مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 9

الموضوع: حمزة بن عبد المطلب.. أسد الله ورسوله

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Love حمزة بن عبد المطلب.. أسد الله ورسوله

    لأن الإسلام الحنيف جاء لتكريم الإنسان وتخليصه من المظالم وإشاعة حرية الاعتقاد والتعبير والمساواة في الحقوق والواجبات وإعلاء شأن الأخوة الإنسانية، فقد كان من أوائل المبادرين إلى اعتناق هذا الدين الجديد الغرباء والضعفاء والفقراء. وانضمت إليهم نخبة من أهل مكة ممن صفت فطرهم وسمت أرواحهم وتهذبت نفوسهم فكونوا مزيجا رائعا التف أفراده حول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يتعلمون منه ويطيعونه في ما أمر ونهى ويدافعون عنه قدر استطاعتهم.

    ولكن هذه النخبة التي سبقت إلى الإسلام ظلت ردحا من الزمن مجرد قلة قليلة مستضعفة. يجتمعون في دار الأرقم بن أبي الأرقم في الخفاء. ويتحسسون خطواتهم في الطريق إليها. ويؤدون صلواتهم ويقرأون القرآن وهم حذرون. فقد صب عليهم كبراء مكة ومستكبروها جام غضبهم وساموهم الخسف وتفننوا في إيذائهم وإهانتهم. وكان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم النصيب الأوفى من هذا الإيذاء بالقول والفعل. وكان من أشد أعداء الله ورسوله أحد كبراء مكة وهو أبو الحكم عمرو بن هشام (أبو جهل) الذي تفنن في إيذاء رسول الله.

    بين عهدين

    في أحد أيام العام الثاني للبعثة كان النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة فتعرض له أبو جهل وآذاه وأفحش له في القول. وكان بمقدور النبي أن ينتقم لنفسه لكنه تمالك غضبه وكان حريصا على دعوته وعلى تقديم القدوة والأسوة الحسنة لأتباعه: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا”.(الأحزاب: 21)

    ولكن هذا الحادث كان نقطة فارقة في حياة حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخيه في الرضاعة وابن خالته ورفيق طفولته وشبابه وشقيق روحه وأحد صناديد قريش ووجهاء بني عبد مناف الذين يعمل لهم أهل مكة ألف حساب. وكان رغم محبته الفائقة للنبي وثقته بأمانته وصدقه ونزاهته وعدله قد تأخر في دخول الإسلام، إذ لم يكن قلبه قد أضاء بعد بنور الإسلام، وفي ذلك اليوم كان التحول ليس فقط في حياة حمزة (أبو عمارة) ولكن في مسيرة الدعوة الإسلامية.

    كان حمزة الفارس الشجاع عائدا من الصيد خارج مكة. وبينما هو متجه نحو البيت استوقفته في الطريق مولاة لعبد الله بن جدعان وبادرته قائلة: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم (أبو جهل). وجده جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره. ثم انصرف عنه. ولم يكلمه محمد وأعرض عن جهله. وفي لحظة فارقة تفاعلت في داخل حمزة محبته لرسول الله وثقته به مع فروسيته وإبائه للضيم ورفضه للظلم مع عصبيته العائلية فتأجج غيظه وانفجر غضبه. وبدلا من أن يعود إلى بيته توجه من فوره إلى بيت الله الحرام فوجد أبا جهل يجلس متباهيا وسط جمع من الناس. فتوجه إليه حمزة مباشرة وأخرج قوسه فضربه به على رأسه ضربة شديدة فشج رأسه. وبادره بقوله: أتسب ابن أخي وأنا على دينه أقول ما يقول؟ ألا فردّ عليّ إن استطعت.

    كانت المفاجأة مذهلة للرجال. فاختلفت ردود فعلهم. فمنهم من أراد أن ينتقم من حمزة فقال لهم أبو جهل: دعوا أبا عمار فإني والله قد سببت ابن أخيه سبا قبيحا. وآخرون تساءلوا في دهشة عن حقيقة ما قال حمزة. فقال لهم في أنفة وتحد: ومن يمنعني؟ امنعوني إن كنتم صادقين. فتنحوا جانبا وأفسحوا له الطريق ليمضي بينما هم يقفون واجمين مذهولين.

    إشراقة الإيمان

    وحتى عندما فعل حمزة ما فعل لم يكن قد توصل إلى قرار. ودعا الله أن يهديه للصواب. وفيما بعد روى حمزة رضي الله عنه أنه بعد هذه الحادثة أمضى ليلته مسهدا وتضرع إلى الله أن يشرح صدره للحق. يقول: استجاب الله لي وملأ قلبي يقينا. وغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخبرته بما كان من أمري. فدعا الله أن يثبت قلبي على دينه. وعرف حمزة الطريق إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم. وعز المسلمون واستقووا بإسلام حمزة. ودخلت العلاقة بينهم وبين مشركي مكة منحنى جديدا. وخفت حدة إيذاء هؤلاء المشركين للمسلمين.

    ولجأوا إلى أساليب أخرى لوقف مد الدعوة الإسلامية. فعرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم كل المغريات ولكنه قال قولته الخالدة لعمه أبي طالب بن عبد المطلب: “يا عم. والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر أو هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه”.

    وكان إسلام حمزة فاتحة خير على الإسلام والمسلمين. فقد تلاه في دخول الإسلام عدد من صناديد قريش وكبرائها وعلى رأسهم عمر بن الخطاب الذي أسلم عقب قصته المشهورة مع أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها. فقد ذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ممتشقا سيفه. وقرع الباب فنظر الصحابة من شق فيه فرأوا عمر فأخبروا الرسول وهم جزعون. وبروحه الوثابة وشجاعته الغامرة قال حمزة للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ائذن له. فإن جاء يريد خيرا بذلنا له. وإن جاء يريد شرا قتلناه بسيفه. ودخل عمر لينطق الشهادتين بين يدي رسول الله ويضيف إلى المسلمين قوة جديدة. ويخرج متحدياً صناديد قريش.

    ومنذ اللحظة التي أسلم فيها حمزة تخلى عن متع الحياة ونذر نفسه لنصرة الله ورسوله ودينه. ومن هنا استحق الوصف الذي وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم وهو: أسد الله وأسد رسوله. وكان هذا أعلى وسام يطمع صحابي في أن يحصل عليه حيا. وظل هكذا حتى هاجر مع من هاجروا إلى المدينة المنورة متخليا عن كل شيء في سبيل البقاء بقرب النبي صلى الله عليه وسلم الذي آخى بينه وبين مولاه زيد بن حارثة ضمن من آخى بينهم من المهاجرين والأنصار.

    صاحب أول لواء

    وحين استقر الأمر بالنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بدأ في بعث السرايا للتعرض لعير قريش. وكانت أول سرية في أواخر العام الأول أو بدايات العام الثاني للهجرة على خلاف في ذلك بين رواة السيرة النبوية. وقد عقد لواء هذه السرية لحمزة الذي خرج ومعه ثلاثون رجلا فلقي أبا جهل بالساحل عند سيف البحر وكان معه ثلاثمائة رجل من أهل مكة. فلما تصافّوا أي للقتال حجز بينهما مجدي بن عمر الجهني وكان موادعا للفريقين حليفا لهما فانصرفوا من غير قتال.

    وفي غزوة بدر الكبرى في العام الثاني للهجرة أبلى حمزة بلاء حسنا. وكان يقاتل بسيفين في وقت واحد. وقتل من قتل من صناديد قريش. وكان شعاره في القتال ريشة نعامة حمراء يضعها على صدره. ودان النصر للمسلمين لأنهم التزموا بخطة النبي صلى الله عليه وسلم وتقيدوا بتوجيهاته وقاتلوا صفا واحدا. ونصروا الله فنصرهم الله. وباء كفار قريش بالخذلان. وعادت فلولهم إلى مكة تجر ذيول الهزيمة حيث لم تغن عنهم كثرتهم شيئا. ورجع أبو سفيان خائبا كسير القلب مخلفا وراءه جثث سادة قريش في قليب بدر.

    حمى الحقد والانتقام

    وكانت أعمال حمزة البطولية في موقعة بدر سببا في تأجج نار الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام لدى كثير من مشركي قريش. فلما كان العام الثالث للهجرة وقعت موقعة أحد. وفي الاستعداد للمعركة طلب جبير بن مطعم الذي كان عمه قد قتل في بدر من عبده الحبشي وحشي أن يخرج مع قريش للقتال ويتحين الفرصة لقتل حمزة مقابل أن يعتقه. وتحالفت معه هند بنت عتبة زوج أبي سفيان بن حرب انتقاما لقتل أبيها وعمها وأخيها وابنها في بدر. وخرجت في صحبة المقاتلين مع جمع من نساء قريش لتمريض المقاتلين من ناحية ولإرشاد وحشي إلى حمزة ليقتله من ناحية ثانية.

    وحمي وطيس القتال. وكان حمزة يضرب في كل اتجاه فيشتت فرسان قريش. وقتل من قتل من هؤلاء الفرسان. كل ذلك ووحشي يتعقبه ويتربص به. وهاجم حمزة ثلاثة نفر من فرسان قريش فقتل اثنين منهم واحدا وراء آخر. وكان الثالث سباع بن عبد العزى الذي التحم معه حمزة في القتال. وما إن تمكن حمزة منه حتى خرج وحشي من مكمنه وأطلق حربته لتخترق بطن حمزة الذي سقط ونهض ليقتص من وحشي. ولكن الحربة المسمومة لم تمهله فسقط صريعا وفاضت روحه.

    وبادر وحشي يهنئ هندا بجريمته البشعة. وتهللت هند فرحا وذهبت إلى جثمان حمزة فبقرت بطنه بسكين وأخرجت كبده وظلت تقتطع منها أجزاء بأسنانها فتلوكها ثم تلفظها. ومثلت بجثته أبشع تمثيل. وشاركها في هذا التمثيل زوجها أبو سفيان الذي لم يجرؤ على مواجهة حمزة حيا فانتقم منه ميتا.

    النبي يتوعد.. ويعفو

    وعندما وضعت الحرب أوزارها ذهب النبي صلى الله عليه وسلم يتفقد الشهداء. وكم كان حزنه كبيرا وفاجعا حين رأى أسد الله وأسد رسوله وقد مثل به هذا التمثيل البشع الذي جعل التعرف إليه أمرا عسيرا. وقال صلى الله عليه وسلم: “لن أصاب بمثلك أبدا. وما وقفت موقفا قط أغيظ إليّ من هذا”.

    ثم قال: “لولا أن تحزن صفية (بنت عبد المطلب أخت حمزة وعمة الرسول صلى الله عليه وسلم) أو تكون سنة من بعدي لتركته أي حمزة حتى يكون في أجواف السباع وحواصل الطير. ولئن أظهرني الله على قريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم”.

    ولكن النبي الذي بعثه الله رحمة للعالمين لم يكن لينتقم وهو الذي جعله الله أسوة حسنة لذلك نزل قول الله عز وجل: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون” (النحل: 126 127) فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عن المثلة.

    وروى البخاري عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في قبر واحد. ولذلك دفن حمزة بن عبد المطلب وعبد الله بن جحش رضي الله عنهما في قبر واحد بعد أن صلى عليهما رسول الله صلى الله وسلم. وأقبلت بنت عبد المطلب عمة الرسول أخت حمزة قبل دفنه لتنظر إلى شقيقها فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لابنها الزبير بن العوام: “القها فأرجعها حتى لا ترى ما حدث لأخيها”. فلقيها فقال لها: يا أماه إن رسول الله يأمرك أن ترجعي. فقالت له: ولم وقد بلغني أنه مثل بأخي. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “خل سبيلها”. فأتته فنظرت إليه وصلت عليه واسترجعت واستغفرت له.

    إسلام وحشي وهند

    مضت السنون. وجاء وحشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم خاشعا مطيعا مسلما. فتقبل منه إسلامه. غير أن ذكرى وجه عمه وجسده وهما ممزقان عادت تلقي بظلالها على قلب النبي فطلب من وحشي أن يغيب عنه وجهه.

    وقال وحشي فيما بعد: كنت أتنكب طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان لئلا يراني.

    وشارك وحشي فيما بعد في قتال المرتدين. وقتل مسيلمة الكذاب بالحرية نفسها التي قتل بها أسد الله. وعند فتح مكة جاءت هند بنت عتبة إلى النبي وهى ملثمة وقالت: يا رسول الله. الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه. لتنفعني رحمتك يا محمد. إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله. ثم كشفت عن وجهها وقالت: أنا هند بنت عتبة. فرحب النبي بها وتقبل إسلامها. فقالت: والله ما كان على الأرض أهل خباء أحب إليّ أن يذلوا من خبائك. ولقد أصبحت وما على الأرض أهل خباء أحب إليّ أن يعزوا من خبائك.

    وصدق من قال إن إسلام حمزة كان فتحا وأن مقتله كان عبرة وتربية رضي الله عنه.

  2. #2

    ][ عــضــو الـتـمـيـز ][


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    15,118
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي

    بارك الله فيك على هذه القصص..

    ومنها نستفيد..

    مشكور كثير..

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    أن شاء الله تستفيدوا

    ملكة الذوق

    وبارك فيك وحفظك

    ما ننحرم منك أختي ولا من طلتك

    البهيه .

    دمتي كما تريدين

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    2,110
    معدل تقييم المستوى
    3

    افتراضي

    الله يعطيك العافيــــــــــــــــة,,,

    وج111ك الله كل خيـــــــــــــــــــــر,,,

    في ميزان حسناتك إن شاء الله,,,

  5. #5
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    ` Maze `
    المشاركات
    15,963
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي

    الحمزة عم حبيب الله ورسوله محمد صلى آلله عليه وسـلم
    لاهنت وجزاك الله خيـر جزاء اخي الغالي حبيبتي حطمتني
    همسة العسكري

المواضيع المتشابهه

  1. ادخل ليزيد حب الله ورسوله في قلبك
    بواسطة الــــــحزيــــن في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 30-11-2007, 12:26 PM
  2. شهود عيان يشاهدون جسد حمزة بن عبد المطلب بعد 1400 سنة ...
    بواسطة عذابي غير في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-09-2007, 06:52 PM
  3. المقداد بن الأسود رجل يحبه الله ورسوله
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 15-09-2006, 01:54 AM
  4. محبة الله ورسوله
    بواسطة black hours في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-09-2006, 08:33 AM
  5. الاستهزاء بالملتزمين بأوامر الله ورسوله:
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-06-2006, 01:01 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •