للعقل أيضا عوراته كما له أفكاره وأسراره ونواياه ، وهي عورات أكثر إثارة وشبهة وفضائحية.. أما لماذا؟

فلأنه يخفي الكثير والعظيم والخطير من الأفكار والنوايا التي لم تتجسد في لغة فعل ولم تخرج من عتمة النفس إلي فضاء الواقع بعد.عندما نحجبها عن الآخرين فإننا نسترها بورقة توت لا تظهر إلا ما يجوز ويتناسب أو يتوافق مع القيم والأخلاقيات ويحفظ لنا صورتنا أو ماء وجهنا.

ولأن الأعمال بالنيات بقيت هذه المساحة من أعمال الإنسان التي تضمرها النفوس في إطار الغيب لا يعلمها إلا الله.إلا أن حال هذه النوايا كحال الأجنة في أرحامها حين بقيت محجوبة عن عالمنا حتي جاء العلم باختراع أجهزة طبية لتكشف نوع الجنين ذكرا كان أم أنثي.

في وقت سابق كان العلم قد توصل إلي ما يسمي توارد الأفكار Telepathy وهي ظاهرة انتقال الأفكار والصور العقلية من دون الاستعانة بأية حاسة من الحواس الخمس بين شخصين علي علاقة ببعضهما البعض وبشكل كبير بين أشخاص تربطهم علاقة عاطفية قوية فبقيت هذه الظاهرة خاصة جدا بل والأهم أنها إرادية، أما أن تنتقل أفكارنا للآخرين أيا كانوا أصدقاء وأحباء وأعداء فهي كارثة حضارية.

هل للجهل حسناته وفضائله؟

ربما..

وللغموض جمالياته أيضا.

أسميه غموضاً، لأنه نوع شرعي من الكذب والتخفي يضمن للحياة أن تستمر..

وإلا ما أعظم بؤسنا وشقاءنا إذا ما قرأنا أفكار الآخرين بجلاء..

وما أكبر ورطتنا الاجتماعية بعد أن كنا نردد إن بعض الظن إثم فنحسن الظن.

تكهنات العصر تنبئ بيوم نعجز فيه عن خلق الأعذار..

عندما لا يكون للظن مكان أو مساحة..

ولا للفئران صدور تلعب بها وتعبث بهواجسها.

هل اترك لخيالكم الباقي،،

سأفعل.