ما الذي يدفع الشباب الي المغامرة بالسمعة الطيبة من أجل متعة زائفة لا تلبث حتي تنتهي.. وكيف نعيد سلوكياتهم الي الطريق الصحيح..؟ وكيف نقنعهم بالبدائل الايجابية..؟ وما أكثرها.

نحن نعلم أن الحديث في موضوع كهذا هو مغامرة قد تؤدي بنا الي الكشف المؤلم أو الي الصراحة التي تجرحنا اليوم.. لكنها ستشفينا غدا..

يعيش كثير من الشبان أيامهم فلا هدف أو غاية لهم سواء قضاء الوقت.. ويلجأون في سبيل ذلك الي أماكن مظلمة لاهثين عابثين غافلين الي أن يستيقظوا ذات يوم واذا بالعمر ولي وبالدار نأت.

ارتياد الكثير من الرجال والشباب والنساء والفتيات الي الملاهي الليلية وحياة الليل والسفر من أجل ارتياد هذه الاماكن قضية خطيرة حيث لها بعد اجتماعي خطير من تفكك أسري وانحلال أخلاقي.. الخ.

والغريب عندما تسأل بعضهم عن سبب ارتيادهم الملاهي الليلية يجيبون لا ندري.. فالملاهي تسندنا في مواصلة الحياة خاصة اننا لا نملك أي هدف معين.. ولا نعرف ما الذي سنفعله غدا سوي اننا سنذهب الي الملهي وسنعيش متعة الغياب في الممنوع.. والبعض يرمي بثقله الاخلاقي آملا في القليل من المرح والمتعة من دون أدني تفكير فيما يعقب فرحه الطاريء هذا من ضياع روحي وإحباط نفسي وإدمان علي سلوك مرفوض دينيا واجتماعيا.

أما عن المشاكل التي تحدث في هذه الاماكن فحدث ولا حرج.. كأن يأتي شاب دون السن القانونية ويتشاجر مع الحراس للسماح له بالدخول أو يأتي شاب مترنح لا يريد شيئا سوي استفزاز الآخرين.. فهناك من يأتي بصديقته ليتباهي أمام الناس. وهناك من ليس له مهنة سوي بيع وشراء المتع الزائفة.. ولكن هؤلاء كلهم يتشابهون.. الغني منهم والفقير.. الشاب والكهل.. كلهم يتساوون عندما تطأ أرجلهم عتبة الملهي.. خمور.. سكر.. رقصات ماجنة.. فجور.. الخ.. حتي أصبح هؤلاء ينفقون المال دونما حساب ويهدرون طاقتهم ويتجاهلون ضميرهم الاجتماعي وهو ما أنتج ظاهرة التفكك العائلي.

هذا السلوك ظهر أساسا في ظل الانفتاح الاقتصادي. وهذا مما أحدثه الانفتاح الاجتماعي علي الثقافات الاجنبية والغربية خاصة الذي استوردنا منه الكثير من العادات والطقوس والسلوكيات مما أدي الي انحراف الكثير من الشباب وتعلمهم مثل هذه السلوكيات وطرائق التسلية واللهو بعدما كانوا شبابا محافظا.. إذ انسلخ الشباب عن شعورهم بالانتماء الي المحافظ وراحوا يقلدون الغرب في اللباس والكلام. فاصبحت الحرية تندرج تحت سلوك اللهو والمجون وارتكاب الفاحشة.. ومن أهم أسباب هذا السلوك ضعف الوازع الديني الذي يحفظ الشاب من هذا الانحراف. وضعف دور الاسرة من اهتمام واشراف تام علي حياة الابناء بشكل سليم ومتوازن.. والانفتاح الهائل علي وسائل الاعلام الغربية.

كذلك هناك الطاقة الكامنة في الشباب التي تنفجر وتبحث لها عن مجال لتصريفها فيه.. وهناك أسباب كثيرة أخري وراء هذه الظاهرة منها فقدان الهوية والخواء الروحي وسطحية التفكير يصاحبها عدم وجود أماكن طبيعية للاهتمام بهؤلاء الشباب وشغل أوقات فراغهم بما هو مفيد.

ولذا لابد من اشتراك الجميع في حل هذه القضية الخطيرة والتصدي لها بكل ما نملك من وعي وثقة في هؤلاء الشباب الذين هم ثروة الأمة.