منذُ أن دخلت عالم الحياة لم أكتب عن نفسي
يوم ومنذُ أن عرفت ساحات الغرام لم تعرف
اجفاني النوم ومنذُ أن كتبت على نوافذه واسطحه
التزمت حناجري الصوم اليس من الانصاف بعد هذا
أن القب بالحزين ....
اليس الحزين هو من يحمل الألم بين جناحيه ويهيم به
في دنيا الهيام اليس الحزين هو من يقبل الشمس وقت
شروفها ويسامر القمر إلى طلوع الفجر اليس الحزين
من يربط خيوط الطيف ويلاحق نقاط السراب اليس الحزين
من رقص الحمام في عيد ميلاده وغنت له الاحلام والوسادة
اليس الحزين من عاش ردحاً من الزمن في غابة البعد وعاشر
وحوش الظلام اليس الحزين من سكن في وكر الجرح وغطى
نفسه بتراب الفراق ..
هذا انا فلقد تجرعت سم الحزن الزعاف ولم آخذ من الدنيا
القليل من الكفاف كان شعاري الإباء والعفاف عن كل مبعدً
شفاف سئمت معنى الحياه فهاجرت إلى حياة أخرى أكتب
فيها بأغلى حلل بعيدة عن الإنانية والملل والخطأ والصواب
والزلل هاجرت إلى حيث أجد مبادئي تحتويني وعواطفي
وأشواقي وحنيني سافرت ولن أعود إلى زمن نساني فيه الأمل
وحوله إلى آلم كانت حياتي من قبل مبلله بالحنان مكبله بالأمان
فقد غَدت عشباً أصفراً لا تجلب رمق العيش ...
فأنا الآن أعيش في بحيرة الحرية تحررت من قيود الهم ونزيف
الدم أنا الآن جبلاً عالياً لم يعد دمعي ينهمر ولا جرحي ينزف
ويندمر أنا الآن البحر الهائج من بعيد والنسناس المائج في الوريد
أنا من أطلق سهام الحب على طير الحزن فدمره فأصبحت أرى
الغيم يزورني بعد أن كان مجافيني وأرى السحاب تخاطبني بدلاً
من أن كانت تخاصمني أرى الصمت يقلع ويهيم في الأجواء ملوحاً
ببريق الوئام بعد السقام والغرام بعد تشتت الأقلام أرى بلبلي
يصدح في كل مكان ويغني أنشودة الرجوع إلى الحياة والحمام
يرقص فرحاً وابتهاجاً بهذا ..
أصبح قلمي يكتب دون أن يتغير في مشيته أصبح ياتي بأحرف
مطلسمه ويفك رموزها ويعود بكلمات ملعثمه فيعالج عقدتها
أصبحت أرى الحياة من شباك الأمل البعيد ومن باب المتمنى
الطاهر الشهيد صار بريد حبي يمرنى كل صباحويلقى على
برسالة إشتياق السماء لملاقاتي وأمنيات الصحارى الخضر
لمحاكاتي وإنتما النسيم لمعاناتي فارسل معه وردة حمراء
بعنوان الترحيب بهم ووردة صفراء بعنوان طرد الجفاء عنهم
ووردة بيضاء الوح فيها بعلم السلام لكل من على الوجود
//
\\
عبدٍالعزٍيزٍٍ
مواقع النشر (المفضلة)