ارسال الجمعة 23 فبراير 2007م، 05 صغر 1428 هـ


برنامج لتدريب الفتيات "ضحايا" العنف الأسري
سعودية تهرب من زوج أجبرها على الخمر وضربها بالساطور 19 عاما


حلق شعر رأسها

العمل لحمايتهن من " الانحراف"





الأحمدي تشرف على برنامج لتوفير العمل للفتيات من ضحايا العنف الأسري

دبي- العربية.نت

لجأت سعودية إلى فرع جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة لإنقاذها من زوجها مدمن الخمر والمخدرات بعد أن أجبرها على مشاركته التعاطي وتعوّد على ضربها حتى بأدوات حادة وخطيرة طيلة فترة زواجهما الذي استمر 19 عاما، وبالمقابل تعتزم جهات تدريب نسوية سعودية إطلاق برنامج لتوظيف الفتيات من ضحايا العنف الأسري أو نزيلات دور الرعاية الاجتماعية في خطوة تستهدف تمكين الفتيات من العمل، ومساعدتهن على الاستقلالية المادية، لحمايتهن من الانحراف خاصة ان كثيرا من هؤلاء الفتيات يرفض أولياء أمورهن تسلمهن تحت شعار "عمل وأمل".

وفي التفاصيل، تقول تلك السيدة التي تعرضت لعنف شديد من زوجها إن أهلها زوجوها وهي في الخامسة عشرة من عمرها لأنها كانت آخر أخواتها اللواتي تزوجن، وعاشت ظروفا صعبة نتيجة انفصال والديها، فلم تكمل تعليمها حيث تم تزويجها وهي في أول سنة من المرحلة المتوسطة، لتفاجأ بزوجها يتهمها في شرفها منذ الليلة الأولى لزفافها، فخاطبت أهلها وأهله، ولكنهم لم يهتموا بالموضوع، ليستمر الزواج وتبدأ فصول العذاب على حد قولها. ولخصت هذا العذاب في منعها من زيارة أهلها أو زيارتهم لها إلا في حالات نادرة وحبسها داخل البيت وإغلاق الباب عليها عند خروجه ومنعها من متابعة التلفزيون.

وذكرت تلك الزوجة لصحيفة "الوطن" السعودية الجمعة 23-2-2007م إنه يضربها بشكل مستمر بسبب ودون سبب، ومنها ضربه بالحزام ومرة بالساطور حتى أحدث جرحا غائرا في الساق مازال أثره لليوم، ومرة أشهر في وجهها مسدسه، وجامعها في نهار رمضان جماعا محرما. ولما شكته للشرطة نجح في إقفال الموضوع بحسب كلامها.




حلق شعر رأسها

وتضيف الزوجة التي تقدمت للمحكمة في مكة لطلب الطلاق : كان بخيلا جدا لأبعد حد، ولا يشتري لي ملابس، حيث تطوعت أختي وزوجات إخوانه بإعطائي ملابس مستعملة لي ولأبنائي.و قالت: وفي مرة عدت من زيارة أهلي في مكة بعد أن انتقل عمله للرياض ورأى شعري مصبوغا فهاج وضربني وقام بحلاقته، ثم كانت الطامة الكبرى حين بدأ يضغط علي ويجبرني على تعاطي المخدرات وبدأها بالحشيش ثم حبوب الكبتاجون وأخيرا المسكر.

وعن سبب عدم رفضها لتعاطي هذه الأشياء قالت الزوجة : رفضت بشدة في البداية ولكنه راح يساومني بأنني لو تناولتها سيسمح لي بزيارة أهلي ويشتري لي ملابس، وهكذا بدأت بالتدريج وهو يزيد الكميات حتى أدمنت. وهنا أدركت الجحيم الذي وقعت فيه فتوقفت وعالجت نفسي.

أما عن سبب تحمله وعدم إبلاغها أحدا من أقاربها قالت: كنت أتحمل من أجل أولادي وأصبر نفسي حتى يكبروا، أما الأهل والأقارب فسلبيون جدا، إذ إن أبي وأمي مطلقان، وإخوتي غير مبالين، وأهله كذلك فأبوه متوفى وأمه كبيرة في السن، وهو ينكر أمامهم دائما كل شكواي.

وأكدت أنها عندما فاض بها الكيل نجحت في الهرب إلى بيت والدها بعد وفاته، وتقدمت للمحكمة بطلب الطلاق للضرر، ولكنها صدمت بطلب القاضي البينة على أقوالها وهو ما لا تملكه واقترحت على القاضي إجراء تحليل مخدرات له، ولكنه لم يصغ لطلبها وقرر إحالة القضية إلى طلب خلع ومطالبتها بإرجاع المهر وهو ما لا تملكه أيضا.وأشارت إلى أنها أخيرا قررت اللجوء لجمعية حقوق الإنسان علهم ينصفوني من هذا الظالم.




العمل لحمايتهن من " الانحراف"

من جهة أخرى ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن ثمة جهات تدريب نسوية سعودية تستعد إطلاق برنامج لتوظيف الفتيات من ضحايا العنف الأسري أو نزيلات دور الرعاية الاجتماعية لمساعدتهن على الاستقلالية المادية، وبالتالي حمايتهن من الانحراف.

وقالت الخبيرة اقتصادية وناشطة في دعم ضحايا العنف الأسري د.عزيزة الأحمدي، إن البرنامج يأتي بالتعاون مع مركز الرائد للتدريب في نسخته الثانية بدعوة نحو 20 فتاة للانخراط في البرنامج حسب حالاتهن الاجتماعية ونوع الوظائف المتاحة لهن».

وأضافت الدكتورة الأحمدي أن "هناك اتصالات مع معاهد ومراكز ومحلات نسائية لتوفير وظائف للفتيات ومن ثم تدريبهن على رأس العمل" مشيرة إلى أن تلك المعاهد ستراعي أن تكون بيئة العمل مناسبة من حيث توفير أقصى درجات الخصوصية للفتيات في مقر العمل لحمايتهن من الاستغلال والتقليل من العبء النفسي عليهن في التكيف مع الواقع الجديد بعيدا عن أسرهن والظروف المحيطة بمعاناتهن السابقة".

وحول طرق التأهيل النفسي التي سيعمل عليها المركز بالتعاون مع الجهات النسوية الأخرى، قالت سالمة بن عايد، وهي مديرة مركز تدريب نسائي في جدة، العايد "هناك اتصالات في مراحلها الأخيرة للاستفادة من خدمات متخصصات في الطب النفسي السلوكي، هدفها التقليل من الشعور بالعدوانية في تعامل الفتيات مع الاشياء المحيطة كالاجهزة والمرافق، وغرس ثقافة الانتاج لديهن".

وأكدت العايد أن "إن البرنامج الجديد سيساعد على تلافي كافة السلبيات التي طرأت في النسخة الأولى لتدريب الفتيات من ضحايا العنف الأسري من حيث مراعاة الجانب النفسي وتهيئة الفتيات قبل الدخول في فصول التدريب والاندماج مع الفتيات العاديات، وستكون ضمن أولوياتنا مساعدة الفتيات على الاستفادة القصوى من فرصة التدريب المجاني".

وكانت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية قد كشفت، خلال ندوة عن العنف الأسري، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن 40% من الحالات المسجلة هي قضايا "عنف أسري" من اجمالي الحالات الواردة والبالغ عددها أكثر من 6000 حالة مسجلة.