نظارات لطفلك.. هل هذا هو وقتها؟
يعاني طفل من بين عشرين مشاكل في النظر في المرحلة السابقة لدخولهم المدرسة، لترتفع النسبة الى طفل من بين أربعة في المدرسة، واهمال تلك الحالات قد يجعلها مستديمة. اما من الناحية التعليمية، فلا ريب ان مشاكل الرؤية قد تعيق التقدم التربوي لدى الطفل، خصوصا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان حوالي 80% من التعلم ما قبل الجامعي يعتمد على الوسائل البصرية، وبالتالي لا يخفي التأثير السلبي لذلك في شخصية الطفل وتقديره لذاته.
وهناك عدة انواع من مشاكل النظر التي قد يتعرض لها طفلك نتناول هنا أهمها وطريقة علاجها.
كسل العين
عندما ينصرف اهتمام الدماغ الى عين من دون الأخرى، يحدث ضعف في العين المهملة، وهذا ما يعرف ب 'كسل العين'، وتتطور هذه الحالة لدى الأطفال دون السادسة من عمرهم، وتعد احد اهم اسباب ضعف البصر لديهم. ولابد من ذكر ان كسل العين قد لا يكون جليا، ويتطلب فحصا للكشف عنه، اي القيام بزيارات دورية لطبيب العيون.
اما علاجه فيكون بتغطية العين السليمة بواسطة رقعة حتى تتحسن الأخرى، ويمكن استعمال قطرة خاصة لهذا الغرض، ومن الضروري الشروع في معالجة كسل العين، لأن تأخيرها حتى يتجاوز الطفل التاسعة من عمره مثلا قد يضعف أمل العلاج التام.
الحول
يحدث الحول من جراء ضعف يعتري العضلة التي تخلق توازن النظر وتمنع العينين من النظر في اتجاه واحد. وحالات الحول واضحة في معظمها، بيد ان بعضها بالكاد يمكن ملاحظته وتحتاج الى فحص دقيق.
ولابد من القول ان حالة شبيهة بالحول تسود بين الأطفال الرضع، وهي في الواقع لا تشكل أي خطورة، لأنها ناجمة عن ضعف تحكم الصغير بعضلات عينه، لكن العين تعود في الغالب الى الوضع الطبيعي مع الشهر الرابع أو الخامس من عمر الطفل، والا لابد من مراجعة الطبيب.
وعلاج حالات الحول لا يختلف كثيرا عن علاج كسل العين، اذ تغطي عين واحدة أو قد يلجأ الى النظارات. بيد ان بعض الحالات الحرجة تتطلب تدخلا جراحيا.
قصر البصر
يشخص قصر البصر في العادة عندما يبلغ الطفل سن المدرسة، وكثيرا ما يكون نتيجة للجلوس المطول امام شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر. ويسبب قصر البصر صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة، وبالتالي اجهادا للعين في حين تكون الأشياء القريبة سهلة الرؤية.
ويعالج قصر البصر بارتداء النظارة المناسبة اذا كان الطفل كبيرا وواعيا لاستعمال النظارة (7 أو 8 سنوات).
لكن لا ينصح بالنظارات للأطفال الأصغر سنا (4 أو 5 سنوات)، والأفضل في الحالة الأخيرة التريث لأن الطفل لا يتعامل مع الحرف المطبوع أو مع لوح المدرسة في هذه السن، أي ان متطلبات الرؤية لديه ليست كبيرة أو أساسية.
طول البصر
طول البصر (أو الطمس) هو الحالة المعاكسة لقصر البصر، اي انها ضعف التركيز في رؤية الأشياء القريبة، وهي الحالة الطبيعية التي يخلق عليها نظر المولود، وتعتبر المشكلة الأكثر شيوعا بين الأطفال. ومع ذلك لا تكتشف في العادة بسهولة، بل تحتاج فحصا دقيقا. فالأعراض ليست ظاهرة حيث لا يعاني الطفل صعوبات في قراءة الحروف المطبوعة مثلا، الا انه يعاني شدا في عضلات العين وفقدان تركيز الرؤية عند اطالة أمد النظر الى شيء ما.
ولحسن الحظ تشفى هذه الحالة تلقائيا مع التطور الطبيعي للعين، حيث تختفي غالبا مع بلوغ الطفل السادسة من عمره. وتستخدم النظارات في الحالات الصعبة حتى لا ينتهي طول النظر بتسبيب مشاكل اخرى في العين من قبيل الحول أو كسل العين.
اللابؤرية (أو حرج البصر)
حرج البصر أو النظر اللابؤري ينتج من عدم تجمع الضوء المرتد عن الأجسام في نقطة واحدة في العين، الأمر الذي يجعل الرؤية مشوشة وغير صحيحة، وهكذا يصبح من العسير ان يرى الطفل الحرف المطبوع بشكل سليم، أو انه قد يراه شيئا آخر تماما، مما يخلق صعوبات في التعلم. وتعالج هذه الحالة باستخدام النظارات.
لحماية العين
من الممكن جدا ان تنتشر مشاكل العين في العائلة الواحدة، بيد ان هذا لا ينفي دور العوامل الخارجية في التأثير في البصر، لذلك لابد من معرفة الأمور التالية:
لم يجزم المختصون بعد ما اذا كان لشاشة الكمبيوتر دور في الاصابة بقصر البصر، لكنهم يجمعون على ان شاشة الجهاز تؤثر في قوة تركيز البصر، خصوصا عند النظر الى الأشياء البعيدة. وبما انه من الصعب هذه الأيام ابعاد الطفل عن الكمبيوتر، فيمكن تعويده على أخذ استراحة لمدة عشر دقائق كل ساعة.
من ناحية اخرى، لا يقل التلفاز خطورة على مشاكل تركيز البصر، لذلك ينبغي ان يشاهد الطفل التلفاز تحت مراقبة الأهل لئلا يقترب منه كثيرا.
لابد في معرض الحديث عن صحة العين ان نتذكر النصيحة القديمة التي تحذر من القراءة في الاضاءة الخافتة، مع أن الصلة بين ضعف النظر والضوء الضعيف لم تتضح بعد، لكن من الأفضل ان يقرأ الطفل دروسه ويؤدي وظائفه في انارة طبيعية وجيدة.
لا تعتبر فحوصات العين التي تجريها المدارس عادة كافية لاكتشاف وجود مشكلة فعلية في الرؤية، فثمة عدد من مشاكل العين لا تتضح الا بعد الفحص الدقيق عند المختصين. ولابد من التركيز على فحص عيني الطفل عندما يبلغ شهره السادس، ثم السنة الأولى، ثم ثلاث سنوات، من ثم بشكل سنوي بعد ذلك.
قد لا يحتاج الطفل الى نظارات طبية، لكنه بالتأكيد بحاجة الى نظارات شمسية، اذ ان الاشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس، سواء في فصل الصيف أو الشتاء، تعتبر عاملا أساسيا في الاصابة بأمراض مثل أعتام العدسة، وهي من أسباب العمى.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)