اي افكار تنهش اعصابك على ورقة صغيرة وضعيها في صندوق خاص تطلقين عليه مثلا 'صندوق الاستسلام'، وبهذا تكونين كأنك اعترفت بأسلوب مميز بأنك افرطت في مشاعر القلق وانك ستدعين هذه المخاوف جانبا.
تخلي عن أثقالك
كثيرون من الناس يقلقون عما اذا كانوا عند حسن ظن الآخرين ونظرة الآخرين إليهم، كأن تقولي بينك وبين نفسك 'بيت أمي نظيف ومرتب دائما لماذا لا يكون بيتي كذلك؟' وكثيرا ما نفشل في رؤية اختلاف العوامل الواضحة للجميع، فالأم مثلا لم تكن تعمل خارج المنزل، ولم تكن تقود السيارة لتوصيل الأولاد الى المدرسة وتشارك في انشطتهم، فاعترفي بأن القواعد قد تغيرت ولا تقارني نفسك بالآخرين من خلال مقاييس لم تعد قائمة.
خصصي وقتا أسبوعيا للقلق
اذا حددت ساعة تمارسين خلالها القلق سيقل احتمال ممارستك لهذه العادة باقي اوقات الاسبوع، كما ان احتمال جلوسك لساعة كاملة فقط لكي تقلقي سيصبح مع الوقت احتمالا ضعيفا.
أفكار تساعدك على التمهل
لحظات للحمد
حين تجدين نفسك محاصرة في طابور الجمعية او في انتظار دورك في المستشفى او في البنك، حاولي ان تصمتي للحظة وان تحمدي الله على كل ما منحك اياه من نعم بدلا من السخط والضجر.
تخلصي من وسائل الاتصال
اجعلي اجازة نهاية الاسبوع - من آن الى آخر - بلا تلفزيون او رسائل صوتية او تصفح للانترنت وستشعرين كأنه صار لديك وقت لكي تتنفسي وتتواصلي مع اسرتك وتقومي باعمال في المنزل، وفي الايام التي تتعاملين فيها مع التلفزيون، ضعي زر الصوت على الصامت اثناء الإعلان لان فلترة الإعلانات تقلل من التشوس الذهني وتجعلك تشعرين بتراجع العجلة في حياتك اليومية.
أغلقي عينيك اثناء الأكل
حسنا ليس طوال تناول الوجبة، وخصوصا ان كنت تأكلين بالشوكة والسكين، فالمهم هو التلذذ بكل قضمة حين تتناولين طعامك المفضل وتركزين على الطعم والملمس.
ابحثي عن الهدوء اثناء الاستحمام
لا تبخلي على نفسك وتخدعيها بحمام قصير سريع بل استمتعي بكل لحظة واشركي كل حواسك فيها: رطوبة الماء على جلدك ورائحة الشامبو وجل الحمام وصوت قطرات الماء المريح للاعصاب.
ضعي يدك على قلبك
اشعري بدقاته فهي تعيد إليك التوازن والتركيز وتساعدك على الحياة بتمهل.
حولي سيارتك الى وسيلة استرخاء
حيث انك تقضين وقتا لا بأس به داخل السيارة فلماذا لا تتنقلين من حالة الى اخرى ايضا باستخدامها؟ استمعي الى موسيقى هادئة او الى كتاب مسجل وحافظي على رائحة السيارة زكية باستخدام معطر بالخوخ او البرتقال - الموالح عموما - وعلقي اشكالا لطيفة على مرآة القيادة، وادهني يديك المتعبتين بكريم مرطب في كل مرة تستقرين فيها خلف المقود.
طرق لاقتناص الوقت لنفسك
لست بحاجة لفترات طويلة من الوقت كي تعيدي التواصل مع نفسك. اليك بعض طرق التواصل:
- اذا توافر لديك دقيقة استرجعي فيلما سينمائيا في ذهنك.. اغلقي عينيك واستعيدي ذكريات سعيدة (مثلا اول مرة حملت فيها بطفلك) واستغرقي في اللحظة.
- اذا توافرت لديك ساعات عدة اذهبي الى الصالون واخضعي لتنظيف بشرة ومانيكير وباديكير او حتى لمساج وبعد قضاء فترة بعد الظهر في حضرة جمالك وسعادتك ستخرجين من الصالون كأنك امرأة جديدة.
- اذا توافر لديك يوم كامل اجمعي كل الصناديق التي تحتوي على الصور العائلية، وابدئي في تنظيمها وتصنيفها، واستغرقي تماما في الذكريات، ثم الصقي الصور بالألبومات التي تليق بها كهدف اساسي طالما حلمت بتحقيقه منذ زمن بعيد.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)