مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 9

الموضوع: من تواضع لله رفعه

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Email من تواضع لله رفعه

    التواضع خلق الأنبياء، والتكبر خلق إبليس، وهو معصيته الأولى، رفض السجود لآدم تكبراً واستعلاءً فحل عليه غضب الله: “قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ” (الأعراف: 13) وكما كان استكبار إبليس هو باب الخروج من رحمة الله، فالتواضع هو باب الدخول في طاعة الله تعالى، وجزاء التواضع لله أن يرفع صاحبه: “من تواضع لله رفعه”، ولا جزاء للمتكبرين غير النار: “أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ” (الزمر: 60).

    وقد وصى الله، رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا” (الكهف: 28)، وقال سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه المصطفى: “وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ”.

    وإذا أردت أن تعرف قيمة خلق التواضع فتذكر أنه حين قال نبي الله موسى عليه السلام إنه لا يعرف من هو أعلم منه على وجه الأرض أرسله رب العزة إلى الخضر ليتعلم منه، في أبلغ درس عملي على التواضع، وانظر إلى وصية لقمان الحكيم لولده التي حكاها عنه القرآن الكريم: “وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ” (لقمان: 18).

    أصحاب النار

    والتواضع صفة المؤمنين وصفهم الله به: “وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا” (الفرقان: 63)، وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بأن الجنة منازل المتواضعين لله، الخافضين جناحهم للناس تقرباً إلى الله، وحذرنا من أن النار مثوى المتكبرين، فقال صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأهل الجنة: كل ضعيف متضاعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار: كل عتل جواظ مستكبر”، أي كل جافٍ غليظ، وكل مختال في مشيته، وبالإجمال كل المستكبرين على عباد الله.

    والتكبر لا يرفع صاحبه بل يضعه، بينما يرفع التواضع صاحبه، أخبرنا بذلك من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم فقال: “ما نَقَصتْ صَدَقةٌ من مالٍ ومَا زَادَ اللهُ عَبْداً بعفوٍ إلا عِزاً، ومَا تواضعَ أحَدٌ للهِ إلا رفعهُ اللهُ”، وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنا، قال: إن اللَّه جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس”.

    والمتكبرون هم أصحاب النار فعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: “احتجت الجنة والنار، فقالت النار: فيّ الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: فيّ ضعفاء الناس ومساكينهم، فقضى اللَّه بينهما: إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء، ولكليكما علي ملؤها”، ولا ينظر الله إلى من كان في قلبه ذرة من كبر، فقد روى الشيخان عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: “لا ينظر اللَّه يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً”، وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: “ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر”.

    والمستكبر ينازع الله، فقد حكى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه قوله: “العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن ينازعني عذبته”، وانظر إلى ما ذكره الرسول الكريم عن رجل مختال فعنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أنه قال: “بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه، يختال في مشيته إذ خسف اللَّه به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة”، أي يغوص في الأرض وينزل والعياذ بالله.

    والتواضع هو جوهر العبادة لرب العباد، وهو يصبغ حركة المؤمن، ويظهر في شمائله كلها، في حركته وفي سكونه، في صمته وفي كلامه، حتى في صوته، ويظهر في مشيه وقيامه وجلوسه، وفي تعاطيه مع الكبير والصغير، الغني والفقير، أصحاب الجاه، وأصحاب الحظ القليل، وقد قيل: “رأس التواضع أن تضع نفسك عند من دونك في نعم الدنيا، حتى تعلمه أنه ليس لك بدنياك فضل عليه، وأن ترفع نفسك عمن هو فوقك في الدنيا، حتى تعلمه أنه ليس له بدنياه فضل عليك”، وفي مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: “إن اللَّه أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد”.

    خير المتواضعين

    كان صلى الله عليه وسلم مضرب الأمثال في تواضعه، فكان خير المتواضعين لله، وعندما فتح الله له مكة، دخلها صلى الله عليه وسلم خافضاً رأسه، تواضعاً لله رب العالمين، حتى أن رأسه كادت تمس ظهر ناقته.

    وكان صلى الله عليه وسلم خير المتواضعين مع خلق الله، فهو لا يأنف أن يركب الحمار، ويردف خلفه عبده، أو صبياً من أهله، وكان صلى الله عليه وسلم في بيته في مهنة أهله يقطع اللحم، ويحلب شاته، ويرقّع ثوبه، ويخصف نعله، ويخدم نفسه، ويعقل البعير، ويعلف ناضحه، ويطحن مع الخادم، ويحمل بضاعته من السوق، ويضع طهوره بالليل بيده، ويجالس الفقراء، ويواكل المساكين، ويناولهم بيده، ويبدأ من يقابله بالسلام ويصافحه، ولا ينزعها حتى ينزع مصافحه، ولا يفرق في ذلك بين صغير أو كبير أو بين أسود وأحمر أو بين حر وعبد، ومن شدة تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان في خدمة أهله، وقد سُئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “ما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَصنعُ في بَيْتِهِ؟ قالت: كان يَكُون في مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فإِذا حَضَرَتِ الصَّلاة، خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ”. وكان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على أصحابه، بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر، وكان يجلس بينهم مختلطاً بهم، كأنه أحدهم، فيأتي الغريب فلا يدري أين هو، حتى يسأل عنه، ولم يُرَ قط ماداً رجليه بين أصحابه، وكان يكره أن يقوموا له إذا قدم عليهم، وهو من هو منزلةً في قلوبهم: “ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما يعلمون من كراهيته لذلك”، بل كان صلى الله عليه وسلم يقول لهم: “لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله”، وفي البخاري عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: “ما بعث اللَّه نبياً إلا رعى الغنم قال أصحابه: وأنت؟ فقال: نعم كنت أرعاها على قراريط مكة”.

    وكان يتواضع للجميع، وهو الرسول الأكرم، خليل الرحمن، صلى عليه الله وسلم، و”كان يزور الأنصار ويسلّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم”، وكان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم، وكان يتخلّف في المسير، فيزجى الضعيف، ويردف ويدعو لهم، وفي البخاري عن أنس بن مالك، قال: “إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ”، وكان يلبي الدعوة لمن يدعوه غنياً كان أم فقيراً، وكان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير، وكان يقول: “لَوْ دُعِيتُ إِلى كُراعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لقبلتُ، وَلَوْ أُهْدي إِليَّ ذِراعٌ أَو كُراعٌ لَقَبِلْتُ”، وأُتي يوماً برجل فأرعد من هيبته فقال له صلى الله عليه وسلم: “هون عليك، فلست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد”.

    مدرسة النبوة


    وأشرب صحابته خلق التواضع، وعلى سنته تلك كان الخلفاء الراشدون الذين تربوا في مدرسة سيد المتواضعين صلى الله عليه وسلم، ومن سيرة الخليفة الأول أبي بكر رضي الله عنه أنه كان قبل الخلافة وهو تاجر يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع بالخلافة، قالت جارية من الحي: “الآن لا تُحلبُ لنا منائحُ دارنا”، فسمعها أبو بكر فقال: “بلى والله، لعمري لأحلبن لكم، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه”، فكان يحلب لهم، وفي سيرة عمر الفاروق رضي الله عنه أنه خرج يوماً إلى الشام ومعه أبو عبيدة فأتوا على مخاضة(مستنقع فيه ماء كثير)، وعمر على ناقة له، فنزل وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض، فقال أبو عبيدة: “يا أمير المؤمنين: أنت تفعل هذا؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك( أي رأوك)، فقال:أوّهْ، ولو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالاً لأمة محمد، إنا كنا أذلَّ قوم، فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به، أذلنا الله”. وكان عثمان رضي الله عنه يلي وَضوء الليل بنفسه فقيل له: “لو أمرت بعضَ الخدمَ فكفوك؟ فقال لهم: لا إن الليل لهم ليستريحوا فيه”. وعند البخاري في الأدب المفرد أن علياً رضي الله عنه اشترى تمراً بدرهم، فحمله في ملحفته فقال رجل: “يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك؟، فقال: أبو العيال أحق بحمله”.

    تواضعوا لله فرفعهم.. ونالوا شرف الدنيا وحسن ثواب الآخرة.

  2. #2
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    عند أهلــــي وربعي
    المشاركات
    26,434
    معدل تقييم المستوى
    27

    افتراضي





    جزاك الله خير يالغالي





    واشكرك جزيل الشكر على ماتقدمه




    لنا من مشاركات قيمه وحضور مشرف




    الله يوفقك دنيا واخره



    انت ومن يمر هنا

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Rose

    al-shmaly

    منور أخوي الغالي

    أثابك الله على هذا التواجد

    الطيب والمشرف لي ..

    ربي يعافيك ويسعدك ويوفقك

    ويحفظك للكل .

    شكرا ً لك من القلب

    دمت سعيد

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    5,146
    معدل تقييم المستوى
    6

    افتراضي

    صدقت اخي
    فمن تواضع لله رفعه
    كمثل الرجل فوق الجبل يرى الناس صغار ويرونه صغير
    سلمـ يدك اخوي
    حبيبتي حطمتني
    مشكور ويعطيك الفين عافيه
    جزاك الله خيرا
    تحيه احلى من الورد
    القصمنجيه
    \
    /
    \
    /
    \
    كانت هناءءء

  5. #5
    ... عضو مميز...


    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    304
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ماوجد أحدفي نفسه كبراً ، إلا من مهانةٍ يجدها في نفسه.
    ويقول الحسن البصري رحمه الله إن المتكبر مثل رجل ٍ فوق جبل ٍيرى الناس صغاراً ويرونه صغيرا ً.

    ماشاء الله عليك
    اختيارك للمواضيع في قمة الروعـــــــــه
    موضوع رائع
    تســـلم الأنامــــل اللي كتبت الموضـــــــوع

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 19-06-2010, 02:02 AM
  2. بعض القصص عن تواضع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
    بواسطة !.همسة العسكرٍي.! في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-09-2006, 06:00 AM
  3. ( ... ماحول رفعه عيشه ... )
    بواسطة a5fe ghlaak في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 14-12-2005, 12:32 AM
  4. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-09-2005, 05:51 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •