الحياة هبة عظيمة من الله سبحانه وتعالي وهبها لعباده لتعمير الأرض وعبادة المولي عز وجل وهي أعز شيء في الكون منذ بدء الخليقة حينما خلق الله سيدنا آدم وبث فيه الروح.. وما نراه من تصارع وتصادم بين البشر ماهو الا تصارع علي الحياة القوي يطارد الضعيف ليظفر هو برهف الحياة.. حتي حين يصاب أحدنا بمرض ما حتي لو كان لفحة برد أو أنفلونزا ولا أقصد هنا أنفلونزا الطيور أعاذنا وأعاذكم الله من شرها وأبعدها عنا وعن طيورنا.. ولكني أقصد الأنفلونزا الناتجة عن لفحة البرد ما علينا..
حينما يشعر أحدنا حتي ولو بهبوط طفيف نسارع بأقصي ما نملك من سرعة الي أمهر الأطباء ونشتري أعلي الأدوية سعرا وفائدة وكل هذا للمحافظة علي الحياة لشعورنا بأنها أعز ما نملك ومن أجلها يهون كل شيء..
ولكن الآن يبدو أن الأمور تحولت والأحوال تبدلت. وأصبحت الحياة مدعاة للعب واللهو وهذا ضد الفطرة وضد العقل والمنطق والدين.. فمنذ تقدم البشرية وظهور التكنولوجيا والتي كما استفاد منها الانسان وأصبح ليس بامكانه الاستغناء عنها ولكن التكنولوجيا كما لها منافع فلها أيضا أضرار.
ومع هذا التقدم الرهيب أصبح الانسان وحياته هو أرخص ما علي الأرض.. فمن الممكن لشخص واحد يجلس علي كرسي أن يقوم بالضغط علي زر ما ليفني آلاف الأرواح من البشر بقنبلة أو صاروخ.
ونأتي لبيت القصيد.. ألا وهو جنون سرعة السيارات هذه الآفة التي تحصد مئات الأرواح البريئة بلا ذنب ولا جريرة.. هناك فئة غير مسئولة ومتهورة وتعتبر أن الحياة لعبة وتتمادي هذه الفئة باللهو بالحياة في غياب تام أو عدم فهم بأن هذه الحياة أمانة من الله سبحانه وتعالي في أعناق البشر جميعا.
وللأسف الشديد أن هؤلاء لا يلهون بحياتهم وحدهم بل يلهون بحياة غيرهم من البشر.. وغالبا ما تتحمل الأسرة وزر هذا اللهو.. لأن جنون السرعة والتسابق الذي يحدث علي الطرقات من شباب متهور وغير مسئول كثيرا ما يتسبب هذا الجنون في فقدان شخص أو اثنين أو أكثر وربما يكون هذا الشخص ربا لأسرة يترك من ورائه زوجة وأطفالا في عمر الزهور يفقدون أباهم ويحرمون من كلمة بابا للأبد بسبب تهور طائش أو ربما يكون أحد هؤلاء المصابين شاباً في ريعان شبابه ما يسبب ألماً وحزنا للأسرة بالكامل.
فيا شبابنا يامن تزهون بشبابكم تذكروا دائما بأن الحياة ليست لعبة وملهاة نعبث بها بل هي أمانة أستودعنا إياها المولي عز وجل.
مواقع النشر (المفضلة)