الأصل في حال الإنسان الستر والخفاء فلا تعلم له صفة.. ولا يعرف له طبع إلا بالمخالطة والتعامل مع الآخرين بيد أنه قد يظهر شخصيته.. ويكشف عن حاله من خلال: سلوكه.. تصرفاته.. أسلوبه.. مظهره.. لفظه ولحظه.. وتعامله بصفة عامة.

(والمرء مخبوء تحت لسانه) فإذا نطق أو تصرف بانت حاله.. وظهرت شخصيته ليأتي الحكم عليه من قبل الآخرين وفقاً لذلك - وهكذا تنسحب الحال في التصرفات الأخرى: كالمظهر.. والسلوك.. ونحوهما.

واعتبار هذا الأمر مطلب الكل غير أنه في حق (الرجل القدوة) أولى وأهم. سواء كان صاحب رفعة أو مكانة - أو ممن يشار إلى فضله لعلمٍ.. أو صفة حميدة، أو كان ممن له شأن في أهله ومجتمعه، أو حتى لو كان قدوة لمن هو دونه في أي شأنٍ كان من تربيةٍ.. أو خدمة.. أو غيرها كل أولئك تتأكد في حقهم تلك الاعتبارات حفاظاً على شخصياتهم.. وكسباً للآخرين.. وأملاً بالتأسي والتأثير.. بل تحقيقاً لمبدأ من مبادئ النجاح في التعامل والحياة.

إذاً يبقى (الرجل القدوة) قدوةً بالتزامه بالمبادئ الدينية والقيم الأخلاقية، ويبقى قدوةً في سكينته ووقاره وهدوء طبعه.

وهو كذلك أيضاً قدوةً في مظهره اللائق وأسلوبه الجميل وتعامله الفذ وتصرفاته المحمودة، وفي المقابل يبقى (الرجل القدوة) قدوةً في اجتنابه لكل ما يوجب المحذور أو يخل بالمروءة.

وهو كذلك في ابتعاده عن مواطن الريب وأماكن الشبهات ليحظى بإعجاب المخلوق ورضا الخالق بإذن الله.