مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: زيد بن الخطاب بطل معركة اليمامة

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Love زيد بن الخطاب بطل معركة اليمامة

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلمس كل سبيل ويتبع كل وسيلة ويمضي في كل طريق يرى أنه يساعد على نشر دعوة الحق وهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور. وكان يتبع أمر الله عز وجل له بأن ينذر عشيرته الأقربين وأن ينطلق بدعوته إلى أوسع ما تمكنه قدراته وظروفه مدعوما بنصر الله وتوفيقه.

    وكان عليه الصلاة والسلام يسعى لأن يقوي جماعة المسلمين التي ظلت سنوات في مكة صغيرة ضعيفة ومستضعفة. وكان من أدعية النبي لربه عز وجل أن يعز الإسلام بأحد العمرين. وكانت إجابة دعوته سريعة بإسلام عمر بن الخطاب بعد قليل من إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما ليكون إسلام الرجلين نقلة نوعية في مسيرة الدعوة. فقد كانت قريش تخشى كلا الرجلين وتعمل لهما ألف حساب. ولذلك قللت من أذيتها للمسلمين وإن لم تتوقف تماما عن هذه الأذية بل ظلت تطارد دعوة الحق وصاحبها صلى الله عليه وسلم حتى بعد أن هاجر إلى المدينة.

    ولعل شخصية عمر بن الخطاب التي أهلته لأن يسمى الفاروق وأن يسمى رجل الموافقات، وأن يصبح ثاني الخلفاء الراشدين، هي التي جعلته يحتل ما احتله من مكانة بارزة في التاريخ الإسلامي وفي اهتمام المؤرخين وكتّاب السير.

    ولكن هذا البريق الذي يستحقه عمر بن الخطاب لا يمكن أن ينال من الضياء الذي يستحقه أخوه زيد بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان أسبق من أخيه في الإسلام وكان أيضا أسبق منه في الشهادة.

    كان زيد بن الخطاب من شجعان العرب في الجاهلية، وكان أسن من أخيه عمر حين جهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الإسلام. وكان أسبق منه في الذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام بين يديه.

    وكما كان زيد من أبطال العرب في الجاهلية كان بطلا باهر البطولة في الإسلام، وكان العمل الصامت الممعن في الصمت جوهر بطولته، وكان إيمانه بالله وبرسوله وبدينه إيمانا وثيقا.


    فدائية باهرة

    ومنذ إسلامه وهجرته إلى المدينة المنورة والتحاقه بالنبي صلى الله عليه وسلم شارك في المشاهد كلها. ''ولم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد ولا في غزوة، وفي كل مشهد لم يكن يبحث عن النصر بقدر ما كان يبحث عن الشهادة، ففي يوم أحد حين حمي القتال بين المشركين والمؤمنين راح زيد بن الخطاب يضرب ويضرب. وأبصره أخوه عمر بن الخطاب وقد سقط درعه عنه وأصبح أدنى منالا للأعداء فصاح به عمر: خذ درعي يا زيد فقاتل بها، فأجابه زيد: إني أريد من الشهادة ما تريده يا عمر، وظل يقاتل بغير درع في فدائية باهرة واستبسال عظيم (خالد محمد خالد: رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم ص 217).

    غير أنه لكل شيء معاد ولكل أجل كتاب كما قرر الله عز وجل في الكتاب الكريم '' وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ'' (آل عمران: 145) ولقد كان زيد بن الخطاب يريد ثواب الآخرة. وواتته الفرصة التي تمناها طويلا وتاقت نفسه إليها في معركة اليمامة التي كانت فيها النهاية الحاسمة والضربة القاصمة لفتنة الردة التي قادها مسيلمة الكذاب مدعي النبوة والمحرض على الردة. مسيلمة هذا الذي جاهر بادعائه الكاذب بالنبوة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. ولكنه ظل مكبوتا مقهورا في أيام النبي الكريم، حتى إذا لحق النبي بالرفيق الأعلى تشجع مسيلمة ومن اتبعه من سفهاء العرب وتوهموا أن في مقدورهم إطفاء شمعة الإيمان وكسر شوكة الإسلام.

    ثالوث الشر

    وقد لقي مسيلمة الكذاب تأييدا ومناصرة من بعض قبائل العرب لأسباب شتى، منها الطمع في الثروة والجاه اللذين وعدهم بهما، ومنها العصبية القبلية ومنها الكراهية والحقد بسبب الانتصارات المستمرة التي حققتها دعوة الإسلام.

    وكان من أشد الناس تأييدا أو مؤازرة بل وتحريضا لمسيلمة الكذاب رجل يدعى الرجال بن عنفوة وآخر يدعى المحكم بن الطفيل. فكان الثلاثة بمثابة عصابة الكفر والردة والشر. وكان الرجال هذا هو الأكثر شرا وخطرا على الإسلام منذ ما قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فهو رجل اسلم بين يدي النبي وتعرف إلى الإسلام ثم ارتد ولحق بمسيلمة الكذاب وشهد له بالنبوة وقد تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بما سوف يحدث من الرجال، فبينما كان يجلس وسط جمع من أصحابه أطرق لحظات ثم قال للحاضرين: “إن فيكم رجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد”.

    وظل كل واحد من هؤلاء الصحابة الكرام يتحسب ويحاذر ويخشى أن يكون هو هذا الرجل الذي تنبأ له رسول الله بسوء العاقبة، غير أن جميع من حضروا هذا المجلس انتهوا بخير ما تنتهي به حياة إنسان وهي الشهادة. فلم يبق منهم سوى رجلين هما أبو هريرة والرجال بن عنفوة. وظل الرعب من سوء العاقبة يناوش قلب أبي هريرة حتى كشفت الأيام عن هذا الرجل التعيس. ولم يكن هذا الرجل سوى الرجال بن عنفوة.

    لم يكتف الرجال هذا بارتداده عن الإسلام ومغادرته للمدينة على الكفر بل إنه أضاف إلى جريمته هذه جرائم أخرى أفظع فقد انقطع عن المدينة حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتولي أبي بكر الصديق رضي الله عنه أمور المسلمين، فعاد الرجال إلى المدينة ونقل إلى أبي بكر أخبار أهل اليمامة والتفافهم حول مسيلمة واقترح على الصديق أن يكون رسوله إليهم يثبتهم على الإسلام، فصدقه أبو بكر وأذن له.

    ولكن طبيعة الرجال اللئيمة ونفسه الخبيثة جعلتاه يعدل عن ذلك فلما توجه إلى أهل اليمامة ورأى كثرتهم الهائلة ظن أنهم الغالبون فحدثته نفسه الغادرة أن يحتجز له من اليوم مكانا في دولة الكذاب التي ظنها مقبلة وآتية، فترك الإسلام وانضم إلى صفوف مسيلمة الذي سخا عليه بالوعود. وكان خطر الرجال على الإسلام أشد من خطر مسيلمة ذاته، ذلك أنه استغل إسلامه السابق والفترة التي عاشها في المدينة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظه لآيات كثيرة من القرآن وسفارته لأبي بكر خليفة المسلمين استغلالا خبيثا في دعم سلطان مسيلمة وتوكيد نبوته الكاذبة، واستخدم في ذلك الادعاءات الكاذبة ومنها أنه أشاع بين الناس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه أشرك مسيلمة بن حبيب (الكذاب) في الأمر ومادام الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات فأحق الناس بحمل راية النبوة والوحي بعده هو مسيلمة (خالد محمد خالد: رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم ص 216 217).

    وقد أثرت هذه الادعاءات في ضعاف النفوس وصغار العقول ومهتزي الإيمان فتضاعفت أعداد أتباع مسيلمة أضعافا كثيرة وازداد خطرهم على الإسلام ولذلك كان لا بد من القضاء على هذه الفتنة في مهدها. ولم يكن من سبيل لهذا إلا الحرب والقتال والقضاء على رؤوس مثلث الفتنة مسيلمة والمحكم والرجال.

    حامل اللواء

    وجمع الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيش المسلمين وجعل قيادته لخالد بن الوليد رضي الله عنه ونظم خالد صفوف جيشه ووزعه على المواقع المختلفة ودفع بلواء الجيش إلى زيد بن الخطاب، وتولى زيد مهمته والروح التي تسيطر عليه هي روح النصر أو الشهادة أو بالأحرى روح الشهادة في سبيل نصر الإسلام والمسلمين، وقد وضع نصب عينيه مهمة اعتبرها ذات أولوية أولي وهي قتل الرجال لما قام به من إذكاء نار الفتنة وجمع الأنصار لمسيلمة الكذاب.

    وبدأت المعركة الفاصلة وقاتل بنو حنيفة أتباع مسيلمة قتالا ضاريا وقاتل المسلمون قتالا بطوليا وكما كان الأمر في غالب المعارك التي خاضتها جيوش المسلمين كان جيش المسلمين أقل عددا وعدة، ولكنه كان مزودا بسلاح الإيمان ففي بداية المعركة رجحت كفة جيش المرتدين وسقط كثير من شهداء المسلمين.

    وكان طبيعيا أن ينال هذا من عزيمة بعض المسلمين وأن يفت في عضدهم وكان طبيعيا أيضا أن يبرز من بين هؤلاء من يشحذ الهمة ويقوي العزيمة ويعيد التماسك لصفوف المسلمين، ولم يكن هذا سوى زيد بن الخطاب الذي اعتلى ربوة وهتف في إخوانه قائلا:

    أيها الناس عضوا على أضراسكم، واضربوا في عدوكم، وامضوا قدما، والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي.

    فاشتدت عزائم المسلمين وواصلوا القتال ببأس شديد وإصرار على النصر وراح زيد يبحث عن بغيته: الرجال، وأبصر به وتوجه إليه لكن الرجال اختفى وسط خضم الرجال المتلاحمين. ورغم اشتعال أوار المعركة فإن زيدا لم يتخل عن هدفه وظل يبحث عن الرجال ويتعقبه حيث ذهب حتى واجهه في نهاية الأمر فأطاح برأسه ثم كبّر.

    انهيار الباطل

    وكان سقوط الرجال ومن في مثل حجمه من أنصار مسيلمة الكذاب، إيذانا ببداية انهيار جيش الباطل. فقد سرى خبر مقتل الرجال في جيش مسيلمة فأصابهم الإحباط وخيبة الأمل والشعور بالهزيمة، وسرى الخبر في جيش المسلمين فبعث في نفوسهم الأمل وشد من عزيمتهم وازداد إيمانهم باقتراب نصر الله فشدوا على جيش المرتدين واعتدلت كفة الحرب لمصلحة جيش التوحيد وأذنت شمس الكذب والبهتان بالمغيب.

    حينئذ رفع زيد بن الخطاب يديه إلى السماء شاكرا ومبتهلا لله عز وجل. وعاد إلى سيفه يواصل ردع جيش الكفر حتى دان النصر في النهاية للمسلمين، فتحققت لزيد إحدى أعز أمنياته وهي أمنية النصر. وبقيت الأمنية الأعز وهي الشهادة، فبينما كانت المعركة توشك أن تضع أوزارها نال زيد أمنيته بضربة غادرة، وهكذا نال زيد الحسنيين: النصر والشهادة ومن قبل نال أمنية التخلص من عدو من أعداء الله هو الرجال، وما أجمل الأمنيات العزيزة حين تتحقق معا وما أجمل أن يكون ختامها لقاء وجه الله في ساحة الدفاع عن دينه وإعلاء كلمته.

    وهكذا انتهت معركة اليمامة نهاية مظفرة لجيش المسلمين، وعاد الجيش إلى المدينة رافعا رايات التوحيد خفاقة مشرقة وخرج الخليفة أبوبكر الصديق ومعه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وجمع من الصحابة لاستقبال جيش الإسلام، وظل عمر يترقب لقاء أخيه حتى لقيه أحد المسلمين العائدين فعزاه في أخيه، فتقبل عمر النبأ في صبر عظيم وقال:

    رحم الله زيدا سبقني إلى الحسنيين: أسلم قبلي واستشهد قبلي.

    ومضت الأيام بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وتضاعفت مسؤولياته ومشاغله بالفتوحات والانتصارات وتدبير شؤون المسلمين ولكنه لم ينس قط ذكرى أخيه الأكبر الذي سبقه إلى الإسلام وسبقه إلى الشهادة وكان يردد دائما: “ما هبت الصبا إلا وجدت منها ريح زيد”.

    رحم الله زيدا وعمر ورضي عنهما وعن الصحابة أجمعين.

  2. #2
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي





    بارك الله فيك وجعلها من موازين حسناتك

    دمتم في حفظ الرحمن

  3. #3
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    3,642
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    [align=center]بارك الله فيك
    وجزاك الله خيراً اخي الفاضل
    عـلى نقل هالموضوع
    وجعله من موازين حسناتك
    دمت بخير
    [/align]

  4. #4
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    وعد

    لايفوووتك

    الله يسعدكم بالدارين

    أسعد إن أشاهد هالكلمات

    الرائعة والجميلة منكم

    لاهنتوا

    دمتم بحفظ لله

المواضيع المتشابهه

  1. معركة الامعاء الخاويه
    بواسطة غزه رمز العزه في المنتدى الأخبار
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-04-2010, 03:31 AM
  2. قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنة
    بواسطة Clouds في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-12-2007, 02:35 AM
  3. يلا بينا نتعرف على معركة الدموع
    بواسطة جليلة محمد في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 16-03-2007, 11:29 PM
  4. معركة بين الفرح و؟
    بواسطة الطموح في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-12-2006, 09:01 PM
  5. عمر بن الخطاب
    بواسطة arts of love في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 15-05-2006, 08:35 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •