لكل مجتمع خصائص وصفات أفعال وأقوال يمتازون بها.. ولكل مجتمع أمانٍ وأحلام وأهداف وطموحات يسعون إلى تحقيقها.. وهذه هي الحياة.. هناك صراع بين البشر فقط من أجل السيطرة والاستعراض، من أجل التباهي والافتخار؛ لذلك في هذه الحياة بيدك أن تكون من الرجال العظماء وأيضاً بيدك أن تكون مهمشاً لا همّ لك إلا اللعب والمتعة، اللهو والمرح والذهاب إلى الأصدقاء الذين على الأغلب لن يتعاونوا معك في تحقيق أهدافك ولا في تحقيق أمانيك وأحلامك، وربما تجدهم يحاولون إحباطك وثنيك عما تصبو إليه.. يقفون أمامك محاولين نزع تلك العزيمة التي تملكها وذلك الإصرار الذي تتحلى به من أجل تحقيق كل ما تسعى إليه.. هكذا الدنيا.. جانب منها للخير وجانب منها للشر.. جانب مضيء كضوء الشمس وآخر مظلم كظلام الليل.

في زمننا هذا أعداء بأشكال متعددة وأساليب جديدة يتربصون بك حتى تحين لهم اللحظة المناسبة، فإذا غفلت عن أهدافك شجعوك وبثوا فيك روح الحماس، وإذا وضعت لنفسك أهدافاً مستقبليةً تسعى إلى تحقيقها يبذلون جهدهم ووقتهم ليحبطوك.. واعلمْ أن أسلوبهم من نوع مختلف أو بالأصح مغاير عن بقية الأساليب، لا يستخدم الإغراءات المادية ولا النصائح المعنوية ولا حتى يدعوك إلى اللهو والمرح أو يقنعوك بالسفر إلى أي مكان بالعالم.

هؤلاء الأعداء يستخدمون الإحباط بكل طرقه وأساليبه، فهم يحاولون إحباط الشخص الذي يملك العزيمة والإصرار على تحقيق أهدافه.. فمن أقوالهم على سبيل المثال: (لماذا العمل والنشاط؟ إنهم لا يعيرونك أي اهتمام لما تقوم به) ولديهم مثال شهير وهو: (ما عندك أحد) وقولهم أيضاً: (نحن نختلف عن الدول المتقدمة وسر تقدمهم أنهم يهتمون بكل شخص) وكأن الدول المتقدمة من كوكب ونحن من كوكب آخر، وكأن النصر الحقيقي ليس لك بل لأشخاص آخرين، وكأن أعمالنا غير محتسبة عند الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى:{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.

إن في هذه الدنيا غرائب، ولا أقصد هنا الغرائب التي خلقها الله سبحانه، فلا أحد ينكر أننا نستغرب من خلق الله سبحانه سواء أَكان في البر أو في البحر أو أكان في النجوم الكبيرة أو الكواكب الصغيرة أو حتى في الشمس وكيف تدور الكواكب حولها أو من الشمس وكيفية وصول حرارتها إلينا رغم أنها تبعد عن الأرض مسافة طويلة جدا.. إنَّ الغرائبَ التي أقصدها هي تلك الموجودة فيهم أو بالأصح موجودة بهؤلاء الذين يرددون تلك العبارات وكأنهم يعلمون الغيب.