كارثة عائلية في عام 2050م

هـل تعلم أن في نهاية عام (3000) م ستكون أوروبا خالية من السكان؟
وهل تعلم أن طوكيو ستكون مدينة للأشباح؟
وهــل تعلم إن امرأة من كل خمس نساء ترفض الإنجاب في بريطانيــا اليــوم؟!
وأن العالم في (500) سنة القادمة سيكون خــال مــن الأطفال والعائــلات؟!
وأنــه في عام (2050)م سينخفض عدد سكان روسيا (25) مليون نسمـــة؟!
وفي عام (2050)م سينخفض عـــدد سكــان أسبانيـا وألمانيا (9) مـلايـــين؟!
وفي عام (2050)م سيشكل عدد سكان أوروبا (7%) من العالم بينما هـــو الآن (25%)؟!
هــــذه المعلومات مـــن تقريـــر عالمي نشـــر بمجلــة «الـــزمن» عدد (53)، وكانـــت تشير إلى الاتجـــاه العالمي نحــــو انقــراض الإنسان، والغـــريب في التقـــرير أنـــه يشير إلـــى أن مؤشـــرات الإنقراض هـــذه لا تنطبق علـــى السكـــان في الـــدول الإسلامية والعربية وبعـــض دول أفريقيا، وإنمـــا ينطبـــق علـــى الــدول الصناعيــة فقــط، ولهـــذا فــإن خبراء الديمغــرافيــا وعلمــاء الاجتمـــاع يعيشــون اليوم فـــي هلــع وخوف مـــن هـــذا الانخفاض السـكـــاني المتــزايــد.

ولكــن التقرير يشـــر إلـــى أن الـــدول الإسلامية والعربيـــة لا تعيـــش هذا الخوف لأن نسبة الشباب فيها (60%) من عدد السكان ونسبـــة العائلات فـــي ازديـــاد والــزواج عندهم مبكر والأطفال يــزداد عــددهم.
بعدمـــا قــرأت هذا التقرير بــدأت أفكــر فــي الأطروحات الاجتماعية، والتي يتبناها الغرب فــي المجال الأسري، وكــيف أنــه الآن يخاف من انقراض العائلات في المستقبل، فإن الغــرب بحريــته ومدنيته ساهم في انتشار الجنس حتى أصبح صناعة، فعزف الشباب عن الــــزواج، وســـوّق الغـــرب لفكرة الحضانات حتـــى في مقر العمـــل فنفرت نســـاؤهم مـــن الأمومة، ودعم مبدأ الحريــة الشخصية حتــى تقلصت علاقــة الابــن بـــوالديه، وبالأخص عـــلاقة الأم بأطفـــالهـــا، ولـــم يصبــح للأســـرة أي قيمة ولا للزواج أي معنى، ولا للأطفال أي إضافة في الحياة، كما أن ازديـــاد حــالات الطــلاق والخيانـــة الزوجية ساهم في ضعف مفهوم الترابط الأسري، كل ذلك كان الغــرب يــروِّج له عبر مؤتمراته وإعلامه، والآن يعـــض أصابع النــدم على ما سيلقاه بدءاً مــن عــام (2050)م.

فـــإذا حاربنا نحن الزواج المبكر وأهملنا تربية أولادنا وروَّجنا لفكــــرة: «الطفل الوحيــد في العائلة يكفي»، وحاربنا تعدد الزوجات، ولم ندعم البرامج التي تساهم في الحفاظ على هويتنا وترابطنا، فإن مستقبلنا سيسير بالاتجاه الخطير الذي يسير عليه الغـرب اليــوم.

إن دولة «السويد» مــن أوائـــل الـــدول التـــي تسعى لعــدم انقراض سكـــانها وعائلاتها في الألفيــة الثالثة، ولهـــذا فإنها اتخذت كافة الإجـــراءات اليــوم لتشجيع الزوجين على الإنجاب، وقدمت إعفــــاءات ضريبية للآبــاء والأمهات عنـــد زيـــادة مواليدهم، لأن معــدل الإنجاب عندهم وعند «الصين وتايلندا وكوبا» يقـــل عـــن معـــدل الـــوفيات، علماً بأنــه في كـــل ثانية يمـــوت (86) شخصاً بالعالــم.

ونختـــم مقالنا برؤيــة الحبيب محمد [ منقذ البشرية من الضــلال العقدي والضلال الاجتماعي عندما قال: «تكاثروا فإني مباهٍ بكــم الأمم يوم القيامة»، ونفهم من هذا النص أن لا تكــون الكثرة علــى حساب النوعية والجودة، فعام (2050)م سيكون عـــام دمــار عائلــي بالغــرب وثـروة عائلية بإذن الله تعالى عندنـا لو تمسكنا بقيمنا وديننا
منقول للفائدة