مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 7

الموضوع: مصعب بن عمير أول سفراء النبي

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Love مصعب بن عمير أول سفراء النبي

    كان الإسلام ينساب رقيقا متدفقا في قلوب وعقول من صفت فطرهم وسمت نفوسهم وشفت أرواحهم من أهل مكة رجالا ونساء، شيبا وشبانا وأطفالا، وكان هؤلاء جميعا يلتفون حول النبي صلى الله عليه وسلم ويتطلعون اليه كل وجداناتهم وجوارحهم، ويهجرون ما كانوا فيه من عز ونعيم وجاه وسلطان ويقبلون شظف العيش والمعاناة.

    ولم يكن امام قوى الشرك والكفر في مكة من وسيلة لمحاولة منع هذا التيار الدافق المتواصل سوى مباشرة أبشع أنواع البطش والإيذاء البدني والنفسي والمادي، وكانوا كلما ازداد عدد المسلمين أوغلوا وبالغوا في إيذائهم والتنكيل بهم، وكان ثمة آباء يتجردون من أبوتهم ويعذبون أبناءهم، وأمهات يتخلين عن مشاعر الامومة الرقيقة وعواطفها الدافقة ويعذبن أبناءهن، لكن كل هذا التعذيب والإيذاء لم يزد المؤمنين إلا تمسكا بما آمنوا به والتفافا حول النبي صلى الله عليه وسلم.

    ومن هؤلاء المؤمنين شاب كان من اكثر شباب مكة وسامة وجمالا وبهاء وأذكاهم عطرا وأرقهم ملبسا، وكان حديث مجالس نساء مكة، وسبب غيرة كثير من رجالها، وكان يعيش حياة بالغة الهناء والسعادة، ويرفل في ملك النعيم في كنف امه التي جمعت بين الثراء الفاحش والنفوذ القاهر والسطوة البالغة، لكنه ما ان سمع بدعوة الإسلام حتى أقبل عليها بعقله وقلبه دون تردد، ودعا امه الى الإيمان بها، غير ان قسوة قلبها وغلظة طبعها حالا بينها وبين الخروج من الظلمات الى النور، وبدلا من ان تتبع ابنها في طريق النور أوغلت في درب الظلام والظلم فحبسته ومنعت عنه المال، فترك ذلك كله طائعا مختارا وراضيا مرضيا، وصار داعيا من دعاة الدين الحنيف وبطلا من أبطاله ثم أخيرا شهيدا من شهدائه الموعودين بالجنة.

    من الظلمات إلى النور

    إنه مصعب بن عمير، أو مصعب الخير، أو المقرئ، أول مبعوث لرسول صلى الله عليه وسلم، ذلك الشاب المكي الذي كان يعيش هانئاً سعيدا في كنف أمه خناس بن مالك التي كانت ذات ثروة هائلة وبأس شديد، وكانت حسبما بصفها المؤرخون وكتاب السير “تُهاب إلى حد الرهبة” ولم يكن مصعب حين أسلم يحاذر أو يخاف على ظهر الارض قوة سوى أمه، وكان مجرد التفكير في إغضابها مهما كان السبب هو آخر ما يمكن ان يجول في خاطره.

    لكن الله غالب على أمره، فقد كان مصعب مع كل ما يتمتع به من صفات الجمال وما يعيش فيه من ترف ونعيم يجمع بين رهافة الحس ورجاحة العقل وقوة الشكيمة، وكان به توق للسمو، ولذلك فعندما ترددت في مكة أخبار الدين الجديد الذي جاء به محمد واللقاءات التي يعقدها مع اصحابه في دار الأرقم بن ابي الأرقم على جبل الصفا، تاقت نفسه للقاء الصادق الأمين والتعرف إلى هذه الدعوة الجديدة.

    مضى مصعب تسبقه أشواقه النبيلة ويقود خطاه الحافز السامي حتى وصل الى دار الأرقم بن أبي الأرقم حيث جلس بين يدي نبي الهدى والرحمة ورسول السلام والمحبة، حيث نطق بالشهادتين وحيث صفا قلبه وحيث وضع الرسول صلى الله عليه وسلم يده الشريفة على صدره ليبعث الطمأنينة في قلبه ويزيل كل آثار القلق والاضطراب، وخرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشعر بأنه قد ولد من جديد وفكر، وهو في قمة الفرح بالانتقال من الظلام الى النور، أن يذهب الى أمه ليزف لها الخبر السعيد ولكنه آثر التريث قليلا حتى يتثبت من موقف أمه ويختار الوقت المناسب لإبلاغها ودعوتها الى طريق النور.

    غير ان عثمان بن طلحة، وهو أحد كفار مكة، رآه يدلف إلى دار الأرقم بن ابي الأرقم ثم رآه يصلي صلاة الإسلام، فبادر من فوره يشي به الى أمه التي استشاطت غضبا وواجهته بما سمعته فلم ينكر بل قابلها بثبات قلب وسكينة نفس.

    ليس هذا فحسب بل دعاها لكي تنضم الى قافلة المؤمنين، لكن القلب القاسي والنفس الأمارة بالسوء والفطرة السيئة حالت دون ان تستجيب الأم لداعي الإيمان وبدلا من ان تؤمن عاقبت ابنها بحبسه في ركن قصي من أركان بيتها وعينت عليه حارسا يتابعه كظله ويحول دون مغادرته.

    ولكن مع تزايد الأذى والتعذيب اللذين تعرض لهما المسلمون أذن النبي صلى الله عليه وسلم لعدد منهم بالهجرة إلى الحبشة، فتحين مصعب فرصة تمكن فيها من اجتياز الحراسة وهاجر مع جعفر بن أبي طالب وزوجه ومجموعة من المسلمين الى الحبشة، حيث حاول كفار مكة استعادتهم فأرسلوا خلفهم عمرو بن العاص الذي حاول إقناع النجاشي بإعادتهم، لكن المناظرة الفكرية التي دارت بين جعفر وعمرو كانت فاصلة في دحض حجج الكفار وبقاء المهاجرين في جوار النجاشي.

    العودة من الغربة

    وأشاعت قريش وأنصارها من كفار مكة انهم قد دخلوا في الإسلام،ووصل هذا الخبر أو هذه الشائعة إلى الحبشة، فعاد المسلمون ليواصل الكفار تعذيبهم لهم، ويتعرض مصعب من جديد للهجر والعقاب من أمه التي حرمته من الثروة والنعيم الذي كان يرفل فيه، ولكنه استعاض عن هذا النعيم المادي بنعيم الروح، وقد مر مصعب بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين نفر من أصحابه فتأمله النبي بابتسامة حب ورضا وقال: “لقد رأيت مصعبا هذا وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه، ثم ترك هذا كله حبا لله ورسوله”.

    وإذا كان إسلام مصعب نقلة فارقة في حياته، ثم كانت هجرته إلى الحبشة نقلة أخرى، فقد جاءت نقلة أكبر وبخطوة أوسع، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم على الرغم مما يتعرض له من أذى كفار مكة لا يكف عن عرض دينه على العرب في كل وقت وخاصة في موسم الحج، وفي بيعة العقبة بايع الرسول عليه الصلاة والسلام اثنا عشر رجلا وامرأة من أهل يثرب وصار هؤلاء الرهط هم البذرة الأولى للإسلام في المدينة، ورغب النبي صلى الله عليه وسلم في رعاية هذه البذرة وتنميتها بإرسال مبعوث الى المدينة يدعو الناس فيها للإسلام ويعلمهم مبادئه وأركانه وقرر النبي إيفاد مصعب بن عمير.

    الداعية الأنموذج

    حل مصعب في المدينة ولم يكن بها من المسلمين سوى هذا الرهط المكون من اثني عشر شخصا، وهناك نزل في ضيافة أسعد بن زرارة، وكانا يتجولان في الأسواق ويغشيان المجالس يعرضان الدين الجديد على الناس، وكان مصعب يجلس بينهم يقرأ القرآن ويشرح مبادئ الدين، وبدأ نفر من أهل المدينة ترق قلوبهم لهذه الدعوة فاستثار ذلك بعض كفار المدينة الذين استنفروا عليه أسيد بن حضير سيد بني عبد الأشهل الذي حمل سلاحه وذهب الى أحد مجالس مصعب وهو متأبط شراً.

    وما أن رآه المسلمون الجالسون مع مصعب حتى انتابهم الجزع ولكن مصعبا لم يهتز له طرف وبقي ثابتا في مكانه، فبادره أسيد بن حضير قائلاً: ما جاء بكما إلى حينا تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة.

    بادره مصعب بكل ثقة وطمأنينة نفس قائلا: أولا تجلس فتستمع؟ فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره.

    تأمل أسيد هذا الكلام، وكان راجح العقل حكيم الرأي، فرأى ان هذا هو عين العقل والعدل، فقال له: أنصفت، وألقى حربته وجلس يستمع، وانسابت الكلمات من قلب مصعب وفمه لتصل بكل يسر الى قلب أسيد الذي ما كاد مصعب ينتهي من حديثه حتى قال له: ما أحسن هذا القول وأصدقه، وما هي إلا محطات حتى كان أسيد ينطق الشهادتين ويتطهر من الأدران المادية والعقلية معا.

    وكان إسلام أسيد بن حضير مفتاح انتشار الإسلام في المدينة، فقد جاء سعد بن معاذ ومن بعده سعد بن عبادة الى مصعب فاستمعا منه ونطقا بشهادة التوحيد وتبعهم جمع غفير من أهل المدينة، ومن ثم ففي موسم الحج التالي كان وفد المدينة لمبايعة الرسول مكونا من سبعين مؤمنا ومؤمنة، وقد سجل القرآن الكريم هذه المبايعة التاريخية في قول الله عز وجل “إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً” (الفتح: 10).

    وتمضي بضعة أعوام ويتلقى النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالهجرة الى المدينة ويستقر مصعب في كنف النبي يتعلم منه وينقل ما يعلمه للمسلمين، ولا تهدأ ثائرة مشركي مكة وتستمر محاولاتهم لإطفاء نور الله، ولكن الله متم نوره بحوله وقوته.

    وتأتي غزوة بدر الكبرى لتكون إعلانا عن ميلاد قوة الدولة الإسلامية واشتداد ساعدها رغم قلة عددها وعدتها وعتادها، ويبلي المسلمون بلاء حسنا ويدعو النبي يطلب المدد من الله ويأتي الملائكة بالمدد، وينتصر المسلمون نصرا مؤزرا، وفي هذه الغزوة كان مصعب يحمل اللواء ويقاتل كأشد ما يقاتل الصناديد المتمرسون.

    ويسعى كفار قريش لمحو عار هزيمتهم في بدر، فأعدوا العدة لمعركة ظنوا أنها تكون فاصلة للقضاء على محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه ودعوته، فجندوا جندهم وحملوا أسلحتهم وأمتعتهم واصطحبوا معهم نساءهم يشجعنهم، ويحلن دون فرار من قد يرغب في الفرار منهم، وفي أحد كانت المواجهة الشرسة.

    ويضع النبي صلى الله عليه وسلم خطة محكمة للنصر في المعركة على الرغم من ان الموازين المادية للمعركة كانت ترجح كفة المشركين، غير ان الإيمان والالتزام ونصر الله عز وجل كانت كفيلة بترجيح كفة المسلمين فقد كان عدد المسلمين ألفا مقابل ثلاثة آلاف من جنود الكفر، وكان مع المشركين مائتا فرس، ودان النصر في البداية للمسلمين، فاغتروا بهذا النصر وخالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمل عليهم المشركون وفرقوا شملهم ووصلوا إلى النبي الكريم، وكان مصعب بن عمير يحمل لواء النبي وكان من القلة القليلة التي بقيت ملتفة حول النبي الكريم تفديه بأرواحها وأجسادها، وكان أشبه بجيش وحده وقد واجه ابن قميئة وهو فارس وقيل إنه أبي بن خلف فكان يضرب بيد ويحمل اللواء بيد فضربه ابن قميئة على يده اليمنى فقطعها فقال مصعب: “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ” (آل عمران: 144) وحمل اللواء بيده اليسرى فضربه عليها ابن قميئة فقطعها فحمل مصعب اللواء بساعديه وهو يردد: “وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل”، فطعنه بالرمح فسقط مصعب بعد حياة حافلة بالعبادة والدعوة والجهاد في سبيل الله.

    المشهد الحزين

    انقشع غبار معركة أحد، ولم يصل المشركون إلى مرادهم من قتل النبي صلى الله عليه وسلم، ووأد الإسلام، ومضى النبي عليه الصلاة والسلام يتفقد الشهداء رضوان الله عليهم، وعندما وصل إلى جثمان مصعب ووجهه في التراب وكأنه لا يرغب في أن يرى النهاية الحزينة لغزوة أحد، بكاه الرسول صلى الله عليه وسلم، ويصف خباب بن الأرت هذا المشهد الختامي الحزين بقوله: “هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله فوجب أجرنا على الله، فمنا من مضى ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا بردة خشنة فكنا إذا وضعناها على رأسه تعرت رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه برز رأسه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من نبات الأذخر”، ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: “لقد رأيتك بمكة وما بها أرق حلة ولا أحسن لمة منك، ثم هنا أنت ذا شعث الرأس في بردة”.

    ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا شهداء أحد (70 شهيدا أو 15 شهيدا على خلاف في ذلك): “إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة”.

    وأقبل النبي على أصحابه قائلا: “أيها الناس زوروهم وأتوهم وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام”.

    وهكذا كانت غزوة أحد صفحة مؤلمة في تاريخ الدعوة الإسلامية، لكنها كانت صفحة حافلة بالدروس والعبر، وقد سجلت فيها أسماء الشهداء بأحرف من نور. رضي الله عنهم جميعا.

  2. #2
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    قلب العنووود....
    المشاركات
    181
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    الله يعطيك العافيه اخوي على هالسيره الشيقه والرائعه لأبطال لن ننساهم ماحيينا سطرو بدماءهم وأرواحهم وضحوا بأنفسهم لأعلاء كلمة الحق والشهاده الله اكبر جمعنا الله واياكم بجنة الخلد اللهم امين..مشكوووور.

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    اللهم آميــــــــن

    سعود الدوسري

    بارك الله فيك أخوي العزيز

    وأسعدك بالدارين ..

    أشكرك كل الشكر على

    التواصل الطيب والمميز .

    دمت بحفظ لله

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    ][ Al-яiyadħ ][
    المشاركات
    4,159
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    [align=center]الله يعطيك العافيه اخوي

    وبارك الله فيك[/align]

  5. #5
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    أرو

    بارك الله فيك أختي الطيبة

    وأسعدك بالدارين ..

    أشكرك كل الشكر على

    التواصل الطيب والمميز .

    دمتي بحفظ لله

المواضيع المتشابهه

  1. لاعبو فرنسا سفراء الإسلام في (اليورو
    بواسطة ابعـاد الجفـا في المنتدى الرياضة
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 14-06-2008, 02:35 AM
  2. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19-04-2007, 01:13 AM
  3. خدمة دليل صفحات صفراء متنقل عبر الجوال
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-08-2006, 12:26 AM
  4. راقــــصــــــيــــنـــــي ..... لـ زبن بن عمير
    بواسطة رمــاد انــسـ 1 1 1 ن في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 26-06-2006, 07:59 AM
  5. عبدالرحمن بن عمير بن حميد (العـ ابن ـز )
    بواسطة عبدالرحمن بن عمير بن حميد في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-01-2006, 09:16 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •