يقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية والرئيس السابق لجامعة الأزهر: إن من أهم قوانين الإخاء في الإسلام الإصلاح بين الناس، قال تعالى: “إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون”.
والصلح أنواع، فمنه ما يكون بين المسلمين وغيرهم، ومنه ما يكون بين الإمام والبغاة، ومنه ما يكون بين الزوجين عند الشقاق، ومنه ما يكون في المعاملة.
والحديث الذي يقول: “ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا” ينفي الذنب المترتب على الكذب إذا كان ذلك في الإصلاح بين الناس، وليس المراد من الحديث نفي ذات الكذب، فإن الكذب هو الكذب إذا خالف الواقع سواء كان للإصلاح أو غيره، ولكن الإسلام رخص في بعض الأوقات في شيء مما يقال فيه كذب، وذلك في ثلاثة أمور:
الأول: الحرب، والثاني: الإصلاح بين الناس، والثالث: حديث الرجل امرأته والمرأة زوجها، ويقاس على هذه الأمور، ما يشبهها إذا كان فيه مصلحة وإن تضمن أخبارا بخلاف الواقع، بل قد يكون واجبا في بعض الأوقات كما لو قصد رجل ظالم قتل رجل وهو مختف عنده، فله أن ينفي وجوده عنده ويحلف على ذلك ولا يأثم، والله أعلم.
مواقع النشر (المفضلة)