مع أول بزوغ للشمس أصارع تكاسل عيوني وأجبرها على النظر لسقف الغرفة ..
فوقي تماماً ورقة كتبتها أنت
<< قومي والا جيت وصبيت كاس مويه بارد على وجهك >>
أبتسم.. وتبتسم عيناي مع أني لم أقرأها لأني أحفظها لكني أبتسم لوجهك ..
أصحو متثاقلة وأرش وجهي بالماء
ومع تساقط قطرات الماء من وجهي تطل عيناك من جديد
أحاول تجاهلها لكن تطاردني كلماتك الساخره
<< على بالك لما تغسلين وجهك بتزينين الشين شين ياحبيبتي >>
أضحك دائما لسخريتك وأقول
<< أدري بس وش نسوي لازم نغسل ذا الخشه >>
أتجه لدولاب ملابسي وأحاول منع التفاتة عيناي صوب اليمين
لكن كما دائما تهزمني رغبة قوية في داخلي ولا أستطيع مقاومتها
التفت أخيراً وأتأمل الفستان الأبيض المحاك بشرائط من المخمل الليلكي وتلك الوردة المخملية العالقة في صدره
أتلمسه بيدي وأمرر أصابعي بين ثناياه
منذ اشتريته لي لم أرتده أبدا ..ً
دائما أردد أني لا أحبه هذا الفستان على الرغم أنه منك
لكني لا أحبه فهو مرتبط بذلك اليوم المشؤوم
ودائما أقرر رميه لكني أعجز عن ذلك ..
تعيدني أبواق حافلات المدارس لنفسي وأحاول البحث عن شيء أرتديه أبحث وأبحث
تطل في رأسي فكرة مجنونة
لكن بسرعة تعجبني وأقرر تنفيذها
أسحب فستاني الأبيض وأقف به أمام المرآة
أرتديه وأبحث عن الكعب الأسود الذي اخترته معه
لازلت أذكر حين أخبرتك أن الحذاء لايتناسب مع ألوان الفستان
وأضحك حين أتذكرها كلماتك الغاضبة
<< بدال ماتشكريني وتقولين الله يخليك لي تعيبين علي >>
أنتعل الحذاء بسرعة وأتجه لتسريحتي
أجلس على الكرسي وأمرر أصابعي في شعري وأسدله على كتفي كما تحب أنت أن يكون ..
أخرج صندوق المكياج الخاص بي وأبدأ بوضع الكحل الأسود داخل عيناي الواسعه..
أزيد من كثافة الكحل كي يبدو لون عيناي أكثر سواداً ..
أخرج بودرة الخدود بلون الدراق المخملي الجميل وأنثرها على خدي فيبدو وجهي أكثر اشراقاً ..
وأضع أحمر الشفاه بلون الكرز فيزيد هذا اللون وجهي فتنة ..
وأخيرا أمرر فرشاة الماسكار على أهدابي الطويلة كي تبدو نظرتي ساحرة ..
وأتذكر قنينة دهن العود الذي أهديتني إياه ..
وأضع بعضا منه على رقبتي وكفي
وأضحك حين أذكر يوم أخبرتك أني لا أحب دهن العود لأني لست عجوز ..
وترد أنت
<< مهوب بس العجايز يحطنه بعدين وش قصدك أنا شايب >>
أنتهي من كل شيء وقبل أن أبتعد عن المرآة ألقي آخر نظرة على هيئتي ..
أبتسم وأجزم في داخلي أنك لو رأيتني سيبهرك جمالي
أهرول مسرعة الى عبائتي أختطفها .. وأخرج من غرفتي باتجاه غرفتك
وفي داخلي أردد ما أود قوله لك حين أصل اليك ..
[[ شوفني لبسته .. وش رأيك حلو ؟
عارفه وش بتقول بالحيل يهبل
طيب وش رأيك مابي أروح الجامعه اليوم بسحب على المحاضرات وأروح معك نتمشى ونتسوق بعدها نفطر بس على حسابك .. ]]
آآه .. أتألم من جراء سقوطي على الأرض
تخرج أنت من الغرفة بعد أن سمعت صوت ارتطامي
_ بسم الله عليك وش فيك
_ آآه .. يبه ..أنا
_ بسم الله عليك قومي قومي
_ ايه .. أنا .. جيت أقولك
_ الساعة ثنتين ونص بالليل وش مصحيك هالحزه ؟ وليه لا بسه هالفستان ؟
_ لا .. أنا .. أحنا الصبح ..بقولك شي
_ بسم الله عليك قومي جسمك حار .. مرتفعه حرارتك
_ لا .. مافيني شي .. لبسته
_ قومي .. انتي حارة ..يوجعك شي
_ لا .. بقولك
_ تقولين لي أيش
_ أنا .. آ آ .. لا .. ايه أنا تعبانه
_ طيب قومي أوديك غرفتك
تساعدني على النهوض من الأرض ويعجبني التفاف يديك حولي
منذ ذلك اليوم لم تقترب مني هذه المسافة
أحاول أخبارك ما أنا جئت لأجله
أحاول
وتظهر مني بعض الهمهمات
وأسمعك تقول ::
<بسم الله عليك >
نصل للغرفة
تضعني على السرير وتجلس بجانبي وتضع يدك على رأسي تتغير ملامح وجهك عند ملامسة يدك لجبيني وتقول :
< البنت نار >
تخرج بسرعة ويزعجني ذلك ..
تعود من جديد أحاول الابتسام لقدومك وأعجز
تجلس وأرى معك دواء خافض للحرارة واناء مملوء بالماء ومنشفة صغيرة ..
أمسك بيدك وأضغط عليها ..
تبتسم لي وتقول ::
< يوجعك شي >
تسقط دموعي ..
[[ يوجعني شي ؟
آه آه ياحبيبي ..
آه لو تعلم أنك السكون لكل آلامي ماسألتني هذا السؤال ..
لو تعلم بدونك حتى التنفس يؤلمني ما سألتني هذا السؤال .. ]]
أغمض عيني بعد اكتشافي أني محمومه وأننا في منتصف الليل ..
أنـــــــــــشـــــــــــودة الــــــــــــمـــــــــــطــــر
الأربعاء 9\3\1428
30::9
مواقع النشر (المفضلة)