إن من بالغ حكمة الباري تعالى ان فاوت بين عباده وجعلهم على مراتب متفاوتة يقول تعالى: (ورفع بعضكم فوق بعض درجات..) وقال تعالى (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق..) والحكمة هي الابتلاء كلاً بحسه (ليبلوكم فيما ءاتاكم..) اذا ينبغي ان لا يحمل هذا التفاوت على تكبر وعلو او لا على حسد ونقمة، كذلك ينبغي عدم المنازعة بين الفريقين كما قال تعالى (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض..) وذلك ان ام سلمة رضي الله عنها قالت يا رسول الله (يغزو الرجال ولا نغزو ولنا نصف الميراث..) فنزلت، ويدخل في عموم الآية تمنى الرجل مثل ما عند الاخر، كأن يقول: ليت عندي مثل مال فلان واهله فنهى الله عن ذلك وامر ان يسأل الله تعالى من فضله، اذا يظهر عظم خطأ منازعة النساء الرجال في بعض خصوصياتهم فهذا يؤل الى الاعتراض على الحكمة الربانية، وانت تلحظ ان النساء في الزمن الاول تمنين الجهاد رغبة في الاجر والثواب، اما في هذه الازمنة فإن من النساء من تزاحم الرجال فيما يخصهم رغبة في الظهور والشهرة، والمساواة معهم كما ينادي به اعداء الاسلام، واقول هذه حكمة الحكيم الخبير ان خص كلا من الجنسين بما يناسب فطرته وتكوينه، قال تعالى: (وللرجال عليهم درجة) اي في الخلق والخلق، وبالعقل والقوة والجهاد والقيام بالعديد من المصالح، قالوا: ولو لم يكن من فضيلة للرجال على النساء الا كونهن خلقن من الرجال لكفى ذلك لرفعة درجة الرجال على النساء، وقد ثبت ان حواء خلقت من آدم، وعن ابن عباس: خلقت المرأة من الرجل فجعلت نهمتها فيه وخلق الرجل من الارض فجعلت نهمته فيها..، ففي حكم الله لا يستوي الرجال الذين جعلهم قوامين على النساء لا يستون مع النساء اللاتي وصفهن الله بأنهن تحت الرجال (كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما) لكنك مع ذلك تفاجأ بمن ميزه الله بالرجولة فأبى الا ان يغازل طبع النساء، ويهوى حركاتهن، متجاهلاً الوعيد المرتب على تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال ففي الصحيح (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل) قال الطبري رحمه الله معناه: منع تشبه الرجال بالنساء في اللباس والزينة التي تخص النساء وكذا في الكلام والمشي، انك لتعجب من بعض شبابنا الذين اراد الله لهم الرفعة وعلو المكانة فأبوا الا النزول الى الحضيض، ان ما نرى عليه بعض شبابنا هداهم الله من ميوعة ولين في القول وتكسر واطالة للشعر بل ربما تسريحه كهيئة شعور النساء فهذا ورود الى هيئة منكرة لا تليق، ولاشك ايضاً ان ما يقع من بعض الرجال ايضاً من المبالغة في التجمل فهذا يخشى ان يدخل في التشبه المتوعد على فعله، فعنه صلى الله عليه وسلم (اشتد غضب الله على قوم رغبوا عن خلق الله وتشبهوا بالنساء) ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم امر من لم ينبت له شعر ان يخرج من مجلسه وكذلك فعل صلحاء الامة خوفا من الفتنة، فهذه دعوة للرجل ان يتصف بصفات الرجولة وان يبتعد عن صفات الميوعة لأنها لا تناسبه، ايها الشباب ان الله تعالى جعل لكم تميزاً ودعاكم الى الرجولة والى مابه ظهور شخصيتكم فكيف ترضون لانفسكم الا مشابهة النساء اللاتي يناسب تكوينهن التجمل والتكسر والغنج ليرغبن فيخطبن او ليقصرن اعين ازواجهن عليهن، انه بالامس كان لبس الضيق والشفاف وابراز محاسن الجسد انما يخص ذلك النساء اما اليوم وللأسف فقد ظهرت (اسبورات) شبابية وبنطال (جنز) شبابي وربما مرطب وبعده روج خفيف والله يستر ناهيك عن كشف الصدر واطالة الظفر، لا يزال الامر في تطور، ان من اسباب ذلك ولاشك ادمان مشاهدة القنوات الفضائية الاباحية بدون مراقبة او محاسبة وفقدان الوازع والتوجيه الديني هذا اذا لم توضع العراقيل امام الدعاة واتهام نياتهم، ناهيك عن الفراغ وما ادراك ما الفراغ انه قاتل مهذب اننا بأمس الحاجة الى تبني مشروع وطني لاصلاح الشباب وتوجيههم الوجهة الصحيحة ينال اهتمام رجال الفكر والاعلام والثقافة حتى تقفل سبل الانحراف والضيعة اما الشباب وهذه ممكن باذن الله اذا تضافرت الجهود، لأن البديل و فقدان دعامة مهمة من دعائم المجتمع وهم الشباب، فهل نقدر للأمر قدره، ارجو ذلك.