مسافر على وين ..

[هاجرت من دنياكم]

بسم الله الرحمن الرحيم


(1\ 3)

[bimg]http://www.fqaqee3.net/_resources/gallary/live/g3187.gif[/bimg]

كالعادة وفي عز النوم يزعجني جرس الساعة فأنوي أن أصفع بها في الجدار لكن أتذكر أنها تفيدني ولا تضرني فأتراجع عن نيتي و أقرر أن أغادر عرشي ( سريري ) فلقد حان وقت صلاة الفجر ..

ومع نسمات الفجر الأولى وتساقط قطرات الندى على الأوراق

أتساءل كم تبلغ مساحة ملعب كرة القدم

ربما من المحال أن يجيبني أحد الأخوة عن سؤالي في ذلك الوقت

مع أن هذا سيفيدني في المقارنة وذلك بسبب استغرابي على حماس لاعب الهجوم في الجري خلف الكرة بطول الملعب وعرضه وكل هذا من أجل أن يدخل الكرة داخل المرمى لكن هيهات فخط الدفاع يحوي المدافعين والحارس الحصن المنيع للمرمى

لكن أين المهارة في إحراز الهدف ؟ اتكون المهارة في مراوغة الآخرين والوصول لمنطقة الهدف وتسديد الكرة داخل المرمى وذلك بسبب مراوغته أم بسبب دقة التهديف ؟ لكن ماذا عن المدافعين او خط الوسط الذين ينسون عندما يلتفت الجميع لصانع الهدف الذين وبلا غرابة يجدون صعوبة أكبر في التسجيل

سؤال يتبادر لذهني هل المهاجم هو الأهم في الفريق أم المدافع أم الوسط فلو سألنا المهاجم لأعطاك إجابة ولو سألنا المدرب لأعطاك إجابة ولو سألنا الجمهور لأعطاك إجابة

..وذلك ينطبق في حياتنا التي نبحث فيها عن إجابات متشابهة فلا نجد ..

أجدكم تستغربون هذا الحوار وهذه الفلسفة الصباحية ..

لنا في هذا الموضوع شخصيتين أود أن أحدثكم عنهما

فالأولى قدوة لنا في ديننا وحياتنا وسعادتنا في الدارين
والأخيرة قدوة لنا في رغبة التغيير والمثابرة من أجل الحياة والإصلاح فيها

[هاجرت من دنياكم]

(2\ 3)


لنا في الصحابي الجليل صهيب بن سنان رضي الله عنه عظة وعبرة
فلقد باع ماله كله لله وبارك الله عمله وتنزل فيه
قوله تعالى (( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد ))

فلقد فطن صهيب بن سنان رضي الله عنه للربح العظيم فسابق الروم إلى الإسلام بل وسابق الكثير من العرب عندما سمع ببعثة الرسول العدنان صلى الله عليه وسلم ودخل في الإسلام

لكن بعد الضيق الذي واجهه المسلمون من قريش قرر الرسول الهجرة للمدينة فهاجر وبقي صهيب في مكة وعندما قرر الهجرة منعه أهل مكة وصناديد قريش لكنه

أعلنها عالية صريحة مدوية في آذان المشركين وقد ظنوا أن المال هو كل شيء في الحياة فمنعوه من الهجرة والسفر إلى الله وأغلقوا في وجهه أبواب الصحبة لخير البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: أتيتنا صعلوكاً فقيراً فكثر مالك عندنا وبلغت ما بلغت بيننا والآن تنطلق بنفسك ومالك

لكن صهيبا يبيع ماله لله يفتدي بذلك دينه ونفسه ولو اقتضى الأمر أن يبيع النفس هي الأخرى فداء لعقيدته وإسلامه لفعل راضياً مطمئناً وها هو يقول للمشركين: أرأيتم إن تركت لكم مالي أتخلون سبيلي؟ قالوا: نعم فدلهم على موضع ماله في بيته في مكة فمضوا إليه وأخذوه منه ثم أطلقوا سراحه

إن ذلك موقف عظيم وصاحبه يملك نفس سخية إيمانها قوي وعقيدته ثابتة
قد يخطئ البعض حين يظن أن ذلك خسران وضياع للمال فهذا هو الفوز بعينه

ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لصهيب: ربح البيع أبا يحيى.. ربح البيع


\
/
\
/
\
/
\



وأنت؟ و أنتِ؟ .. هل جددتم ذكرى مواقف الأبطال التي صنعها الإسلام في نفوسهم .. هل جددتموها في نفوسكم وأصلحتم بها قلوبكم؟

هل وعيتم الدرس فهجرتم السوء وقاطعتم الشر والمنكر

هل انتهزتم الفرصة فوصلتم في أنفسكم ما انقطع من حبال القرب مع ربكم وعقدتم مع قلبكم عقد صلح خالص

بعد جلسة محاسبة شديدة وجديدة؟

هل استطعتم أن تحرزوا الهدف من جديد ؟

[!.همسة العسكرٍي.!]

كلام جميــل وجزيت خيرآ على الطرح المميــز $222

[هاجرت من دنياكم]

( 3\3 )

لنا في كريس غاردنر عظة وفائدة فهو رجل أمريكي من أصل أفريقي قوي ضعيف لديه إصرار غريب ويكفي انه موهوب ( حريف ) في التعامل مع المرمى الدنيوية فهو يسدد الكرة وتخرج خارج الملعب ومن ثم يسدد ويصدها الدفاع وتعود له من جديد وهذا الفعل صعب إلا على الأقوياء الضعفاء من البشر

كريس ليس لاعب كرة قدم بل هو رجل عقار كان ممن شردوا في هذه الحياة ليس ذلك فحسب بل كان لقيطا وقد تبناه رجل فقير متسلط جرعه ويلات الضرب والعذاب فلقد كان كريس ابنه بالتبني رغم أن كريس كان أحوج ما يكون ليد حنونة دافئة تداويه من آلام الدنيا التي لم يسلم منها احد ما ..

تزوج كريس لكن زوجته هجرته بسبب فقره وتركت لديه طفلهم الصغير ورغم فقر كريس إلا انه متعلق بطفله الصغير وبرسم مستقبل زاهر له .. تنقل كريس مع ابنه من مأوى إلى مأوى لدرجة انه استخدم دورة المياه العامة مكان للمبيت

كان كريس يسعى لهدف واحد وهو ان يبقى وأن يحقق أهدافه وأن يضمن لهذا الطفل حياة سعيدة

بالطبع كان يضع هدفا أمام عينيه وهدفه الذي تعلمه من والده بالتبني هو ان لا يصبح مثله ..

ولهذا استمد القوة وجعل جل عمره من أجل ابنه ومن اجل أن يزرع السعادة له

بل عندما حقق أهدافه ووصل للحياة التي يرغب بها لم يجعل حمايته وحبه فقط لابنه بل امتد هذا لكل من يكون في دائرة كريس ومجتمعه

فهو سدد الكرة في المرمى مرات ومرات وحاول أن يراوغ مرات ومرات وكم مرة تلقف الكرة مرات ومرات وصار اليوم مليونيرا صنع منه التشرد نموذجا إنسانيا للصبر وللمثابرة وصناعة القرار في التغيير فما أحوجنا للحوار حول هذا التحول من متشرد لرجل كثير يتمنون لقائه والتحدث معه

كريس نموذج يحمل في داخله الكثير من المحبة والإصلاح في مجتمعه
هنالك الكثير ممن يتحلون بمثل ما يتحلى به كريس من أخلاق وصفات

لكن الأهم من كل هذا

أن يكون فينا ومن بيننا ومن حولنا من يفهم ويعي كيف يتعامل مع المرمى








الحياة كالمرمى .. المهمة شاقة لان ما في الملعب وحتى تصل للمرمى ليس باليسير بل يحتاج الكثير ولا ننسى ان هنالك فريق معنا وضدنا فلا تتوقعوا ان يكونوا ايجابيين معنا دوما فلا بد من حلول وأفكار وطرق وأساليب لمن يعاني الآن ككريس ويريد ان يقفز للحياة من جديد

وهنالك من هو عاجز وخائف من التجربة ويظننا نتحدث عن الأساطير

بل نحن في واقع يتطلب أن يكون هنالك من يرفض البقاء دون تغيير لحياته

لكن من هم الذين يسلكون هذا الطريق
وكيف يسلكونه
وما المطلوب من المجتمع ومنهم كي يسلكون طريق التغيير