قبل شوي كنت أقرأ كتاب الأغاني للأصفهاني وأنا بديت عليه هالشهر وناوي أخلصه الشهر الجاي ، وكنت أقرأ أخبار الوليد بن يزيد الخليفة الأموي وتهتكه وعربدته مع سرد لأخباره وأبياته المشهورة في الخمر والغزل بحبيبته سلمى . وقبله تكلم مؤلفه الأصفهاني عن بشار بن برد و و و و الكثير من الأخبار الماجنة والسخيفة بشكل عام وأنا للحين في المجلد السابع وباقي في نفس المجلد الكلام عن الحسين بن الضحاك وباقي مشوار طويل حوالي 18 مجلد ملىء بالسخافة والمجون والحكم الفائدة ..!

عموماً يقال بأنه لولا كتاب الأصفهاني الأغاني لذهب نصف أخبار وأيام العرب ، فهو يعتبر أهم دواوين العرب على الإطلاق وكذلك أضخمها وأكثرها فائدة ومتعة .
فأخبار العرب والمسلمين بشكل عام سخافة وقلة حيا وكلام وسخ وبذىء .. فلماذا تتحرجون منها الأن ؟

جلست أتصور لو قام أحد الأدباء في هذا العصر وكتب كتاب مثل الأغاني يجمع فيه أخبار المجتمع وأشعاره وقصصه وأخبار أدباءه مع بعض السواليف الماجنة اللي كل مجالسنا نتكلم فيه سواء بقلّة أو بكثرة ..!
ماذا سيطلق عليه ؟.
وهل سينشر أم سيحجب عن طريق وزارة اللاثقافة والإعلام ؟ وما موقف المطاوعة منه وأي صفة سيطلق عليه ( علماني ، ليبرالي ، زنديق ، ملحد ، كافر .. إلخ إلخ ) لكي يحارب هذا الأديب أو ذاك

طبعا كذلك يوجد كتاب يتيمة الدهر ، و العقد الفريد ، ورجوع الشيخ إلى صباه ، وعشرات العشرات من الكتب الأدبية وكذلك الدينية المليئة بالمجون وقلة الحيا .. سواء من شرب الخمر وكذلك الزنا وكذلك التهتك والزندقة
وكل هذه الكتب ذائع صيتها على مدار التاريخ ومشهورة بأنها من أجلّ الكتب ومسموحة بالسعودية وتباع في كل المكتبات . ولكن لو قام أحد الأدباء في هذا العصر بكتابة بعض ماكتب لأتهموا بمعاداة الدين واللبرلة والعلمانية ، هل كانوا أدباؤنا علمانيين وليبراليين ؟

عموماً سبب كتابتي لهذا الموضوع أني كنت أتصفح أحد المواقع ووجدت أحد المطاوعة يقول : ( ألا ترى العلماني إياد مدني العلماني الذي سمح بنشر كتب السحاق واللواط وشرب الخمر والجنس في معرض الكتاب وهل ترضى لبنتك أو أختك أو أمك تقرأ هذه الكتب )

ولا أخفيكم أني ضحكت كثيراً عندماً قرأت هذا الكلام الساذج وخوفه على خواته الزايد من العيب والظاهر شكله ماراح يزوج أخته أو بنته حتى زوجها مايسوي لها شيء من اللي يحذر عنها ..!
أستغرب من ينظر للمرأة بنظرة الخوف الزائد عن حدها وكأنها غافلة لا تدري ولا ترى ماهو حولها ، إن كان يخاف الرجل من أخته أو بنته من قصص السحاق والجنس ، فليجعلها لا تذهب إلى المدرسة أو الكلية والجامعة لأنها سترى الطوام وترى بعينها التطبيق لا القرأة النضرية فقط

مشكلتنا ياجماعة الخير هي مثاليتنا الزايدة
قبل شهر تناقشت مع واحد من أخوياي الملتزمين وجلس يحذرني من الكتب والروايات الجنسية وهو في نفس الجلسة جلس يقول لنا سواليف ونكت جنسية ..!

وأنا جلست في كل المجالس مع مختلف الشرائح الإجتماعية وفي كل مجلس نشوفهم يتعدون الخطوط الحمرا ويتكلمون في كلام يعتبر قليل حيا . وهذه هي طبيعة البشر فلماذا نحاول نصنع المثاليات الزائفة ..!

لا فرق بين الأدب العربي وبين الأدب الفرنسي أو الأدب الإمريكي .. جميعه يتكلم عن الجنس ويسهب في ذكره
إن كان الإمريكان يتكلمون عن الجنس من خلال رواياتهم ، فنحن نتكلم عن الجنس من خلال قصائدنا

وانظروا إلى قصائد ابن الرومي وأبي نواس والحسين الضحاك والوليد بن يزيد إلا مثال لصحة كلامي
أو يقرأ كتب الجاحظ والتوحيدي وغيرهم من الأدباء الكبار ليعرف ثقافتكم وأدبكم كيف كان يامن تنادون بها


عموماً اللي بقوله قبل ماتحاربون الكتب الأجنبية اللي في معرض الكتاب حاربوا الكتب العربية والأدبية وأمهات كتب الأدب واحرقوها حتى تنالوا مرادكم


...