ما لي أرى الطرف يبدو حائراً قلقاً
يجول في الكون يبدي دمعة الحاني
ما لي أراه بعيد الذهن شارده
أهاله الوجد يذري دمعه القاني
سألت يا طرف من قد صال صولته
من الذي يرتجي حزناً و تحنان
من الذي قد أقض النوم يمنعه
من العيون فكان السهد عنواني
بالله خبرني يا طرف أرقني
هذا السكوت فلا تسمح بكتمان
فغص بالدمع يبدي لي توجعه
مهلاً فجرح الأسى عن قولي أعياني
ما لي أرى هؤلاء القوم ديدنهم
لعب و لهو و راحات لأبدان
ما لي أراهم و قد فقدت مبادئهم
من حب خير و إصلاح و إحسان
ما لي أرى الظلم هذا اليوم منتشراً
أما لنا في التقى و العدل ميزان
أين الحقوق التي جاءت لتسعدنا
من حق أهل و جيران و إخوان
قوم أحبوا سنا الدنيا و زخرفها
كيف السبيل لكي نظفر بفتيان
أمثال زيد و عمروٍ أين أين هم
يا رب رزقك من أمثال عثمان
مهلاً أيا طرف إن الحق منتصر
يا رب عونك فلترزقه سلوان
و غداً أراك سعيداً عندما تلقى
صحباً كراماً على الخيرات أعوان