مشروعات الإمارات الخيرية تعم جزر القمر
أكد السفير إبراهيم عبد الله مدير الشؤون العربية في رئاسة جمهورية جزر القمر أن مشروعات الإمارات الخيرية والتنموية تنتشر في ربوع بلاده، وأن مسجد القاسمي في قلب العاصمة موروني والذي يعد تحفة معمارية متميزة خير شاهد على ذلك بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات والمشاريع الاستثمارية.
وقال إن نسبة المسلمين في بلاده أكثر من 98 في المائة تعود جذورهم إلى المهاجرين العرب من عمان واليمن.
اللغة “القمرية” هي الأكثر انتشارا في البلاد ونادرا ما تجد من يتحدث اللغة العربية ويعاني السكان من الفقر وقلة الإمكانات والخدمات والمرافق والمدارس، ويناشدون إخوانهم العرب والمسلمين بزيادة المنح الدراسية الجامعية وحمايتهم من الجماعات والمؤسسات التبشيرية التي تستغل فقر الأهالي لتكسبهم بالمساعدات.
الأيادي البيضاء
السفير إبراهيم عبد الله الذي درس وتعلم في الأزهر وعمل في وزارة الخارجية القمرية وكان أول سفير لبلاده في مصر وممثلها لدى جامعة الدول العربية ويشغل الآن منصب مدير الشؤون العربية في رئاسة الجمهورية قال: لا توجد دولة عربية لها سفارة في جزر القمر سوى ليبيا وهذا خيب آمال القمريين، ومع هذا فإن الدولة تدعو العرب إلى مساعدتها في القضاء على المشكلات المستعصية التي تواجهها وفي مقدمتها الفقر والبطالة، وقام الرئيس عبد الله سامبي وهو داعية إسلامي شهير تلقى تعليمه الديني في السعودية والسودان وإيران بزيارة إلى دول الخليج منذ فترة قريبة التقى خلالها برجال الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة التي لها مكانة خاصة في قلوب القمريين، حيث إن القناة التلفزيونية العربية الوحيدة التي تصلهم هي قناة الشارقة، وكثير من التجار يعتمدون على أسواق الإمارات في تأمين السلع التي يحتاجها القمريون، فضلا عن الزيارات المستمرة بين مسؤولي الامارات وجزر القمر.
وأضاف السفير ابراهيم عبدالله: إن الامارات هي الدولة العربية الأقرب إلينا نظراً للمصالح المشتركة، ولها مبادرات خيرية كثيرة، ففي قلب العاصمة موروني شيدت مسجد القاسمي الذي يعتبر تحفة معمارية، كما أنشأت مؤسسة زايد الخيرية العديد من المشروعات في جزر القمر وقام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بإنشاء مدرسة ثانوية علمية تعتبر الأولى على مستوى الدولة من حيث التميز وقامت الإمارات ممثلة في إمارة الشارقة ببناء مستشفى للولادة ومعمل طبي متكامل ومستشفى معروف المركزي أكبر مستشفيات جزر القمر وتم إنشاء مركز تجاري ضخم باستثمارات إماراتية في “موروني” وخصصت أوقاف الشارقة ريع عمارة ضخمة لدعم العمل الخيري في جزر القمر وهذه الجهود ليست بغريبة عن دولة الإمارات وإمارة الشارقة.
موقف أخوي
وتكمل فاطمة حاج عبد الله مديرة إدارة الشؤون الاجتماعية في وزارة الصحة القمرية الحديث عن العلاقات الوثيقة بين الإمارات العربية وجزر القمر وخاصة أنها كانت عائدة من زيارة إلى الإمارات فتقول: نعيش منذ أسابيع في خوف شديد بعد أن ظهر شبح كارثة بركانية في المدن والقرى الواقعة شمال جزيرة القمر الكبرى حيث كانت الجبال البركانية على وشك الانفجار ولكن الله سلم، فرأينا أن نعمل على تجهيز المستشفيات بالمعدات تحسبا لأية ظروف طارئة، وخاصة أن هناك نقصا حادا في المعدات الطبية وقد زرت الإمارات والتقيت بالمسؤولين في مؤسسة زايد الخيرية ووافقوا على تجهيز مبنى الأطفال في مستشفى معروف المركزي، وقام الهلال الأحمر الإماراتي بتقديم الاحتياجات لنا في مختلف المجالات، وهذا السلوك ليس غريبا على شعب وحكام دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي تلبي احتياجاتنا ونطمع في المزيد، خاصة أن إمكاناتنا ضعيفة.
الأنشطة الدينية
وعن الأنشطة الدينية في جزر القمر تقول فاطمة حاج عبدالله: لا توجد وزارة للأوقاف تشرف على مساجد جزر القمر، والمساجد الصغيرة المنتشرة في مختلف القرى والمدن تغلق يوم الجمعة، ويتوجه المصلون إلى المسجد الجامع الذي يعد الأكبر ويلقي خطباء الجمعة الخطبة باللغة العربية، رغم أن الغالبية العظمى من المصلين لا يفهمونها، ولهذا فإن هناك تلخيصا للخطبة باللغة القمرية قبل الأذان مباشرة، ولا توجد أي مؤسسة دينية في الدولة سوى دار الإفتاء التي يرأسها الشيخ طاهر أحمد مولانا جمل الليل الذي تعلم في جامعة الأزهر، وهو يطالب الدول العربية أن تفتح أبوابها لجزر القمر حتى لا تترك لأي تيار غير إسلامي أو أن تكون فريسة لأي أفكار أو مذاهب متطرفة.
وتضيف: نحن في حاجة إلى زيادة المنح الدراسية لطلابنا في مختلف الجامعات الإسلامية، وخاصة الأزهر المعروف بوسطيته ومكانته الرفيعة في قلوب وعقول القمريين، الذين يحلم كل منهم بأن يتاح لأولاده التعليم الديني، فالإمكانات ضعيفة والمنح الدراسية هي الحل للمحافظة على الهوية العربية والإسلامية خاصة للأجيال الجديدة، كما نحتاج بشدة إلى معلمي اللغة العربية والعلوم الشرعية، وتم افتتاح كلية الإمام الشافعي للعلوم العربية والإسلامية في الجامعة القمرية منذ سنوات قليلة، وهي في حاجة إلى دعم حتى تقوم بالدور المنوط بها.
المحافظة على الهوية
وهناك محاولات من أهالي جزر القمر لتعلم اللغة العربية وحفظ القرآن، ولاحظنا ذلك من خلال زيارتنا الميدانية لبعض القرى، ففي منطقة واشيلي دوماني توجد مدرسة الأرقم بن أبي الأرقم لتحفيظ القرآن، وتتكون من فصلين، أحدهما للأولاد والآخر للفتيات وأمهاتهن، ولكن المكان غير مجهز ولا توجد شبابيك وأبواب إلا أن هذا لم يقلل من عزيمة راغبي الحفظ، أما في قرية زهان الثاني فهناك محاولات جادة يقودها بعض الشباب من خريجي الأزهر لتعليم الأهالي اللغة العربية وتحفيظهم القرآن الكريم، ولا يمكن أن ننسى المشهد وهم يحفظون القرآن على ضوء الشموع في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر نظرا لضعف الإمكانات المادية والفنية لهذه الدولة العربية المسلمة التي نسيها العرب والمسلمون، حتى بدأت مؤشرات غزو فكري وديني، حيث تحاول مؤسسات التبشير استغلال الوضع السيئ من الناحية الصحية لبناء المستشفيات وتوزيع المساعدات والأدوية في دولة لا يزيد عدد الأطباء فيها على 110 أطباء ولا توجد فيها كلية طب.
الغريب أن الذكور لا يرثون هنا لأن كل الميراث يتجه إلى البنات، وخاصة البنت الكبرى، ويختلف انتشار هذه العادة والتمسك بها من جزيرة إلى أخرى حسب درجة المدنية والتحضر.
مواقع النشر (المفضلة)