مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 9

الموضوع: سمية بنت خياط طليعة قافلة الشهداء

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Love سمية بنت خياط طليعة قافلة الشهداء

    يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” (الأحزاب: 23).

    هذه الآية الكريمة وإن نزلت في مناسبة محددة فإنها تضع قاعدة عامة شاملة لكل مؤمن ومؤمنة في كل زمان ومكان. فقد أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن أنس رضي الله عنه قال: غاب عمي أنس بن النضر عن بدر فكبر عليه. فقال: أول مشهد قد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه. لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أصنع. فشهد يوم أحد فقاتل حتى قتل. فوجد في جسده بضع وثمانون ما بين ضربة وطعنة ورمية. ونزلت هذه الآية.

    أما الآية التالية فهي قوله سبحانه: “ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما” (الأحزاب: 24).

    هؤلاء المؤمنون الذين عاهدوا الله وصدقوا عهدهم لله وباعوا الدنيا بالآخرة واستحبوا الجهاد في سبيل الله واستعذبوا الشهادة وسعوا لها وعدهم الله الحسنى فمنهم من نال بعض الثواب في الدنيا وبقي له نصيبه في الآخرة، ومنهم من ادخر الله عز وجل له نصيبه الأوفى في الآخرة.

    ليسوا أمواتاً

    في هؤلاء الذين استشهدوا في سبيل الله يقول الله سبحانه: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون” (آل عمران: 169). ويقول تعالى: “ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون” (البقرة: 154). وآيات أخرى كثيرة تحض على الجهاد وتمجد الشهادة وتعد المجاهدين في سبيل الله بأحسن الجزاء في الدنيا والآخرة.

    وقافلة الشهداء ممتدة منذ بداية نزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم وسوف تظل ممتدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ومن هؤلاء الشهداء من قضوا نحبهم على أيدي المشركين. ومنهم من ماتوا أو قتلوا في معارك التمكين للدعوة والدفاع عن الرسول صلى الله عليه سلم ورسالته. ومنهم من استشهد في الفتوحات الإسلامية. ومنهم من قضى في أحداث الفتنة الكبرى التي أصابت الأمة الإسلامية. ومنهم من كانت نهاية حياته في سجون من ابتليت بهم الأمة الإسلامية من حكام ظلمة مستبدين.

    وإذا كانت الآية الكريمة قد ذكرت الرجال دون النساء فإنها لم تفعل ذلك على سبيل اختصاص الرجال بهذا الفضل وحرمان النساء منه. فالمرأة والرجل في الأصل سواء. وفي الصلاحية الدينية والتكاليف الشرعية والأهلية المدنية سواء. وصدق العهد مع الله ليس حكرا على الرجال بحال. وكان للمرأة دورها في كل مجالات الحياة بما فيها مجال التضحية والفداء والجهاد. وإن كان فرض الجهاد قد رفع جزئيا عن المرأة، من أجل رقة مشاعرها وتدفق عواطفها والحاجة إليها للقيام بواجبات البيت وإعداد الأجيال الجديدة الصالحة. وعندما تشارك المرأة في الجهاد فإنها لا تجاهد بالمال فقط ولا بخدمة المقاتلين وتطبيبهم فحسب ولكن أيضا بحمل السلاح.

    بل إن تاريخ الإسلام يسجل أن أول دم أريق في سبيل الله ورفع راية الإسلام وتحدي الكفر والكفار كان دم امرأة هي سمية بنت خياط الأمة العجوز التي كانت من السابقين للإسلام. والتي نالت هي وأسرتها من التعذيب والتنكيل ما لا يقدر على احتماله الصناديد من الرجال والتي كانت في نهاية الأمر أول شهيدة في تاريخ الدعوة الإسلامية.

    من هي سمية بنت خياط؟ ومن هم أفراد أسرتها؟ وما قصة استشهادها؟ وكيف انتقم الله لها من قاتلها؟ وكيف كانت البشارة؟

    بداية الطريق

    كانت البداية قبل بزوغ نور الإسلام بنصف قرن. وكانت مكة المكرمة فضلا عن مكانتها الدينية مركزاً تجارياً مهماً. وكانت قوافل التجارة تأتيها من اليمن والشام حاملة كل أنواع السلع. كانت إحدى هذه القوافل الوافدة من اليمن تضم ثلاثة إخوة هم ياسر بن عامر الكناني القحطاني وأخواه الحارث ومالك. ولم يكن التحاقهم بالقافلة من أجل التجارة أو جني الأرباح، بل كان هدفهم وشاغلهم هو البحث عن أخ لهم رابع كان قد خرج في تجارة ولم يعد. وما إن استقرت القافلة في مكة حتى انطلق الأشقاء الثلاثة يبحثون وينقبون ويسألون عن أخيهم الغائب. ومرت الأيام سراعا وحان موعد عودة القافلة وتأهب الأخوان الحارث ومالك للعودة، غير أن أخاهم ياسر استهوته مكة وشعر بما يشده إليها فقرر البقاء وودع أخويه اللذين عادا إلى قومهما وقد فقدا أخا ثانيا.

    بقي ياسر في مكة وحيدا غريبا ضعيفا لا مال له ولا سند. وحسب العرف السائد كان يتعين عليه أن يدخل في جوار إحدى القبائل أو العائلات الكبرى في مكة ليصير عبدا لها ويخدمها وتكفل له العيش والحماية. فاختار ياسر أن يحالف أبا حذيفة بن المغيرة في بني مخزوم. وكان ياسر مجدا في عمله طيبا في خلقه مستقيما في سلوكه، مما حدا بأبي حذيفة إلى أن يعطف عليه ويبره ويزوجه أمة عنده هي سمية بنت خياط التي أنجبت له ولدين هما عمار وعبيد الله. ومضت الحياة بهم جميعا في هدوء ودعة. وتقدم ياسر وسمية في السن وبلغ عمار مبلغ الرجال. واكتملت سعادة الأسرة حين قرر أبو حذيفة عتق عمار. ثم ما لبث أن مات أبو حذيفة.

    في هذا الوقت أشرق نور الإسلام، وبلغت رسالة الإسلام عمار وهي بعد في مهدها فأشرق لها قلبه وهامت بها روحه. فقصد إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم حيث التقى بغريب آخر اجتذبته الدعوة الوليدة، وهو صهيب الرومي. ودخل الاثنان الدار وخرجا منها وقد انضما إلى ركب السابقين إلى الإسلام. ومن شدة فرحه واعتزازه بإسلامه عرض عمار على أبويه الطاعنين في السن دعوة الإسلام فتهللا فرحا وبادرا بنطق الشهادتين. وكانت سمية سابعة السبعة السابقين للإسلام بعد خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق وبلال بن رباح وخباب بن الأرت وصهيب الرومي وابنها عمار.

    ولم يتكتم آل ياسر أمر إسلامهم بل اعلنوه بكل شجاعة واعتزاز وفخر. وكان لذلك وقع الصاعقة على بني مخزوم. فحاولوا أن يفتنوهم عن دينهم ويعيدوهم إلى الكفر. غير أن آل ياسر أبوا واستعصوا عليهم، فأذاقوهم من العذاب ألوانا. فكانوا يلبسونهم الحديد ويضعون في أيديهم القيود والأغلال الحديدية ويطرحونهم على رمال الصحراء ويضعون على صدورهم الصخور ويحرمونهم قطرة الماء. ومر النبي صلى الله عليه وسلم بهم وهم يعانون العذاب. وسمع ياسر يئن وهو يقول: “الدم هكذا”.

    فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وقال: “أبشروا أو قال اصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة”. فكانت هذه البشارة الكبرى بمثابة البلسم الذي ارتاحت له نفوس آل ياسر وأثلجت صدورهم وشفت أرواحهم وصاروا أكثر قدرة على تحمل العذاب وتحدي الآلام.

    عذاب فوق الاحتمال

    وكان نصيب عمار من العذاب هو النصيب الأوفى. فكانوا يغرقونه في الماء حتى يكاد يختنق ثم يرفعونه. كما كانوا يعرضونه للحرق. وقد وصف بعض أصحاب عمار بعض ما وقع به من العذاب بكلمات بليغة مؤثرة. يقول عمرو بن الحكم: كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول. ويقول عمرو بن ميمون، أحرق المشركون عمار بن ياسر. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به ليمر بيده على رأسه ويقول: “يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت بردا وسلاما على إبراهيم”.

    وتولى عدو الله ورسوله عمرو بن هشام (أبو جهل) الإشراف على تعذيب آل ياسر كما عذب كثيرا من المسلمين. وحاول صرف سمية عن دينها وقد أغاظه صمودها واستفزته عزيمتها التي لا تلين أمام تعذيبه. قالت له سمية وهي تحت التعذيب: أتحاجوني في الله وقد هدان؟ فقال لها: أريني إلهك هذا. قالت: “لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير” فلم يملك عدو الله أن يتحكم في أعصابه فطعنها في بطنها فقتلها.

    وكان دمها الزكي الطاهر أول دم يراق في سبيل الله وكانت سمية في طليعة شهداء الإسلام وكانت من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

    وتوفي ياسر وبقي عمار يتلقى صنوفا من العذاب حتى لم يدر ما يقول فقال ما يكره ونال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير. فلما أفاق وأدرك ما حدث أصابه الهم والكرب وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله النبي: ما وراءك؟ قال: شر يا رسول الله. والله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. فسأله النبي: “فكيف تجد قلبك؟”. قال: مطمئن بالإيمان. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “فإن عادوا فعد” وتلا قول الله عز وجل: “إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان” (النحل: 106).

    الطيب المطيب

    أذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة. وهاجر عمار إلى يثرب. وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان عمار من أوائل من عملوا في بناء مسجد رسول الله وهو أول من بنى مسجدا في المدينة المنورة. واستقر عمار في صحبة النبي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا عظيما ويباهي أصحابه بإيمانه وخلقه وسماه “الطيب المطيب”.

    وفي العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة كانت غزوة بدر الكبرى التي شارك فيها عمار. وفي هذه الغزوة قتل عمرو بن هشام (أبو جهل) عدو الله ورسوله. فنادى النبي عماراً ليريه انتقام الله عز وجل من قاتل أمه.

    وشهد عمار مع النبي المشاهد كلها فأحبه النبي لإخلاصه وشجاعته وذوده عن الدين. وقد قال النبي لصحابته: “إني لا أدري ما بقائي فيكم. فاقتدوا بالذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وتمسكوا بعهد عمار يعني بن ياسر وما حدثكم ابن مسعود يعني عبد الله بن مسعود فصدقوه”.

    وإذا كان ياسر وسمية والدا عمار قد استشهدا على أيدي المشركين فقد استشهد عمار في الفتنة الكبرى بين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. وكان قد انحاز إلى صف الإمام علي واستشهد وعمره اثنان وتسعون عاما.

  2. #2
    ][..شمعة الزيـن .. ][


    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    فوق التراب مؤقتا
    المشاركات
    6,073
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي

    موضوع جدا رائع

    استفدت واستمتعت فيه كثير

    جزاك الله خير

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    الحمد لله

    وردة غلا

    وياكي أختي العزيزة

    أشكرك من كل قلبي

    وأتمنى دايما تشرفين موضيعي

    وأن شاء الله حقك مش ضايع عند

    رب العالمين .

    دمتي برعاية لله

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    [align=center]تمنيت الدنيا ملك يديك لكنها لاتساوي شيئاً !!!
    فدعوت أن تكون الجنة مستقراً لقدميك

    جزاك ربى كل خير اخوى[/align]

  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    الـــريـ K.S.A ـــاض
    المشاركات
    3,152
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    وقافلة الشهداء ممتدة منذ بداية نزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم وسوف تظل ممتدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

    بارك الله فيك وسدد على الدرب خطاك
    دمتم بكل ود واحترام

المواضيع المتشابهه

  1. الـضـهـور دوون اتـصـاّل ..!! ( هاّاّاّم جداّ )
    بواسطة طارق النفيعي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-11-2008, 04:05 AM
  2. خياط هندي مسوي دعايه......خخخخخخخخ
    بواسطة ~صدى الروح~ في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 12-07-2007, 02:06 AM
  3. الى الشهداء
    بواسطة صالح الزين في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-12-2006, 08:07 PM
  4. هجوم عـنـزة على قافلة إنجليزية 1880م
    بواسطة ذرب المعاني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 20-01-2006, 11:36 PM
  5. فلاش البكاؤون جديد قافلة الداعيات ...
    بواسطة سيف الغرام في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-10-2005, 07:48 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •