مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 7

الموضوع: سعد بن الربيع شهيد أحد

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Love سعد بن الربيع شهيد أحد

    من المسلمين الأوائل الذين تزدان بهم شجرة الإسلام وتعتز بهم الدعوة من آمنوا بالله وبدينه وصدقوا رسوله صلى الله عليه وسلم لأنهم عرفوه وشهدوا له بالصدق والأمانة والخلق العظيم. فلما جاءهم بخبر السماء لم يشكوا في صدقه وبادروا باتباعه والإيمان بما جاء به. وتحملوا في سبيل ذلك الأذى والإهانة والهجرة القسرية إلى أن جاء نصر الله والفتح.

    ومن المسلمين الأوائل الذين تزدهي بهم مسيرة الدعوة من آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من قبل أن يروه، وإنما هدتهم للإيمان به فطرتهم السليمة ونفوسهم التواقة لليقين وقلوبهم العامرة بحب الخير وعقولهم الرافضة لما فيه إهانة وتقليل من شأن العقل الذي ميز الله عز وجل الإنسان به عن سائر المخلوقات.

    من هذا الفريق الثاني كان سعد بن الربيع بن عمرو الخزرجي الأنصاري سيد بني الحارث وهو حي من أحياء الخزرج، وكان من أثرياء المدينة ومن فرسانها الصناديد الذين يتصفون بكل صفات الشجاعة والمروءة. وقد تدرب على ركوب الخيل واستخدام أدوات الحرب ووسائل الصيد.

    وكان يمضي جانبا من أيامه مع رفاقه من شباب يثرب في الرعي والقنص والسمر. حتى إذا اختلى بنفسه في الهزيع الأخير من الليل كان يتأمل الأفق الممتد والسماء العالية والنجوم المتألقة ويتساءل عن خالق هذا الكون بكل ما فيه. وكانت تساؤلاته تقوده إلى استحالة أن تكون الأصنام والأوثان التي يكب الناس في أنحاء الجزيرة العربية على عبادتها والتي يصنعها الناس بأيديهم قادرة على خلق شيء مما حوله أو على جلب منفعة أو دفع ضر.

    نقطة التحول

    هذا القلب الشفيف والنفس التواقة والروح الباحثة عن اليقين كانت كلها تقود خطى سعد إلى أن جاءت اللحظة الفاصلة بين مرحلتين من حياته وبين عالمين مختلفين جد الاختلاف. مرحلة القلق ومرحلة اليقين، عالم الجهالة وعالم الإيمان.

    كان ذلك عندما سمع عن قافلة تتهيأ للرحيل وفيها صديقه ورفيق صباه عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي الذي كان من سادات قومه فالتقاه مصافحا ومودعا ثم سأله.

    كأنكم تريدون الإظعان أي السفر يا عبادة؟

    قال عبادة: نعم يا سعد، وجهتنا بيت الله الحرام.

    قال سعد: ولكنكم كثر. وعادتنا ألا يخرج لهذا البيت إلا الواحد بعد الواحد ليطوف ويقدم لأصنامها ما يريد.

    قال عبادة: يا سعد. ليست الأصنام وجهتنا وليست الكعبة مطلبنا ولكننا ذاهبون للقاء محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.

    قال سعد: ومن محمد هذا؟

    قال عبادة: إنه رسول الله إلى عباده ليخرجهم من الظلمات إلى نور الإيمان ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الرحمن.

    تساءل سعد: وهل يستطيع هذا الرسول أن يدلني على خالق السماوات والأرض وموجد الأحياء ومميت الأموات؟

    قال عبادة: نعم إن وحيا ينزل عليه من فوق سبع سماوات وينزل عليه قرآنا.

    كانت هذه الكلمات تنفذ إلى قلبه فتضيئه وتسري في وجدانه فتغسله وفي روحه فتملأها شوقا للقاء هذا النبي الذي جاء لهداية البشرية فقرر أن يرافق القافلة وأعد العدة لذلك.

    بيعة العقبة

    مضت القافلة إلى العقبة حيث كان اللقاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعه عمه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه الذي صحبه ليستوثق له، وكان العباس أول من تكلم فخاطب وفد المدينة قائلا:

    يا معشر الخزرج إن محمدا منا حيث قد علمتم في عز ومنعة وأنه قد أبى إلا الانقطاع إليكم، فإن كنتم ترون أنكم تفون بما وعدتموه إليه ومانعوه فأنتم وذلك. وإن كنتم ترون أنكم مسلموه فمن الآن دعوه فإنه في عز ومنعة.

    فقال الأنصار: قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله وخذ لنفسك وربك ما أحببت.

    فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم وتلا القرآن ورغب في الإسلام ثم قال: تمنعونني ما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم. فأخذ البراء بن معرور بيده وقال: والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه ذرارينا أي أبناءنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب.

    فاعترض أبو الهيثم بن التيهان فقال: يا رسول الله. إن بيننا وبين الناس حبالا وإنا قاطعوها يعني اليهود فهل عسيت إن أظهرك الله عز وجل أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟

    فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: بل الدم الدم. والهدم الهدم. وأنتم مني وأنا منكم أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم.

    ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أخرجوا الي اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم.

    فاختاروا اثني عشر نقيبا تسعة منهم من الخزرج وثلاثة من الأوس وقال لهم العباس بن عبادة بن نفلة الأنصاري: يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن فهو والله خزي الدنيا والآخرة. وإن كنتم ترون أنكم وافون له فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة.

    قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف فما لنا بذلك يا رسول الله؟

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: الجنة.

    قالوا: ابسط يدك نبايعك.

    وبايعوه جميعا، وبايع سعد بن الربيع وصار تلميذا مجتهدا نجيبا في مدرسة النبوة وفارسا صنديدا من صناديد الإسلام.

    غزوة بدر

    وجاءت غزوة بدر الكبرى، وكان سعد بن الربيع فارسا من فرسانها المبرزين ومقاتليها الأشداء وقد وقف هو وسعد بن معاذ على باب عريش رسول لله صلى الله عليه وسلم يحرسانه. وشاهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلهج بالدعاء إلى الله عز وجل يسأله النصر ويقول: “اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد” وأبو بكر رضي الله عنه يقول: “يا نبي الله بعض مناشدتك ربك. فإن الله ينجز لك ما وعدك”.

    وقد خفق النبي صلى الله عليه وسلم خفقة وهو بالعريش ثم انتبه فقال: “ابشر يا أبا بكر أتاك نصر الله هذا جبريل أخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع يعني الغبار”.

    ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم وقال: “والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبل غير مدبر إلا ادخله الله الجنة” (إسماعيل بن كثير: صفوة السيرة النبوية ج2 ص 209).

    فما إن سمع سعد هذا النداء من النبي صلى الله عليه وسلم حتى هم بالاندفاع إلى المعركة وملاقاة أعداء الله. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: “ليس الآن يا سعد” فاستجاب لأمر النبي وشاهد سعد عمر بن الحمام الأنصاري وبيده تمرات يأكلهن. فما أن سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال: بخ بخ. ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ثم ألقى التمرات وقاتل قتالا بطوليا حتى استشهد.

    وفي بدر أيضا رأى سعد بن الربيع معاذ بن عمرو بن الجموح عندما شاهد المسلمين لا يصلون إلى أبي جهل عدو الله ورسوله فجعله من شأنه وتعقبه حتى أمكنه الله منه فضربه ضربة أطنت أي أطارت قدمه بنصف ساقه. ولحق به وهو عقير معوذ بن عفراء فضربه حتى أثبته. وتركه وبه رمق. وقاتل معوذ حتى استشهد. ومر به عبد الله بن مسعود حين أمر النبي بالتماسه في القتلى فوجده وبه رمق فجز رأسه وجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم (بتصرف عن صفوة السيرة النبوية ج2 ص215).

    في جنة الخلد

    وفي معركة أحد كانت قريش تسعى للانتقام من النبي صلى الله عليه وسلم وجنده. والى الثأر لقتلاها من صناديد قريش وسادتها. فخرجت بقضها وقضيضها وإبلها وسلاحها. ومضت نساؤها خلف جيشها لإثارة حمية الرجال ونخوتهم للدفاع عن أعراضهم.

    فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال: إنما رأيت بقرا فأولتها خيرا ورأيت في ذباب سيفي ثلما ورأيت أني أدخلت يدي في در حصينة فأولتها المدينة وكان النبي يرى أن يقيم بالمدينة فيقاتل المشركين عنها. فقال له أناس لم يكونوا شهدوا بدرا: نخرج يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد.

    وكانوا يرجون أن يصيبهم من الفضل ما أصاب أهل بدر. فما زالوا برسول الله حتى لبس أداته ثم قدموا وقالوا: يا رسول الله أتم فالرأي رأيك فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:

    ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعدما لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه.

    وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ألفي رجل وكان جيش المشركين ثلاثة آلاف رجل وانسحب عبد الله بن أبي بثلث الجيش.

    ووصل النبي صلى الله عليه وسلم بمن بقي من الجيش إلى منطقة أحد واستقبل المدينة وجعل جبل احد خلف ظهر الجيش. وأمر الرماة وكانوا خمسين رجلا بقيادة عبد الله بن جبير بالذود عنهم بالنبل وعدم مغادرة أماكنهم بأي حال ولأي سبب.

    ورجحت كفة جيش المسلمين فخالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركوا مواقعهم ونزلوا عنها رغبة في الغنائم، فكر عليهم خالد بن الوليد بمن معه من الفرسان فتفرق شمل المسلمين واضطربت صفوفهم واستشهد منهم عدد كبير وأصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحاطت به نخبة من الصحابة من المهاجرين والأنصار يفدونه بأرواحهم وأبدانهم.

    كان من بين هؤلاء الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه سعد بن الربيع، وما إن انقشع غبار المعركة الأليمة حتى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر إلى الشهداء والجرحى، وافتقد الرسول سعد بن الربيع فقال: من رجل يأتيني بخبر سعد بن الربيع أفي الأحياء أم الأموات فإني قد رأيت الأسنة قد أشرعت إليه؟

    قال أبي بن كعب: أنا يا رسول الله.

    فذهب أبي يطوف بين القتلى حتى أتى سعدا وكان لا يزال به رمق.

    فقال له سعد: ما شأنك؟

    قال أبي: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر أفي الأحياء أنت أم في الأموات؟

    قال سعد: أنا في الأموات فأبلغ رسول الله عني السلام وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك: جزاك الله عنا خيرا ما جزى نبياً عن أمته. وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف.

    وسكن البدن الذي نافح عن رسول الله وعن دين الله. ومضت روحه تسبح خفاقة إلى جنة الخلد فكان سعد من الذين قال الله فيهم: “أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون” (المؤمنون: 10 11) وتمضي الأيام ويدخل رجل على أبي بكر الصديق خليفة رسول الله وبين يديه طفلة صغيرة يحملها ويدللها فقال الرجل: من هذه؟ قال أبو بكر: هذه بنت رجل خير مني. سعد بن الربيع كان من النقباء يوم العقبة وشهد بدرا واستشهد يوم أحد رضي الله عنه وأرضاه.

    نموذج للإيثار

    عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان سعد بن الربيع ممن استقبلوه بكل الحب والطاعة ووضعوا أموالهم وأنفسهم في خدمة الدين الحق. وعندما آخى النبي بين المهاجرين والأنصار كان من نصيب سعد بن الربيع أن آخى الرسول بينه وبين عبد الرحمن بن عوف. وضرب الرجلان مثلين رائعين: مثل في الإيثار من جانب سعد بن الربيع. ومثل في الاستعفاف وعزة النفس من جانب عبد الرحمن بن عوف. فقد قال سعد بن الربيع لأخيه المهاجر:

    لدى حديقة أشاطرك إياها وعندي زوجتان أطلق إحداهما وتقضي عدتها فتتزوجها.

    فرفض عبد الرحمن بن عوف بكل إباء، وشكر أخاه الأنصاري وقال له: بارك لك الله في أهلك. دلوني على السوق.

    فتاجر عبد الرحمن بن عوف وباع واشترى حتى صار من كبار تجار المدينة كما كان من قبل من كبار تجار مكة.

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    الـــريـ K.S.A ـــاض
    المشاركات
    3,152
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    موا ضيعك قيمه تستاهل كل خير والله يجزاك الجنه اخوي عبدالعزيز
    دمتم بكل ود واحترام

  3. #3
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    الله يعطيك العافيه على طرحك الرئع والمميز

    جزاك الله الف خير على ما كتبت وان شاء الله في موازين حسناتك

    دمتم في حفظ الرحمن

  4. #4
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    اللهم آمين

    امير لقلوب

    وعد

    ويجزاكم الجنة يالغالين

    ربي يعافيكم ويسعدكم

    أشكركم من صميم قلبي

    يارب تكون في ميزان حسناتكم

    دمتم بكل ود

  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    [align=center]حتى إذا اختلى بنفسه في الهزيع الأخير من الليل كان يتأمل الأفق الممتد والسماء العالية والنجوم المتألقة ويتساءل عن خالق هذا الكون بكل ما فيه

    بارك الله فيك وجزاك كل خير ونع بك جميع امة محمد صلى الله عليه وسلم اخى العزيز اشكرك على مواضيعك المفيده
    [/align]

المواضيع المتشابهه

  1. --}{ ومت انا في حبها موتة شهيد }{--
    بواسطة وضح النقى في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 25-02-2008, 12:46 AM
  2. جاك الربيع
    بواسطة محمد العمري في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 26-11-2007, 02:30 AM
  3. &**&شهيد الحب&**&
    بواسطة بنت شيوخ ومخاويه دلوخ في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-04-2007, 11:10 PM
  4. تبغى تموت شهيد؟؟؟؟؟؟
    بواسطة همسات انثى في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-06-2006, 10:44 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •