مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 11

الموضوع: لوم النفس

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Thumbs Up لوم النفس

    اللوم كما تقول اللغة - هو عذل الانسان على ما لا ينبغي ومن ذلك قوله تعالى في سورة ابراهيم: “فلا تلوموني ولوموا انفسكم” والملوم هو الشخص المعذول كما في قوله تعالى في سورة الاسراء: “ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا” وقوله في السورة نفسها: “ولا تجعل مع الله إلهاً آخر فتلقى في جنهم ملوماً مدحوراً”، والتلاوم هو تبادل اللوم فيقال: تلاوم الرجلان إذا لام كل منهما الآخر (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) واللومة هي اللوم كما في قوله تعالى في سورة المائدة: “يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم”، واللوم هو من يكثير اللوم أو يشتد في لومه والنفس اللوامة هي التي تلوم صاحبها لوما شديدا على ارتكاب الشر أو التقصير في عمل الخير والملوم هو من يستحق ان يوجه الناس إليه اللوم كقوله تعالى في سورتي المؤمنون والمعارج “إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين” وقوله في سورة الذاريات: “فتول عنهم فما أنت بملوم” أي ليس لأحد ان يوجه إليك اللوم واللائمة هي الأمر الذي يلام عليه الانسان.

    سلطة الضمير

    هذا بعض حديث اللغة عن “اللوم” فما حديث الأخلاق؟

    إن المراد بفضيلة لوم النفس في حديث القرآن الاخلاقي هو ان يتعود الانسان ملاحظة نفسه في أقوالها وأعمالها وحركاتها وسكناتها ليتابعها ويراجعها حين تنحرف أو تهم بشيء من الانحراف ليعيدها إلى الصراط ويقيمها عليه ويلزمها به وكذلك يراجعها وهي تسعى في مجال الخير ليفجر فيها ينابيع النشاط والقوة والاجتهاد حتى تزداد من الخير وتجتهد في ميدان البر والإنسان بهذه الفضيلة الاخلاقية القرآنية يقيم من نفسه على نفسه حارسا يقظا حذرا يمنعها من السوء ويدفعها الى الطيب من العمل والقول والتفكير وكأن هذه المتابعة للنفس هي ما يسميه أهل عصرنا بسلطة الضمير وليست فضيلة اللوم للنفس غاية تطلب لذاتها بمعنى انه ينبغي ان يعاتب الانسان نفسه ويلومها لمجرد اللوم والمعاتبة وانما هي فضيلة مطلوبة عند وجود داعيها ومقتضيها فلو ان الانسان حافظ على استقامة سلوكه وتصرفه وتفكيره منذ بداية الطريق الى نهايته وهذا امر متعسر او متعذر لما كان هناك داع يدعو إلى لوم النفس أو مؤاخذتها والا كان ذلك تصرفا لا مسوغ له ولا مبرر ولكن من أخطأ هو الذي يحتاج إلى فضيلة لوم النفس وليس معنى هذا ايضاً ان يتعمد الانسان الخطأ ليوجد فرصة يلوم فيها نفسه فقد يكون ذلك عبثاً يتنزه عنه العقلاء لأن من تجنب الخطأ والتزم الصواب وأحسن المسعى افضل ممن تعمد الوقوع في الخطأ ثم شرع يندم عليه ويثوب منه. فحتم على كل ذي حزم آمن بالله واليوم الآخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطراتها وخطواتها وحديثها فإن كل نفس من انفاس العمر جوهرة نفيسة لا عوض لها، وانقضاء هذه الانفاس ضائعة أو مصروفة إلى ما يجلب الهلاك خسران عظيم هائل لا تسمح به نفس عاقل. وهناك في القرآن الكريم آية تشير إلى مكانة النفس اللوامة التي تواظب على لوم نفسها حتى تظل على الصواب وتتباعد عن الخطأ ولذلك جمع الله تعالى في القسم بين هذه النفس اللوامة ويوم القيامة فقال عز من قائل: “لا أقسم بيوم القيامة. ولا أقسم بالنفس اللوامة”.

    أقوال في النفس اللوامة

    وجاءت أقوال في المراد بالنفس اللوامة منها:

    هي نفس آدم عليه السلام لم تزل تلوم نفسها على فعلها الذي خرجت به من الجنة.

    هي نفس الانسان الشقي حين يشاهد احوال القيامة وأهوالها فإنها حينئذ تلوم نفسها على ما ارتكبت من المعاصي.

    * هي نفس الانسان الملول الذي يطلب الشيء فإذا وجده مله وزهد فيه فيلوم نفسه على انه طلب واجتهد للحصول عليه.

    هي النفس الشريفة المحاسبة التي لا تزال تلوم نفسها وتشعر بالتقصير وان اجتهدت في الطاعة وتتمنى مزيدا من البعد عن السوء مع مزيد من مضاعفة الخير وهذا اجدر الأداء بالقول.

    ولقد اشار سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى معنى لوم النفس حين قال: “المؤمن كالسنبلة يضيء أحياناً ويميل احياناً” ومعنى هذا انه إذا ألم بخطيئة لم يوطن نفسه عليها بالاصرار بل يسارع فيضيء ويعتدل بلوم النفس والاستغفار ولعل هذا هو بعض ما نفهمه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم “اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن”.

    مكانة الرضا والطمأنينة

    وينبغي ان نتذكر أن من ثمرات لوم النفس ان الوصول إلى مكانة الرضا والطمأنينة يكون عن طريق فضيلة لوم النفس ولذلك يقول حجة الاسلام: “اعلم ان اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك وقد خلقت امارة بالسوء ميالة إلى الشر فرارة من الخير وأمرت بتزكيتها وتقويمها وقودها بسلاسل القهر إلى عبادة ربها وخالقها ومنعها عن شهواتها وفطامها عن لذاتها فإن اهملتها جمحت، وشردت ولم تظفر بها بعد ذلك فإن لازمتها بالتوبيخ والمعاقبة والعذل والملامة كانت نفسك هي النفس اللوامة التي أقسم الله بها ورجوت ان تصير النفس المطمئنة التي تدخل في زمرة عبادة الله راضية مرضية فلا تغفلن ساعة عن تذكيرها أو معاتبتها ولا تشتغلن بوعظ غيرك ما لم تشتغل أولا بوعظ نفسك فقد أوصى الله تعالى الى عيسى عليه السلام: “يا ابن مريم عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس والا فاستح مني” والمؤسف في دنيا الناس اننا نجد الكثيرين منهم يلومون غيرهم ويقسون في الحكم على سواهم، ويحصون على من عداهم كل صغيرة وكبيرة وينزلون أشد العقاب على من يخطئون ممن يشرفون عليهم أو يتصرفون في أمورهم ثم هم لا يفكرون في ان يردعوا أنفسهم بعقاب او عتاب فليت الواحد منهم يستمع إلى تعريض الغزالي بمثله حين يقول له “والعجب أنك تعاقب عبدك وأمتك وأهلك وولدك على ما يصدر منهم من سوء خلق وتقصير في أمر وتخاف انك لو تجاوزت عنهم لخرج أمرهم عن الاختيار وبغوا عليك ثم تمهل نفسك وهي أعظم عدو لك وأشد طغيانا عليك وضررك من طغيانها أعظم من ضررك من طغيان أهلك فإن غايتهم ان يشوشوا عليك معيشة الدنيا ولو عقلت لعلمت أن العيش عيش الآخرة، وان فيه النعيم المقيم الذي لا آخر له ونفسك هي التي تنغص عليك عيش الآخرة فهي بالعاقبة أولى من غيرها” فلوموا أنفسكم أيها الناس، نسأل الله جل جلاله ان يهبنا نعمة الانتصار على أهواء نفوسنا ويجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه حتى نفوز برضا خالقنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة.

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    الـــريـ K.S.A ـــاض
    المشاركات
    3,152
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    سلمت يمناك اخوي عبدالعزيز على تميزك بكل ما هوجديد ومفيد
    دمتم بكل ود واحترام

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    اميرالقلوب

    الله يسلمك ويحفظك

    ويبارك فيك ويسعدك

    أشكرك كل الشكر

    على التعطير المستمر والجميل

    اللي أتمنى يكون في ميزان حسناتك

    دمت بصحة وعافية

  4. #4
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    الله يعطيك العافيه

    على طرحك الرائع والقيم

    ويجعله في موازين حسناتك

    دمتم في حفظ الرحمن

  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    ســبحان الله
    المشاركات
    3,155
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    جزاك الله خير ا جعله الله في ميزان حسناتك

المواضيع المتشابهه

  1. عز النفس
    بواسطة أميره الكل في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-12-2009, 12:18 AM
  2. منااااااااااااة النفس
    بواسطة مرسى الحنان في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-12-2006, 01:22 AM
  3. سماحة النفس
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-11-2006, 11:03 PM
  4. شيء في النفس
    بواسطة وعد في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-10-2006, 01:42 AM
  5. حب يذل النفس..
    بواسطة ام حوريه مهجده الدوريه في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 28-01-2005, 12:11 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •