)( جيرانكم يا شباب )(
رفيق الدرب، وقرين المسكن، ومصدر الرعاية، ومحط العناية، يعزي في المصيبة ويؤنس في الوحشة، ويسلي في الغربة.
الجار: الحبيب القريب والمعين الناصح والسند المعاون والباذل في الحاجة والواقف في الملمة والصامد في المهمة والساتر للعورة والحافظ للغيبة والأولى بالمعروف.
قال صلى الله عليه وسلم: “خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره” (رواه الترمذي).
فاعلم أخي المسلم أن خيريتك عند مولاك عز وجل هي بمقدار خيريتك عند جيرانك. إن الإحسان إلى الجار وحسن معاملته دليل من دلائل الإيمان وعنوان للفلاح والنجاح، فالواجب على المسلم أن يبدأ جاره بالسلام وأن يسأل عن حاله ويعوده في مرضه ويعزيه في مصيبته ويؤنسه في وحشته ويهنئه في أفراحه ويصفح عن زلاته ويعفو عن هفواته.
لقد أوصى النبي الجار ألا يبيت وجاره جائع، وحذر الحبيب في أحاديث ترتعد لها الفرائض من خطورة إيذاء الجار وعدم الإحسان إليه فقال “والله لا يؤمن ثلاثاً: من لا يأمن جاره بوائقه” (رواه البخاري) و”لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه”. وقيل للرسول صلى الله عليه وسلم: فلانة صائمة قائمة لكنها تؤذي جيرانها، فقال: “هي في النار” (رواه أحمد).
المؤذي لجاره يتعرض للعنة والسخط من الناس ومن الله تعالى. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه” (رواه أحمد).
يا للروعة، يا للعظمة، يا للجمال والجلال! الله جل جلاله يرسل روح القدس عليه السلام ليقف وقوفاً طويلاً مع محمد صلى الله عليه وسلم حتى أشفق عليه الصحافي من طول القيام، كذلك من أجلك أنت أيها الإنسان، من أجلك أيها الجار يوصي بك ويحرص عليك ويرعى حقوقك، فلنتق الله ولنمتثل لأمره وأمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فنحترم جيراننا ونحسن معاملة اخواننا لنفوز برضا ربنا ومحبة اخواننا.
وصلى الله على معلم البشرية الخير وعلى آله وصحبه وسلم
مواقع النشر (المفضلة)