تعلمي كيف تحبين عملك
تستطيعين التغلب على مشكلات العمل الشائعة وخفض التوتر بشكل كبير، فالامر اسهل مما تظنين. لكن ليس من الحكمة او من العملية دائما ترك العمل حتى لو كان مجهدا. فإيجاد منصب جديد امر صعب. كما اننا لا نستطيع ان نضمن الا نقع في الموقف الصعب نفسه. يقول غالافر هتلي استاذ حلقات البحث في لوس انجلوس والمؤلف المساعد لكتاب 'ماذا يمكن ان يفعل بوذا في العمل؟' 'لا يوجد شيء يسمى السعادة القصوى في العمل، ما لم تخلقيه بنفسك'.
قمنا بتحديد ستة من عوامل الضغط في العمل وطلبنا من اخصائيين اعطاءنا بعض المعلومات للتغلب عليها، لذا يمكنك الانتقال من كره العمل الى حبه.
عامل الضغط :1 لديك الكثير من العمل
تقول جولي مونجينستيرن مؤلفة كتاب 'ادارة الوقت من الداخل الى الخارج' 'الحقيقة ان كل شخص لديه الكثير من الاعمال التي يقوم بها'. غير ان المهمات الصعبة تساعدنا في تعلم مهارات الحياة: كيفية التخلي عن الامور الثانوية. تخلصي من اعباء العمل من خلال هذه المقترحات.
ضعي أولويات العمل:
وفقا لواحدة من قوانين الاقتصاد الاساسية التي وضعها عالم الاقتصاد فيلفريدو باريتو من اكثر من 100 عام، فان انجاز 80% من النتائج يتطلب 20% من الجهد. في عبارة اخرى، ليست المسألة انه ليس لديك الوقت لانجاز اعمالك، انما هي انك تمضين الكثير من الوقت ـ والجهد ـ لانجاز مهمات ثانوية. انجزي الاعمال الاقل اهمية بسرعة او اذا كان من الممكن اعطاؤها لشخص اخر، كما يقول ألكس هيام مستشار الاعمال ومؤلف كتاب 'جعل الحصان يشرب'. واذا لم تستطيعي ترتيب المهمات اطلبي المساعدة من مديرك.
نظمي العمل:
ضعي روتينا لتنفيذ الاعمال الاقل اهمية بسرعة، وبذلك يتوافر لديك وقت اطول للقيام بالاعمال المهمة. على سبيل المثال، ضعي قاعدة تقول انك ستهتمين باي ورقة واردة فقط: بان تقومي بوضعها في ملف او رميها او العمل عليها، بدلا من وضعها مع كومة الاوراق او داخل الصناديق الموجودة على مكتبك. تصفحي بريدك الالكتروني في وقت محدد (كل ساعتين مثلا) تقول مونجينستيرن: 'وضع روتين للعمل يجنبك تكدس المهمات ويوفر لك الوقت لانك تعرفين تماما مهمتك التالية'.
حددي ساعة ذروة الطاقة لديك:
تقول مونجينستيرن: 'افضل وقت لان يقوم المدراء بالاعمال الحاسمة هي عندما تكون طاقتهم في ذروتها'. يعمل بعض الناس بشكل افضل في الصباح، فإذا كنت من هذه الفئة حاولي انجاز اصعب المهمات وفقا لذلك. وعندما يكون لديك الكثير من الاعمال حاولي الحضور الى العمل قبل زملائك. بهذه الطريقة تكونين قد انجزت العمل قبل ان تنشغلي بجداول اعمال الاخرين. اما اذا كنت تنشطين في فترة ما بعد الظهيرة، فقومي بالاعمال البسيطة في الصباح. واذا ما وجدت ان لديك الكثير من الاعمال اخبري مديرك. تشير مونجينستيرن الى ان المدراء لا يعون احيانا انهم اعطوا موظفيهم اعباء كثيرة لانهم هم انفسهم غارقون في العمل.
عامل الضغط 2: أنت مرهقة تماما
عندما تفقدين المرح او تشعرين بالملل من العمل وتجدين صعوبة في النهوض من الفراش باكرا، فانت تعانين من الارهاق. استعيدي نشاطك بالاستفادة من هذه الافكار.
أعيدي التفكير في عملك:
يقترح هوب دلوغوزيما مستشار المهن او الاجازات ومؤلف كتاب 'اجازة لمدة ستة اشهر' التفكير في طريق تعيد الحماسة للعمل. ويضيف قائلا: على سبيل المثال، هل يمكنك المساعدة في توظيف العملاء او مراقبة المتدربين الجدد؟ اسألي رئيسك عما هو مناسبك. واذا كان لديك طموح في التقدم في الشركة التي تعملين فيها فيجب ان تعرفي ان زيادة المسؤوليات يمكن ان تساعد في اتاحة الفرصة.
اعتني بنفسك جيدا:
ان الاشخاص المرهقين بسبب العمل غالبا ما يهملون انفسهم، تقول سوزان فريدريك مؤسسة 'برليانت ورك' لاستشارات العمل في بولدر، كولومبيا، على سبيل المثال، ربما تتناولين بسبب العجلة طعاما سكريا او معالجا وتشربين الكثير من القهوة، الامر الذي يؤدي الى اضعاف المناعة والطاقة، او ربما تتخلين عن التمارين الرياضية. وعلى الرغم من ان الاعتناء بصحتك بالتأكيد لن يغير من طبيعة عملك، فإن ذلك سيمنحك الحيوية والجاهزية للعمل. قللي من تناول الاطعمة غير الصحية وشرب القهوة، وتناولي المزيد من الفواكه والخضار والحبوب الكاملة التي تقوي المناعة وتزيد الطاقة. تمرني اثناء الدوام لان ذلك يرفع من مستويات الطاقة والحالة النفسية، او مارسي المشي السريع لمدة 15 دقيقة جيئة وذهابا او اشتركي في صف رياضي اثناء فترة الغداء او بعد العمل مباشرة. واذا كانت سياسة الشركة تسمح، مارسي هوايتك اثناء فترة الغداء. فذلك يحد من رتابة العمل ويبقيك نشطة كل اليوم.
غيري روتين العمل:
يمكن احيانا لبعض التغييرات الصغيرة في عادات العمل ان تمنحك النشاط على سبيل المثال، اذا كنت عادة تبدئين يومك بالاعمال المكتبية، قومي باجراء الاتصالات المهمة او التحقق من بريدك الالكتروني عوضا عن ذلك.
عامل الضغط 3: لا تقدرين
اذا لم تتلقي التقدير الكافي في العمل فانت لست الوحيدة فالمديرون عادة ما يكونون تحت ضغط كبير، إلى درجة انهم ينسون تقدير موظفيهم او انه لا يخطر على بالهم اطلاقا. اليك بعض الطرق لتذكيرهم بلطف.
اطلبي تعليقا:
دعي رئيسك يعرف وبلطف انك تقدرين سماع رأيه في العمل الذي تقومين به. على سبيل المثال، اطلبي 5 دقائق من رئيسك لسماع رايه في مشروع ناجح قمت به أخيرا، سائلة اياه: 'هل كان التقرير جيدا؟' او 'هل استطاع فريقنا حل المشكلة بشكل جيد؟' توقعي بعض النقد، لان مهمة المدير تقتضي مساعدتك لتطوير العمل، ايضا قد يتطلب المدير احيانا بعض الوقت للرد عليك، فقد يكون بحاجة الى تحليل سؤالك والبحث عن الاجابة قبل ان يخبرك برأيه.
أعطهم مثالا:
دعي رئيسك او زملاءك يعرفون نوع التقدير الذي تحبينه، على سبيل المثال، يمكن ان تقولي لرئيسك: 'اقدر حقيقة ما قمت به من ابداء الاعجاب في كذا وكذا. فقد جعلني هذا أشعر بتحسن أكبر'.
أثني على نفسك:
ضعي قائمة باخر خمس انجازات. عودي الى القائمة بين الفينة والاخرى واشعري بالرضا عما قمت به. اذا لم تستطيعي التفكير باي انجازات، دوني ثلاث مهمات تظنين انك ستتفوقين فيها واعرضيها على رئيسك او اتفقي مع احد زملائك لتقييم اعمال بعضكما البعض. ضعا الاهداف وناقشا تقدم العمل بانتظام، وهنئا نفسيكما عند اتمام المهمة.
عامل الضغط :4 رئيسك مرعب
هناك عدة انواع للرؤساء السيئين، فهم يتدرجون من الطاغية الى الضعيف، ومن الدقيق جدا الى المتغيب، فاذا كانت رئيستك عادة معتدلة لكنها تتصرف بغرابة مؤخرا (سواء بسبب ظروف شخصية او مهنية)، يمكنك تغيير سلوكها، كما تقول الدكتورة مارلين بودر يورك المتخصصة في الضغط في مكان العمل. اما اذا كانت رئيستك عدائية بشكل دائم، فعليك التكيف معها.
علمي رئيستك:
يمكنك احيانا اقتراح طرق بديلة للادارة على رئيستك بأسلوب دبلوماسي، على سبيل المثال، لنقل ان رئيستك الدقيقة جدا تصر على رؤية تقارير سير العمل يوميا. اقترحي بديلا يتناسب مع اسلوبك في العالم، بأن تسلميها تقريرين فقط في الاسبوع: تقرير يحدد الاهداف يوم السبت وتقرير يلخص العمل يوم الاربعاء. ويقول الدكتور روبرت ايشتاين الاستاذ في جامعة كاليفورنيا للطب النفسي في سان دييغو ومؤلف كتاب 'الادارة المحفزة': عليك في احيان اخرى توضيح الامور لرئيستك، على سبيل المثال، اشرحي لها قائلة 'من الصعب علي ان اقول لك هذا، لكني غير سعيدة بالطريقة التي أعمل بها'.
تواصلي:
اذا كانت هناك مسائل اخرى، مثل الشخصية او السلوك، تسبب تصادما مع رئيستك، اخبريها عن ماهية شعورك، ولكن عوضا عن انتقادها، ركزي على انها لا تلبي متطلباتك، على سبيل المثال، قولي: 'انا هنا لاقوم بالعمل على اكمل وجه، لكني بحاجة الى التوجيه'. اما اذا كان من الصعب لديك التقرب من رئيستك، فاطلبي النصيحة مع احد زملائك او من قسم الموارد البشرية. حتى ان بعض الاشخاص يلجأون الى جلسات عند الطبيب النفسي لبناء الشخصية.
قرري التأقلم:
اذا فشلت كل المحاولات التي ذكرت، تشجعي، ففي بعض الحالات، يمكن للرئيس السيىء ان يعلمك اكثر من الرئيس الجيد. يمكنك على سبيل المثال تعلم الاعتماد على النفس اكثر والجلد او ايجاد زملاء يلبون احتياجاتك، احدى طرق التأقلم بأن تنتظري حتى تهدأ رئيستك، على كل حال، اذا لم تخف عدوانية رئيستك او انها لم تغادر الشركة، واذا كان ذلك يؤثر في صحتك، اذهبي للتحدث إلى قسم الموارد البشرية او ابحثي عن مكان آخر.
عامل الضغط :5 الشركة تتغير
تقول فريدريك: يعد التغيير واحدا من اكثر الظروف تهديدا في مجال العمل، الا انه احيانا فرصة للتقدم في العمل.
تصرفي بطريقة مناسبة:
على الرغم من انك لا تستطيعين التحكم بالتغيير، الا انك تستطيعين تقرير كيفية التعامل معه. قولي في داخلك 'اليس هذا امرا ممتعا؟ أليس هذا امرا فظيعا؟' كما يقول فرانز متكالف، المؤلف المساعد في كتاب 'ماذا يمكن ان يفعل بوذا في العمل؟'. وعندما كانت هتلي تقوم باختيار موظفين لقسمها في مجلة 'لوس انجلوس تايمز' وانسحب افضل المتدربين لديها، شعرت بالاحباط لبرهة، ثم لاحظت قائلة: 'يا للروعة، الآن يمكنني توظيف شخص لتطوير العمل مثلما كنت ارغب دائما'.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)