هل تعرفين كيف تتعاملين مع مغص طفلك؟
يمر الطفل بمرحلة مهمة جدا في حياته منذ ولادته حتى عامه الاول.. ففي سنته الاولى يزيد طول الطفل حوالي 25 الى 30 سم، ويزيد وزنه ثلاثة اضعاف، فعند الولادة يكون جسم الطفل غير مكتمل في بعض الجوانب، ففي سنته الاولى يزيد حجم الدماغ 2 غ كل يوم، ولذلك فهو بحاجة الى عناية دائمة وغذاء صحي لنمو سليم. كما ان الجهاز الهضمي عند الطفل يكون غير ناضج وغير قادر على الهضم، خاصة هضم الدهنيات الموجودة في حليب البقر. لذلك من الافضل اللجوء الى حليب الام او الحليب الخاص بالاطفال.
وقد يتعرض الطفل لحالات من الاصابة بالحساسية في الاشهر الاولى من حياته، ويعود ذلك إلى أن جهاز المناعة في جسمه يكون ايضا غير مكتمل. كما يضيف العلماء والاطباء ان الطفل يولد ونمو الكلى غير مكتمل، لذلك تعتبر السنة الاولى من حياة الطفل دقيقة ويحتاج فيها الى طاقة كبيرة لتأمين نموه السريع.
يشير اطباء الاطفال واختصاصيو التغذية الى وجود علاقة مباشرة في تناول الحليب واصابة الطفل الرضيع بالمغص في معظم الاحيان، ويعود ذلك الى ان جسم الطفل لم يتعود بعد على هضم الحليب وعلى مقاومة الجو والمحيط الجديد الذي يعيش فيه، ولكن المشكلة تكمن في ان الغذاء الوحيد للطفل الرضيع في اول اشهر حياته هو الحليب، ويعاني كل الاطفال الرضع من الاصابة بمغص وحالات من الالم قد تدوم وقتا طويلا. ويضيف الاختصاصيون ان حالات المغص تكون صعبة للطفل والاهل معا، ومعظم الاهل يتساءلون 'هل كل حالات البكاء التي يعانيها الطفل الرضيع يكون سببها اصابته بالمغص، وكيف التفريق بين حالات البكاء لمعرفة ما اذا كان الطفل يعاني المغص او مشكلة صحية اخرى؟'.
بعد اجراء دراسات عديدة حول هذا الموضوع يشير العلماء واطباء الاطفال الى انه يمكن التمييز بين بكاء الطفل الذي يعاني مغصا اليما والطفل الذي يعاني مشكلة اخرى، فالطفل الذي يعاني المغص الاليم يصرخ من المه، وقد يخرج بعض الغازات ثم يهدأ لوقت قصير جدا، ثم يبدأ بالصراخ مجددا.
ويعاني الطفل هذه الحالات الاليمة عادة في وقت متأخر من النهار، وخاصة من الليل، ويعاني الطفل في حالات المغص هذه بضع ساعات الى ساعات كثيرة، ويمر الطفل بهذه الحالات الاكثر الما من المغص خاصة في الاسبوعين الاولين من عمره الى الاسبوع الرابع او السادس، وقد تبقى حتى الشهر الرابع من عمره، وبعد ذلك تبدأ حالات المغص بالتناقص تدريجيا.
حليب الأم الطبيعي
حتى الام المرضعة يجب ان تنتبه جيدا حتى لا يصاب طفلها بالمغص عندما تتناول الام حليب البقر ومشتقاته، فالمواد المسببة للمغص في حليب البقر الذي تشربه الام تتركز في حليب الثدي، ومنه تنتقل الى الطفل وبالتالي يعاني الطفل الرضيع من حليب أمه المغص ايضا. ولكن يضيف العلماء انه ليس كل الاطفال الذين يرضعون من ثدي امهاتهم يصابون بالمغص والآلام، وهذا يختلف من طفل الى آخر، ومدى تحمل جسم الطفل للاجسام الغريبة والمواد المسببة للمغص والغازات.
كما انه من المعروف ان اصابة الام المرضعة بالغازات والمغص تؤدي بالطفل الى الاصابة بهذه الاعراض الاليمة والمزعجة لذلك على كل ام تنوي ان ترضع طفلها ان تنتبه جيدا الى نوعية الطعام الذي تتناوله، وان تؤمن لها ولطفلها العناصر الغذائية والفيتامينات والاملاح المعدنية المفيدة والضرورية لصحتها وصحة الطفل. كما يجب تفادي بعض انواع الاطعمة التي تؤدي الى اصابة الام بالغازات وآلام المغص مثل البقول والحبوب وبعض انواع الخضراوات كالملفوف والقرنبيط وغيرها، وهنا تختلف نسبة الاصابة بالغازات وحدتها من ام الى اخرى حسب مقاومة جسم الام لهذه الاصابات.
الجدير بالذكر هنا انه على المرأة المرضعة الابتعاد عن كل الاطعمة التي تحتوي على الجراثيم، مثل اللحوم النيئة او التي قد تكون فاسدة، وغيرها من الاطعمة غير الصحية التي تضر بصحة الام وتؤذي الطفل كثيرا وقد تؤدي الى مخاطر صحية في حياة الطفل، وذلك لان الجهاز المناعي عند الطفل غير مكتمل وغير قادر على مقاومة الجراثيم والفيروسات التي تدخل جسمه، وبالتالي يصاب بمشاكل صحية عديدة وقد تكون في بعض الاحيان خطيرة جدا.
كيف نريح الطفل من المغص؟
كانت امهاتنا تقدم الماء المحلى بالسكر لتخفيف آلام المغص، وهذه الطريقة تريح الطفل من المغص والغازات، ولكن لا يجب ان تقدم للطفل الكثير من السكر، فيمكن وضع كمية قليلة جدا من السكر في الماء المعقم والخاص بالطفل واعطاؤه كمية قليلة منه والجدير بالذكر هنا عدم تقديم هذا الماء للطفل عند موعد رضعته وذلك لكي لا يشبع من الماء، وكما هو معروف يجب ان يتناول الحليب الخاص به او ان يرضع الحليب من امه ليحصل على الغذاء الصحي الضروري لنمو سليم، كما تقدم بعض الامهات شراب اليانسون لمساعدة الطفل على التخلص من الغازات وبعض آلام المغص، ولكن يجب ان يقدم للطفل شرابا خفيفا جدا وكمية قليلة، وكذلك الامر يقدم هذا الشراب بعد تناول الطفل الحليب وليس في موعد تناول الحليب وحين يكون جائعا، كما يمكن ان تستشير الام طبيب طفلها الخاص لمعرفة النوع المناسب من الدواء الخاص بالاطفال الذي يعالج المغص والغازات ويمكن ان يتناوله الطفل في هذه الحالات.
الأطعمة الحريفة
لا يوجد اي دليل علمي يؤكد ان هذه الاطعمة التي تحتوي على البهارات تؤدي بعد رضاعة الطفل الى اصابته بالمغص والغازات وآلام في القولون، ومن ناحية ثانية اكدت الدراسات الحديثة والعديدة ان تناول الام المرضعة للثوم قبل رضاعة الطفل يؤدي الى حث الطفل على رضاعة كمية اكبر من الحليب، اما بالنسبة لمادة الكافيين وشرب القهوة والشاي والنسكافيه، فمن المعروف علميا ان هذه المادة تتسرب الى حليب الام وبالتالي تصل الى جسم الطفل مباشرة، مما يؤدي الى بعض المشاكل الصحية ولهذا السبب يجب على الام الابتعاد قدر الامكان عن شرب القهوة والنسكافية والشاي والمشروبات الغازية التي تحتوي على مادة الكافايين.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)