الاستماع الى القرآن أثناء العمل.. لا يجوز
حذرت لجنة الفتوى بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية من الإعراض عن الاستماع للقرآن عند فتح المذياع او آلة التسجيل او الانشغال عنه بالحديث مع الاخرين، لان ذلك ينقص من قدره وسمو منزلته، والله اوجب على المؤمنين عند سماع القرآن، الانصات والاستماع اليه، وعدم التشاغل او الكلام، واكدت اللجنة على منع الاستماع للقرآن من المذياع او المسجل اثناء تأدية العمل، لان ذلك يشغل الموظف عن الواجب المناط به والعمل المكلف بأدائه اثناء الدوام، ويجب عليه ان يغلقه لئلا يكون مخالفا للامر الالهي في وجوب الانصات والاستماع.
ومنعت اللجنة من تشغيل تسجيل القرآن الكريم على جهاز البدالة الهاتفية اثناء العمل اليومي، لان هذا الاستخدام، استعمال للقرآن في غير ما انزل له، ولما في قطع الآيات من الاخلال بمعانيها. وفيما يلي نص السؤال الذي وجه الى اللجنة بهذا الخصوص واجابتها عنه:
يرجى الافادة عن مدى جواز الاستماع الى القرآن الكريم بواسطة الراديو او الكاسيت،.. او تشغيل القرآن على جهاز البدالة الهاتفية اثناء مزاولة العمل اليومي. وجزاكم الله خيرا.
وقد اجابت اللجنة بالتالي:
1ـ يجب على من يفتح المذياع او المسجل على قراءة القرآن ان يلقي اليه سمعه وينصت ولا يتكلم، لقوله تعالى: 'واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون' سورة الاعراف آية ،204 ولا يكفي سكوته مع انشغال فكره باي عمل اخر يشغل فكره، فإذا لم يمكنه الاستماع على الصفة المذكورة فعليه ان يقفل المذياع او المسجل عن قراءة القرآن لئلا يكون مخالفا للآية المذكورة، كما يجب ان يقفله عن قراءة القرآن اذا اشتغل بالتحدث مع المراجعين، كما انه لا يجوز له ان يستمع الى القرآن الكريم من المذياع او المسجل اثناء تأدية العمل، لئلا يشغله عما وجب عليه من عمل.
2ـ يجب تنزيه القرآن الكريم عن كل ما من شأنه ان ينقص من قدره وسمو منزلته، كالإعراض عن استماعه، او اتخاذه لغير ما انزل له، وعليه فلا يجوز استعمال تسجيل القرآن الكريم على الصورة الواردة في السؤال لما فيه من الاعراض عن الاستماع والانصات اليه، ولما في قطع الايات من اخلال بمعانيها لاحتمال الوقف في غير الموضع الصحيح مما يخل بالنظم والمعنى، والله تعالى اعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تحميل القرآن على جهاز الهاتف النقال
من ناحية أخرى اصدرت اللجنة فتوى حول تحميل القرآن الكريم على جهاز الهاتف النقال، وهل يطلب عند ذلك من حامل الجهاز ان يتصرف معه كأنه حامل للقرآن الكريم، من حيث الالزام بالطهارة، وهل يجوز وضعه في مكان لا يليق بالقرآن الكريم، وفيما يلي نص هذا السؤال الذي قدم للجنة وإجابتها عنه:
انتشر اخيرا وضع القرآن الكريم كاملا على الاجهزة النقالة العادية، وكما هو معلوم ان الاجهزة النقالة تحتوي اشياء اخرى كالرسائل وأرقام الهواتف وقوائم تذكيرية لا يستغني عنها كثير من الناس.
السؤال: هل الجهاز يحمل حكم القرآن الكريم، ولو لم يكن مفتوحا عليه، فلا يجوز للمحدث حمله مثلا؟
ملاحظة: بسؤالي بعض اهل الاختصاص أفادوني بالآتي: القرآن حقيقة ليس موجودا على الجهاز، إنما هي اوامر الكترونية تعمل حين يطلب من الجهاز ذلك، بمعنى اذا عرض آية رقم 1 من الفاتحة فالآية 2 غير موجودة على الحقيقة، انما اذا طلب من الجهاز عرض الآية الثانية اصدر اوامر الكترونية بتشكيل الآية ورسمها.
وقد أجابت اللجنة بالتالي:
ترى اللجنة ان الهاتف النقال المحمود الذي يسجل القرآن عليه او بعضه، له حكم شريط التسجيل الذي سجل القرآن عليه، وهو في الحقيقة حامل للقرآن وليس القرآن نفسه، ولذلك فلا يعطى حكم القرآن، من حيث اشتراط الوضوء في حمله وإن كان الاولى التوضؤ قبل مسه، ولكن لا جيوز الاستهانة به او وضعه في مكان غير محترم، تكريما للقرآن الكريم الذي يحمله. والله تعالى اعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الفتوى صناعة.. وليست عملا ساذجا
اكد الشيخ عبدالله بن بيه عضو مجمع الفقه الاسلامي بمكة المكرمة ان الفتوى صناعة وليست عملا بسيطا سهلا او فعلا ساذجا يقوم به البعض من دون علم او وعي، لان الصناعة عبارة عن تراكيب وعمل يحتاج الى دراية وتعمق وليست فعلا ساذجا او شكلا بسيطا، بل هو نوع من القضايا المركبة، التي تقترن بمقدمات كبرى وصغرى للوصول الى نتيجة.
ومن ثم فإن الفتوى منتج صناعي ناتج عن عناصر عدة منها الدليل ومنها الواقع والعلاقة بين الدليل والواقع. وقال الشيخ ابن بيه: ان كون الفتوى صناعة تتمثل في: عندما ترد للمفتي نازلة فإنه يقلب النظر اولا في الواقع، وهو حقيقة الامر المستفتى فيه، فإن كان عقدا من العقود المستجدة: كيف نشأ وما هي عناصره المكونة له، كعقود التأمين والايجار المنتهي بالتمليك، والديون المترتبة في الذمة في حالة التضخم، فبعد تشخيص العقد وما يتضمن، عندئذ يبحث عن الحكم الشرعي الذي ينبق على العقد ان كان بسيطا او على اجزائه ان كان مركبا مستعرضا الادلة على الترتيب من نصوص وظواهر ان وجدت، والا اجتهد في الرأي من قياس بشروطه واستصلاح واستحسان.
مواقع النشر (المفضلة)