«إيليبتس» .. لعبة الاستغماء العائلية الممتعة
إبداع في التحكم وصنع المراحل حسب أذواق اللاعبين وتبادلها عبر الإنترنت
غالبا ما تكون ألعاب جهاز «وي» Wii مميّزة، حيث أنّ هدف شركة نينتندو المصنعة له، هو التركيز على متعة اللعب أكثر من الرسومات والصوتيات. وقامت شركة كونامي Konami المعروفة بصنع ألعاب ممتازة مثل سلسلة ألعاب «كاسلفانيا» Castlevania و«كونترا» Contra و«غراديوس» Gradius و«ميتال غير سوليد» Metal Gear Solid والكثير غيرها، بصنع لعبة مميّزة جديدة اسمها «إيليبتس» Elebits (الاسم مشتق من الكهرباء ELEctricity والأجزاء الصغيرة Bits)، أو «إيليديز» Eledees في الاتحاد الأوروبي.
* قصّة اللعبة مخلوقات الـ«إيليبتس» الصغيرة الجذابة والخجولة تحتوي على نوع من الطاقة الغريبة التي تقوم ببثها في العالم والتي تقوم بتغذية معظم الأجهزة اليوميّة على ذلك الكوكب، والتي تتفوق على الطاقة الكهربائيّة والنووية والفحم والغاز والنفط، وعاشت في تجانس وتناغم من الإنسان لفترة طويلة. وفي أحد الأيام، حدثت صاعقة كهربائية ضخمة في مدينة الشخصيّة الرئيسية «كاي» Kai، وانقطع التيار الكهربائي في جميع أرجاء المدينة. وقام أهل «كاي» بتركه وحيدا في المنزل لاكتشاف سبب انقطاع التيار الكهربائي. واستاء «كاي» لأنّ أهله دائما منشغلون عنه في إعداد الإبحاث حول الـ«إيليبتس»، وهو يريد أيضا مشاهدة برنامجه التلفزيوني المفضل، ويقرر أن عدم قدرته على عمل ذلك هو بسبب مخلوقات الـ«إيليبتس». ويقوم «كاي» بعد ذلك بالذهاب إلى خزانة والده واستخدام مسدسه الفيزيائي للقبض على الـ«إيليبتس»، مهما كلّف الأمر. ومع ازدياد عدد الـ«إيليبتس» التي يتم جمعها، تعود الطاقة والكهرباء إلى العالم شيئا فشيئا، ويصبح بإمكان اللاعب استخدام أسلحة إلكترونية أكثر فعالية وقوّة.
وتنقسم مخلوقات الـ«إيليبتس» إلى 6 انواع حسب ألوانها: الزرقاء سريعة الحركة وتستطيع عمل حواجز من الدخان لحجب نظر «كاي» أثناء هروبها، وتستطيع ترك خيالها وراءها. هذا النوع مشاكس ومؤذ ومتهور ويحب شعور محاولة «كاي» الإمساك بهم. أما الـ«إيليبتس» الصفراء الكبيرة فهي تقوم بجذب «إيليبتس» أخرى لتزيد من حجمها بشكل كبير وتصبح جامحة، وتقوم برمي الأشياء من حولها على الناس. أمّا الـ«إيليبتس» الصفراء الصغيرة فهي بريئة وظريفة وضعيفة لوحدها، ولكنها تستطيع الاندماج مع بعضها البعض لتكوّن مخلوقا كبيرا. هذا النوع يحبّ البسكويت والحلويات. ويأتي هنا دور الـ«إيليبتس» الرماديّة الأكثر قوّة والتي تمّ اكتشافها أخيرا، ولا توجد معلومات كافية حول طبيعتها، ولكنّها تبدو أكثر هدوءا من غيرها. أمّا الـ«إيليبتس» السوداء فهي ودودة وتحب القفز على الناس، ولكنّ الأشواك الحادّة الموجودة على ظهرها تجعل الناس تهرب منها، وقد تقفز في الهواء عند إخافتها أو تهديدها. وتبقى الـ«إيليبتس» الزهرية النادرة والتي من المُعتقد انها تمنح الحظ السعيد لمن يعثر عليها. الجدير ذكره أن مخلوقات هذا اللون تتنقل على شكل مجموعات ثلاثيّة، وهي سريعة الحركة ومن الصعب الإمساك بها.
* عناصر ممتعة اللعبة تحتوي على 30 مرحلة مختلفة من حيث الحجم والصعوبة. وتختلف أساليب اللعب في بعض المراحل، حيث يجب على اللاعب عدم إصدار أصوات مزعجة أو عدم كسر أوان معينة، بالإضافة إلى وجود أعداء نهايات للمراحل. وتقدّم اللعبة مراحل متنوّعة، من غرف النوم والمطابخ وصالة الجلوس والحديقة والشوارع وحتى مدينة ترفيهية. ويجب على اللاعب البحث عن الـ«إيليبتس» في أي مكان يخطر (أو لا يخطر) بباله، من داخل الدروج والخزانات، إلى داخل الأجهزة الكهربائية وسلال المهملات ووراء الكتب وتحت الوسائد وفي داخل الثلاجة وطابعة الكومبيوتر، والكثير غيرها من الأماكن التي يجب البحث فيها (من الأماكن الغريبة التي تختبيء فيها هذه المخلوقات حلقة لوح كرة السلة الذي يجب إدخال الكرة فيه لتظهر بعض المخلوقات). ويمكن إتمام اللعبة في حوالي 9 ساعات من اللعب.
ولعلّ أهمّ ميزة في هذه اللعبة هي ميزة صنع المراحل حسب ذوق اللاعب، حيث يمكن وضع عناصر عديدة و «إيليبتس» كثيرة في مناطق مختلفة وفي أكثر من 25 مرحلة، بالإضافة إلى تعديل كمية الكهرباء اللازمة لإتمام اللعبة (كميّة الكهرباء هي عدد الـ«إيليبتس» التي تمّ الإمساك بها) وشدّة الجاذبيّة وأيّ أسلحة يمكن استخدامها. وتوجد الكثير من عروض الفيديو على الإنترنت، والتي تقوم بعرض كيفيّة صنع مراحل في غاية التميّز والتي تقوم بالتفاعل مع العناصر مثل سلسلة طويلة من قطع الدومينو الصغيرة التي تسقط الواحدة تلو الأخرى بشكل مذهل. الجدير ذكره أن بعض العناصر والشخصيات لن تكون متوفرة في هذا النمط إلا بعد أن يحصل عليها اللاعب في نمط اللعب الفردي.
ونظرا لأنّه يمكن التفاعل مع أيّ عنصر في الغرفة، فإنّ اللاعب سيستمتع بصنع الفوضى بطريقته الخاصة أثناء البحث عن الـ«إيليبتس». وبعد محاولة الإمساك بأوّل مخلوق، فإنّ اللاعب سيجد صعوبة في ترك اللعبة قبل أن يُمسك بجميع المخلوقات الظريفة. ونظرا لأنّ الكثير من الآلات والأجهزة الموجودة في مناطق اللعب تستلزم الطاقة الكهربائيّة لتعمل، فإنّ اللاعب سيستطيع استخدامها بعد الإمساك بعدد معيّن من الـ«إيليبتس»، ليزداد العمق الإستراتيجي في اللعبة.
الجدير ذكره أنّ اللعبة تجبر اللاعب على عدم اللعب بشكل بطيء نظرا لوجود توقيت صارم يطلب منه الإسراع في اللعب، يتراوح بين 5 دقائق و20 دقيقة، حسب المرحلة (يمكن إزالة التوقيت بعد إتمام شروط معينة في اللعبة).
اللعبة تدعم اللعب الجماعي (لغاية 4 لاعبين) على الشاشة نفسها، حيث يتمّ التعاون باستخدام 4 مسدسات في الوقت نفسه (اللاعب الأوّل وحده يستطيع التحرك)، لتصبح المرحلة عبارة عن مجموعة غير متناهية من الأشياء التي يقذفها اللاعبون الأربعة في الهواء. ويمكن اللعب باللعبة عبر الإنترنت باستخدام خدمة WiiConnect24 من شركة «نينتندو» والتقاط الصور أثناء اللعب وتبادلها بين الأصدقاء، بالإضافة إلى القدرة على تبادل المراحل التي يصنعها اللاعبون أنفسهم.
* مواصفات تقنية رسومات اللعبة تشابه رسومات سلسلة ألعاب «بيكمين» Pikmin على جهاز «غيم كيوب» Gamecube من حيث طريقة الرسم وتصميم الشخصيّات. ولمن يبحث عن الرسومات المتطوّرة عالية الوضوح فإنّه لن يجدها في هذه اللعبة، نظرا لطبيعة الرسومات الكارتونيّة ووفرة الألوان في البيئة، وعدم توجه شركة «نينتندو» في صنع جهاز متفوق من ناحية الرسومات. الرسومات تلائم جوّ اللعبة الطريف العائليّ وتعطي مزاجا مرحا أثناء اللعب. ولمن يريد الحصول على أفضل مستوى رسومات على جهاز «وي»، فإنّ استخدام تلفزيون يعرض الصور بنسبة 16:9 (التلفزيونات العريضة) وشراء شريط كومبونينت Component لوصل الجهاز بالتلفزيون هو أمر ضروريّ ويستحق عناء البحث عن الشريط، نظرا للوضوح الكبير للصورة باستخدام تقنية العرض التسلسلي 480p Progressive. الجدير ذكره أنّ معدل الرسومات Frames Per Second FPS (معدّل الرسومات هو عدد المشاهد التي تظهر على الشاشة في كلّ ثانية، ويصل إلى 60 رسمة في الثانية في الوضع المثالي. وينخفض مع ازدياد الضغط على معالج الرسومات نظرا لزيادة الطلب على معالجة بيانات الرسومات. وغالبا ما ينخفض المعدّل عند زيادة عدد الشخصيّات في الشاشة الواحدة أو ازدياد حجم الشخصيّات، أو كثرة المؤثرات الخاصّة في الشاشة الواحدة) ممتاز، وقد ينخفض في بعض الأحيان حينما يتمّ ارتطام الكثير من الأشياء ببعضها البعض.
أمّا بالنسبة للتحكم، فإنّه نجم هذه اللعبة، حيث يمكن استخدام أداة الـ«ويموت» كمسدس، ولفّ الـ«ويموت» على محوره لمحاكاة فتح الباب، ليقوم الباب بالفتح. ويمكن التفاعل مع الكثير من العناصر وتحريكها، مثل السيارات وأدوات المطبخ والخزانات وأي شيء آخر موجود في المنطقة. ويتمّ استخدام أزرار A أو B لتغيير الجاذبية وإمساك الـ«إيليبتس». ويجب على اللاعب استخدام أداة النانتشاك Nunchuk الملحقة بالويموت للتحرك بشكل جانبي، أو الضغط على أزرار C و Z القفز أو الانحناء. وبعد دقائق من اللعب، سيصبح بإمكان اللاعب الإمساك بالأشياء في الغرفة ورميها في الهواء، ومن ثم الإمساك بالـ«إيليبتس» والتقاط الأشياء من الهواء أثناء وقوعها بسرعة.
اللعبة تفتخر باستخدام القوانين الفيزيائيّة في معظم أحداث اللعب، من تحريك الأشياء واصطدامها ببعضها بعضا وارتدادها من على الجدران ووقوعها حسب قوانين الجاذبية. الجدير ذكره أنّ بعض القوانين الفيزيائيّة مبالغ فيها لإعطاء جوّ كارتونيّ مرح في اللعبة، مثل ارتداد الشاحنات من على المنازل بعد رميها عليها. صوتيات اللعبة جيّدة جدّا والمؤثرات الصوتيّة رائعة ومتقنة الصنع، ولكنّ أداء أصوات الشخصيّات ليس لافتا للاهتمام والموسيقى ليست مميزة.
أجواء اللعب العائلي ووفرة المراحل وتنوعها، واستخدام الـ«ويموت» بشكل إبداعيّ واستخدام القوانين الفيزيائيّة بشكل كبير هي أمور تزيد من متعة اللعب، وتجعل من لعبة «إيليبتس» اللعبة العائليّة الأكثر متعة على جهاز «وي» حتى الآن. وقد تبدو طريقة اختباء الـ«إيليبتس» والعثور عليها أمورا عاديّة، ولكن إن قام اللاعب بتجربتها، فإنه سيعلم بأنّ أمامه ساعات كثيرة من اللعب الممتع. وجود ميّزة اللعب الجماعي وتبادل المراحل عبر الإنترنت يزيد من عمر اللعبة، خصوصا بعد إتمامها. إن كنت تبحث عن لعبة تبهرك بصريا، فإن هذه اللعبة لن تثير اهتمامك، أمّا إن كنت تبحث عن متعة اللعب الفريد الإبداعيّ، فإنّ «إيليبتس» ستصبح لعبتك المفضلة، ولفترة طويلة.
* معلومات عن اللعبة - الشركة الناشرة: كونامي Konami http://www.konami.com - الشركة المصنّعة: كونامي Konami http://www.konami.com - صفحة اللعبة على الإنترنت: http://www.konami.com/Konami/ctl3810...67/cl1/elebits ـ نوع اللعبة: مغامرات من المنظور الأول First-person Adventure ـ أجهزة اللعب: «وي» Wii ـ تاريخ الإصدار: 12/2006 في الولايات المتحدة واليابان و04/2007 في الاتحاد الأوروبي وأستراليا ـ تقييم مجلس برمجيات الترفيه ESRB: للجميع «E» ـ عدد اللاعبين: 1-4
مواقع النشر (المفضلة)