النفس البشرية ذلك العالم المجهول الذي لم يستطع أحد الي الآن أن يسبر أغواره السحيقة ومجاهله الغريبة.. النفس البشرية ليس من السهل علي الإنسان أن يسبر أغوارها وخباياها.. فقد يحب إنسان شخصاً ما أو شيئاً ما ولا يطيقه آخرون فالأرواح جنود مجندة كما قال رسولنا (صلي الله عليه وسلم) ما تعارف منها أئتلف وما تنافر منها أختلف.. أي ان الارواح التي تتشابه تتعارف وتتآلف وتتحاب والأرواح المختلفة تتنافر.
ونفوس الكتاب أرض خصبة بكر واعدة اذا هطل عليها الطل ولقيت الرعاية والاهتمام فإنها تطرح أزهاراً جميلة وفاكهة شهية فتصير حدائق زاهية ورياضا غناء وإلا صارت أرضاً بوراً وصحراء جرداء.
هذه النفوس الرقيقة الشفافة التي تلتقط أحداث حياتنا فتعكسها بصورة عميقة فتجعلنا نري سلبيات مجتمعاتنا في مرآة هذه الأحداث فنتفاعل معها ونحاول إصلاحها وتعكس الجميل وتظهره بصورة تخلب الألباب فتلفت أنظارنا إليه.
ونري ما حولنا من مشاكل الناس وهمومهم.
ألا ما أعظم هذه الرسالة وأنبلها وهي رسالة الكاتب الذي يحمل علي عاتقه محاولة إصلاح المجتمعات وحل مشاكل الناس وإبراز همومهم وأحزانهم وآلامهم. أفلا يستحق منا هؤلاء الرعاية وايجاد الجو الخاص الذي يساعدهم وتسهيل مشاكلهم الحياتية لكي لا ينشغلوا بواقع الحياة وروتين المعيشة فنحرم بذلك من كتاباتهم واستنارتهم ورؤاهم الثاقبة التي تبدل ظلمة حياتنا نوراً وظلام جهلنا علماً.
مواقع النشر (المفضلة)